شداد وسيد الاتحاد .. متاهة البث والرعاية (1)

 


 

 

 

اصل الحكاية

التاريخ القريب يحدثنا بأن الدوري الممتاز كان مرغوبا وبشدة من الشركات الراعية والقنوات الفضائية ( للبث والرعاية) ، فقد بدأت الرعاية بشركة البيبسي (دوري البيبسي الممتاز) ، وتحولت بعدها لشركة كوكاكولا ( دوري الكوكاكولا الممتاز) ، ثم انتقل شركة سوداتل ليصبح ( دوري سوداني الممتاز) ، وعلي مستوي البث التلفزيوني كانت البداية مع قنوات ( ايه آر تي) الفضائية المملوكة للسعودي صالح الكامل وكان البث من خلال قناة النيل الازرق ، ثم انتقل بعدها لقنوات الجزيرة الرياضية ( بي ان سبورت ) ، ثم انتقل البث بعدها للفضائية السودانية ، ثم تحول بعد التعثر في تسديد المتأخرات لقناة قوون الرياضية ، وتحول ايضا بسبب التعثر في السداد المالي للفضائية السودانية مرة اخري ، واوقف الاتحاد العام القناة الاخيرة الموسم الماضي عن البث بسبب العجز المالي .

هذا السرد يؤكد أن الدوري الممتاز كان مرغوبا بشدة خاصة في السنوات الاولي للتجربة ( الدرجة الممتازة) وبدأ بقنوات لها ثقل في النقل التلفزيوني للدوريات العالمية (ايه آر تي) والجزيرة الرياضية قبل أن تتحول الي الاسم الجديد (بي ان سبورت) ، ولابد من التوقف هنا عند الكيفية التي كان يدار بها هذه الملف في فترة  الدكتور العالم كمال شداد والفترة التي اصبح  فيها امين مال الاتحاد اسامة عطا المنان (سيد الاتحاد) الآمر الناهي والمتحكم في كل الملفات ، لنعرف بعدها الاسباب وراء الانهيار وضياع هيبة الاتحاد وفشله في ادارة ملفات بمثل هذه الاهمية والحساسية ، بعد ان تحول الامر الي تقاطعات ومصالح وعلاقات لدرجة أن تصبح القنوات التي يطالبها الاتحاد بديون مليارية خيارا في عملية البث في سابقة هي الاولي تاريخ البث التلفزيوني للمباريات في العالم ( قوون الرياضية) بجانب تعقيدات حول ملكيتها خاصة وان من سيتم الاتفاق معه (صلاح ادريس) ليس مالك القناة علي الورق وهذا يعني ادخال المنافسة في نفق مظلم ، هناك كما ذكرت دين قديم (ملياري) وإتفاق مع المجهول يخطط له سيد الاتحاد .

اعود لهيبة الكرة السودانية وشخصية الكرة وقوة القرار الذي يحفظ للكرة السودانية مع الدكتور العالم كمال شداد ، والتي ضاعت واريق ماء وجهها وتحولت الي ملطشة وصارت تدار بقرارات من جهات عليا وقيادات ادارية خارج السودان وداخل السودان ، عندما تحولت ملكية قنوات ( ايه آر تي) لقنوات الجزيرة الرياضية ( بي ان سبورت) وتحول اليها تلقائيا الدوري السوداني ، سجل شداد قرار تاريخيا لصالح منافسة الدوري الممتاز ، عندما لجأت القناة الناقلة (الجزيرة) لتسجيل المباريات وبثها بعد ذلك ، وهو ماجعل الاتحاد العام ممثلا في رئيسه (شداد) يتدخل ويضع القناة القطرية امام خيار البث المباشر او فسخ العقد ، فقد بني الدكتور العالم كمال شداد فلسفته علي أن اهمية البث للترويج للكرة السودانية واللاعب السوداني ، ووضع الاغراء المالي في آخر القائمة ، خاصة بعد التزام القناة القطرية بدفع المبلغ وكأنها منقولة علي الهواء مباشرة ، وهو مارفضه الرجل واعتبره اهانة للمنافسة السودانية وللاعب السوداني الذي سيقدمه النقل المباشر للعالم مثلما سيقدم الكرة السودانية للعالم من حولنا ، وهي رؤية عالم يملك قراره ودكتور له شخصيته وهيبته ، ينظر للامام مهموم بالتطوير ويبحث دوما عن الافضل للكرة السودانية .. اواصل

hassanfaroog@gmail.com

///////

 

آراء