سيادة الرئيس المرتقب … بقلم: د . احمد خير / واشنطن
د. أحمد خير
30 April, 2009
30 April, 2009
" الإبهام "
" سيادة الرئيس " لقب ناله الدكتور/ عبد الله على إبراهيم المرشح لكرسى الرئاسة فى الإنتخابات القادمة فى السودان . فهو من اليوم الذى حل فيه فى واشنطن وهو فى ترحاب من الأصدقاء الذين يكثر عددهم فى العاصمة الأمريكية .جميعهم يخاطبه بـ " سيادة الرئيس " . يتوسم الجميع فيه خيرا ، فعبد الله يجمع بين الشيب والشباب . يتحدث فى السياسة حديث من عركته ساحاتها ودهاليزها . فعبد الله الذى تشرب حليب اليسار إلى أن إستد عوده خرج عليه فى ذات ليلة مستنكرا أفاعيل البعض لم يستنكر ما جاء به كارل ماركس ولا لينين ، ولكن جذبته العجينة السودانية المستخلصة من تراب السودان . عبد الله القادم من الريف إلى المدينة ، لم ينفض عنه تراب الريف ، بل أبقاه تحت ثيابه متأبطا له تارة وأخرى متحسسا له بين أنامله ، يقربه من أنفه لتمتلء رئتيه من عبق تراب قريته كى لاينسى " الترابله " المشمرين عن السواعد " يقرعون " ماء النيل ليتحول من " جدول " إلى جدول وهم يتغنون بالسمحة وبالسمح وبالزين وبالبطولات ! يستفسرون فى قريته " ما ياهو عبدالله وليد على إبراهيم ، الماشى يبقى لينا رئيس ؟! " وتأتيهم الإجابة "نعم بالحيل "وتعلوا الإبتسامة الشفاه ، ويقدل " ود الحسين" ويقول وهو ملوحا بعصاه " حرم يانا البنصوت ليهو .. ماياهو جنانا " الدكتور/ عبد الله على إبراهيم ، الباحث فى تراث وطنه ، له إسهامات فى مجالات مختلفة جمعت بين الإنسان وتفاعله اليومى مع مايستخدم من طرائق تساهم فى تذليل سبل العيش . فإذا كان الإنسان هو وليد بيئته ، فالبيئة لدى عبد الله هى الماعون الذى يتوجب على الإنسان الحفاظ عليه . كما أنه يرى ان من مسئولية السلطة القائمة الحفاظ على الإنسان والبيئة فى آن واحد ، حيث لا إنفصام . وإلا كان الطوفان .فى حوار دار بيننا ، توجهت إليه بسؤال مباشر " د . عبد الله ، كيف سيكون خطابكم وأنتم تخوضون الإنتخابات الرئاسية ، هل ستركزون على المدن أم على الريف ؟ قال وهو يعتصر كفى : لاتنسى ، لقد قضيت جل عمرى باحثا فى الفولكلور فما كانت الفنون الشعبية قاصرة على الريف أو على المدينة . وأضاف : ثم أنا ضد الفصل بين الريف والحضر " المدينة " وأرى أنه لابد من التواصل وخلق شرايين تغذى هذه وتلك ليسعد الجميع . قال عبد الله : لقد ذكرت فى عدة مرات بأننى قد سمعت بنبأ إستقلال السودان وأنا " قالب هوبه " الآن ، أنا واقف على قدمين وكل ما أتطلع إليه هو أن أنتشل هذا البلد " السودان " من مراحل " اللاشئ " التى جرنا إليها أناس يتطلعون إلى إستعادة السلطة وأولئك من هم فى السلطة . السودان أغتصب ويغتصب من أناس أعرفهم ولكن أتعجب من مكونات طينتهم ... هل هم بشر مثلنا يحسون ويتألمون مثل " بقية خلق الله " أم أن السلطة خدرتهم فى الماضى والحاضر وتبلد إحساسهم وإبتعدوا عن هموم الوطن والمواطن ؟! منذ الإستقلال والسؤال لازال يطرح نفسه !يعلم الدكتور / عبد الله على إبراهيم أن خوضه للإنتخابات القادمة فى السودان لن يكون بالشئ السهل ولا بالهين ، فهو لاينتمى لحزب من أحزاب الأغلبية ، تلك الأحزاب التى جلبت الدمار للسودان فى دورات وصولها للسلطة فى الغابر من الزمان . ولا هو من بيوتات سرحت ومرحت وهى تنعم من خير السودان دون وظيفة شغلت ولا حرفة إحترفت سوى حرفة الضحك على البسطاء من أبناء بلدى من الذين أشتروا أمتارا فى الجنة الموعودة ! ولعلمه بحقيقة موقفه كان لازاما عليه أن يواصل العمل ليل نهار ويوظف كل طاقاته لإظهار برنامجه الإنتخابى . وإنا لمنتظرون .
