سودانير… الخلل والإصلاح (21)

 


 

 

ولكي لا يذهب ذهن القارئ الكريم بعيداً في تأويل ما أقصد... فقد قصدت بالرمضاء... (الإدارة) الحالية لسودانير... وقصدت بالنار شركة (لوفتهانزا الإستشارية للطيران) ... وكانت وزارة النقل وهي تستقبل هذه الأيام... وفد شركة لوفتهانزا الإستشارية للطيران... للتفاوض ومن ثم التعاقد على النهوض بسودانير...
كانت ( كالمستجيرِ من الرمضاءِ... بالنار)... وكانت تعتبر هذه خطوة جريئة تُحمد عليها وزارة النقل لو كان ما تحتاجه سودانير هو (الإستشارات الفنيه) ...
ولأن القائمين على أمر الطيران في البلاد غير متخصصين في شأن صناعة الطيران اعتقدوا خطأً... أن ما تحتاجه سودانير هو الاستشارات الفنية.
إن أضابير وزارة النقل... ودهاليز سودانير ملآي وتعج بالدراسات الفنيه للنهضة بسودانير. وإن من قام بوضع أسس نهضة أغلب شركات الطيران من حولنا كالخطوط الجوية السعودية والخطوط الجوية الكويتية... ومن قام بتقديم الاستشارات الفنية للعديد من شركات الطيران في الدول المجاورة... وفي داخل البلاد هم كوادر سودانية ومن أبناء سودانير... إن من قام بتدريب الطيارين في تلك الدول وما زالوا يرفدون تلك الشركات بالكوادر والخبرات هم أبناء سودانير. لا تنقص سودانير استشارات فنية ولقد عقدت العديد من ورش العمل والسمنارات وقدمت العديد من الأوراق من مختصين في مجال الطيران لتطوير سودانير.
ما تحتاجه سودانير (إسطول حديث) وهذا الذي كان ينبغي استجلابه لأنه غير متوفر محلياً... وما تحتاجه سودانير (إدارة) وطنية مؤهلة ذات خبرة... وهذه متوفرة محلياً... و السودان ملئ بالخبرات التي جمعت مابين علم الإدارة وعلوم الطيران... و أن من الكوادر السودانية
من يعمل في وكالة الفضاء الأمريكية( ناسا) ... ومنهم من كان يعمل بمنظمة الطيران العربية ( الاكو) ومنهم من كان يعمل بالمنظمة الأفريقية للطيران (آفرا) كخبراء طيران واستشاريين.
خرجت الجامعات السودانية وعلى رأسها جامعة الخرطوم وبقية الجامعات الآلاف من خريجي العلوم الإدارية... وخرجت سودانير وغيرها من شركات الطيران السودانية وكليات علوم الطيران الآلاف من المتخصصين في علوم الإدارة وعلوم الطيران... الذين ينهضون بصناعة الطيران في تلك الدول... وفي داخل السودان الان العديد من الشركات الخاصة التي نهضت وصارت مثالاً يحتذى به في الإنضباط والإلتزام بمواعيد الهبوط الإقلاع كشركة تاركو... وشركة بدر للطيران... ولقد أشادت سلطات الطيران المدني بالمملكة العربية السعودية بشركة تاركو للطيران قبل اعوام لإحرازها نسبة 97% في الإنضباط والإلتزام بالمواعيد في مطار الرياض بالمملكة العربية السعودية حسب تقرير سلطات مطار الرياض بالمملكة العربية السعودية... وذلك بفضل الكوادر الإدارية السودانية...
إذا كنا جادين فعلاً في نهضة سودانير علينا بتوفير (أسطول) طائرات حديث... وعلينا بتعيين (مدير) وطني مقتدر... ولا تحتاج سودانير (لإستشارات فنية ) ولا تحتاج سودانير (لإدارة أجنبية)... اللهم إلا أن تكون عُقدة الخواجة مازالت تسيطر على أذهان البعض .

د. فتح الرحمن عبد المجيد الامين
دكتوراة في القانون الدولي العام
تخصص قانون الطيران
الخرطوم في 21 يونيو 2021

fathelrahmanabdelmageed720@gmail.com
///////////////////////

 

آراء