شكراً خالد عز الدين

 


 

 


تأملات

hosamkam@hotmail.com   

•      قبل أيام دخلت في نقاش مع أحد الأصدقاء الذي استغرب حديثي عن أهمية ألا يضيع مجلس الهلال وقته في موضوع التسجيلات وأن يركز على اللاعبين الحاليين، حيث كان رأيه أن الهلال يحتاج فعلاً لبعض اللاعبين.
•      قلت له لسنا على اختلاف في ذلك، لكن المشكلة أن المحترف الأجنبي الذي يأتي في هذا الوقت يحتاج لبعض الوقت قبل أن يتأقلم مع الكثير من التفاصيل التي تميزنا عن غيرنا.
•      جاء رده سريعاً: هذا صحيح، لكننا نتكلم عن محترف أجنبي بمواصفات خاصة ومثل هذا النوع يمكنه أن يتأقلم سريعاً ولا يحتاج للوقت الذي تتحدث عنه.
•      قلت له: لو توفر مثل هذا النوع فلا مانع من التعاقد معه، لكن أين هو؟ فقد شهدنا العديد من أنصاف المحترفين الذين خسروا عليهم الكثير من الأموال في السنوات الماضية دون أن يقدموا المردود المتوقع منهم.
•      وأضفت: عموماً لم أكتب ما كتبته إلا لأنني أسمع كل يوم عن محترف سيحضر لإجراء الاختبارات.. ومن يختبر في نظري لاعب لم يقف الناس على حقيقة مستواه ولهذا قلت في مقال سابق لو كان هناك محترف كبير حقيقة فهذا لن يحتاج سوى للكشف الطبي لتحديد حالته الصحية، أما المستوى الفني فلا يكون موضع شك.
•      حملت هذه الفكرة والطموح الذي رأيته بعيداً حتى فاجأنا الأخ عمر أبو بكر صباح اليوم ببوست في منتدى ساحة الهلال ( alhilalforum.com ( يؤكد فيه وصول محترف من العيار الثقيل هو لاعب وسط الصفاقسي التونسي العاجي ابراهيما توريه مساء الأمس مضيفاً أن مهندس الصفقة هو الكاتب الهلالي خالد عز الدين.
•      وطبعاً حين يُذكر اسم خالد عز الدين مقروناً بصفقة من هذا النوع، فلابد أن يكون التفاؤل حاضراً.
•      ولمن لا يعرفون فإن خالداً هو من قاد المفاوضات وكان وراء انضمام أعظم أجانب الهلال في العشر سنوات الأخيرة ( كلاتشي، يوسف محمد وقودوين) نموذجاً.
•      وبعد اختلافهما هو ورئيس الهلال الأسبق ابتعد خالد عن هذا الملف فكانت النتيجة تسجيلات باهتة عديمة اللون والنكهة والطعم.
•      جاءوا بعد ذلك بكابوندي، أمولادي وكواريزما وغيرهم من الكوارث التي أهدرت على الهلال فرصاً وأموالاً كثيرة.
•      وكنت أحزن كثيراً عندما أقرأ للبعض وهم يشتمون خالداً لمجرد خلافه مع رئيس الهلال الأسبق، وكنت دائماً أقول لهم عبر منتدى الهلال قارنوا حال تسجيلات الهلال قبل وبعد تخلي خالد عن هذا الملف لتعرفوا حجم التدهور الذي أصاب الهلال بعد أن اعتمد رئيسه على بعض السماسرة الذين لا يفكرون سوى في مصالحهم الخاصة.
•      أكثر ما يميز خالد في هذا الجانب  بالإضافة إلى قدرته على معرفة  الصالح من الطالح من لاعبي الكرة ، أنه يعمل في صمت ويختار بعناية من يعاونونه في الملف من شباب الهلال المخلصين الأوفياء.
•      لا يسعى للتباهي ولا يشير لا من قريب ولا من بعيد لصفقة  محتملة في مقاله اليومي وهذا هو سر نجاحه في ملف التسجيلات.
•      وبعد أن قرأت ما كتبه الأخ عمر أبو بكر كان لابد من استفسار خالد نفسه عن الأمر فتخيلوا ماذا كان رده حين قلت له " الموضوع ده خلاص اكتمل؟"
•      جاء رد خالد : " والله أنا ما بعرف لي اكتمال صفقة إلا بعد أن يدخل اللاعب مباني الاتحاد ويوقع للنادي."
•      المهم في الأمر فهمت من خالد جملة من الأمور حول الصفقة وبعد اطمئناني على أن اللاعب في أيد أمينة بدأت في كتابة هذا المقال.