" السبابة "
فى كل يوم نسمع من العجب العجاب ما يدعو للوقوف برهة للتمعن فيما يحدث فى داخل عالمنا العربى وخارجه . هناك نبأ أوردته بعض وكالات الأنباء يشير إلى أن السلطات السعودية أصدرت قراراً يلزم المساجد بتخفيض الصوت وذلك بإزالة بعض مكبرات الصوت ! ليس هذا فحسب ، بل شمل القرار عدم رفع الآذان وإقامة الصلاة بمكبرات الصوت الخارجية ويكتفى بماهو فى داخل المساجد ! عشنا وشفنا ، فبدل من الحض على الإنتشاروبث النداء للصلاة ، صار الحد من الإنتشار هو ديدن أولياء الأمر فى بلد تنزل فيه القرآن ومنه إنتشر صوت الحق . ونتساءل : هل القرار سعودى بحت ، أم أن هناك جهة خارجية تدخلت للحد من الدعوة فى العلن، وبها يصبح الإسلام حبيس المساجد والأماكن المغلقة ؟! مجرد سؤال !
" الأوسط "
اذا كان اللعب على الحبلين هو من المهارات التى لايجيدها إلا من تعلم التسلق ، فهناك من تعلم اللعب على أكثر من حبلين . حبل باليد اليمنى وآخر باليد اليسرى وثالث يعض عليه بالنواجز! فهل العيب فى من يمسك بالحبال ، أو فى من يتسلق عليها ؟! البعض لايضع العيب على هذا أو ذاك ، ولايتوانى فى أن يضع اللوم على الظروف . أما البعض الآخر فيرمى كل اللوم على كلا الطرفين لأنهما قد مهدا لخلق المناخ الملائم الذى معه تموت الضمائر ويصبح الباطل حقاً والحق باطل ! فى دوامة الأحداث ، ينسى البعض أن الظروف لاتخلق من فراغ وإنما هى نتيجة حتمية لخواء فى النفس تبلور على مدى من الزمان . فيها الخوف يسيطر على العلاقة بين الممسكين بالحبال والمتسلقين . كل يحاول أن يوجد حماية للنفس ويعيش شبح النهاية فى كل يوم . وشبح النهاية هنا لايدفع للبناء والتنمية ، وإنما للهدم الذى يحاولون إلباسه لباس يتجملون به فيصبحون كالإمبراطور العارى الذى لايعى أن عورته بائنة للعيان !الشعار المتداول فى السودان فى الوقت الراهن هو " كبارى وسد " ! فهل الكبارى إفتتحت للعبور بالبلاد من عصر إلى عصر ومن حالة إلى حالة أفضل ، أم أنها وجدت كشعارات يحاولون بها إيهام الجماهير بأن الغد سيكون أفضل من الحاضر وأن عصرهم هو العصر الذهبى الذى لم يشهد السودان مثله ؟!هل الكهرباء ستصل إلى كل بيت فى السودان وتصبح " الحلة منوره " أم أن السودان سيشهد صيفاً لايختلف كثيرا عن العام الماضى ، وماقبله ، حيث القطوعات والظلام والحر وحالة الزهج العام التى يصاحبها التزمر والسخط العام ؟!للإجابة على هذا السؤال ، دعونا نتلمس الواقع فى ظل المثل القائل " المويه تكضب الغطاس " . فهل سيشهد السودان صيفاً ساخنا وظلام تختفى معه الأضواء وترتفع الأكف بالدعاء طالبة الخلاص ، أم أن السلطة وأفواه الأبواق المرددة لشعار " كبارى وسد " ستسد وتتقطع الحبال ويسقط كل متسلق وتظهر عورة الإمبراطور ؟!ً مجرد سؤال !