•      وكم هو جميل أن يستعين مجلس الهلال بشخص مثل خالد عز الدين لأنه مخلص للهلال ويملك عقلاً راجحاً يمكنه من التصرف كما يجب في اللحظة المعينة، وهو رجل منهجي ويعرف كيف يحقق أهدافه.
•      وأتمنى أن يعي الأهلة جميعاً الدرس جيداً ولا يكرروا ما فعلوه مع خالد في السابق مع من يخلصون للكيان ويسعون لرفعته.
•      وبلاش نصدق كلام من يوهمون الناس بأنهم ( شفوت ) فهم إن كانوا كذلك فعلاً فقد استفادوا في ( شفتنتهم) هذه من أمثال خالد عز الدين.
•      وفي نهاية اتصالي بالأخ خالد قال لي " دعواتكم بأن يوفق الهلال في هذه الصفقة."
•      ندعو الله أن يوفق الهلال فيها،  فهذا اللاعب يمكن أن يشكل إضافة حقيقية لوسط وهجوم الهلال وهو لا يحتاج لفترة طويلة للتأقلم بوصفه محترف جاهز.
•      ونتمنى أن يسير المجلس على ذات النهج وأن يقضي حوائجه بالكتمان، فهذا هو الطريق الصحيح لتحقيق النجاح.
•      يوم الأمس كان استثنائياً بحق.
•      فمنذ أن غادر المدرب ريكاردو لم أشاهد الهلال يؤدي بالرشاقة والسرعة وتنويع اللعب كما رأيته بالأمس أمام جزيرة الفيل.
•      قدم معظم لاعبو الهلال مباراة كبيرة وهاجموا من الأطراف ومن العمق وتناقلوا الكرات القصير تارة، وجنحوا للإرسال الطويل في مرات قليلة وهو ما ظللنا ننادي به منذ فترة ليست بالقصيرة.
•      الجميل في المباراة أن الأهداف جاءت من أقدام مختلفة لمدافعين ولاعبي وسط ومهاجمين وهذا ما سوف تتطلبه المباريات الصعبة التي تنتظر الهلال.
•      لن أشطح أو أطيل في المديح والثناء، لأنني أعلم أن الخصم كان ضعيفاً للغاية.
•      أعرف أن مهاجمي الهلال لن يقابلون بمثل هذا الكرم الحاتمي أفريقياً ولن يلعبوا ضد مدافعين يحاول الواحد منهم تمرير الكرات العرضية لزميل له داخل الست ياردات.
•      وأدرك أن دفاع الفريق سوف يتعرض لضغط شديد في دوري المجموعات.
•      لكن بما أن المدرب ولاعبيه انتبهوا إلى حقيقة أن التنويع في اللعب مهم خلال التسعين دقيقة وأن عليهم أن يهاجموا طوال الوقت ومن مختلف المواقع فهذا يشير إلى أنهم يسيرون في الطريق الصحيح وهذا ما يهمنا في هذا الوقت.
•      أن يصنع لاعبو الهلال لبعضهم البعض ستة أهداف في غياب البرنس حتى ولو كان ذلك في تدريب عادي فهو أمر يستحق أن نقف عنده.
•      فقد شكونا لطوب الأرض من عدم وجود صانع لعب في الهلال باستثناء القائد، لهذا سعدت بالأمس وأنا أرى كاريكا يجهز لسادومبا وسادومبا يجهز لكاريكا والمعلم يجهز لخليفة وعبده جابر ومهند يجهز لبشة.
•      ولمثل هذا كنت أقول أن على الجهاز الفني أن يركز مع لاعبيه الحاليين حتى لا نضيع وقت الإعداد الجيد في الركض وراء صفقات ربما لا تأتينا بما نشتهي.
•      لكن بعد أن علمت أن خالداً حريص على هذا الملف شعرت بالإطمئنان وظني أن غالبية الأهلة يشاركونني في ذلك.
•       وإن دخل خالد على الخط فأبشروا يا أهلة بتسجيلات ذات جودة عالية كما قال الصديق محمد أحمد سلامة.
•      قلت أن يوم الأمس كان استثنائياً وذلك لأن الأمر لم يتوقف على إعجابي بطريقة لعب الهلال فقط.
•      فقد نجحت قناة قوون في نقل المباراة كاملة إلا من انقطاع أو انقطاعين قصيرين لم يؤثران كثيراً.
•      كما أن محللي القناة قدموا تحليلاً منطقياً وفي واحدة من المرات النادرة سمعت كلاماً بعد المباراة يشبه ما شاهدناه.
•      ففي الكثير من المرات كنا نسمع وصفاً لا علاقة له بالمباراة التي انتهت قبل دقائق.
•      لكن بالأمس كان تحليل السادة وإسماعيل عطا المنان منطقياً للحد البعيد ووقفا على أشياء استحقت وقفتهما فعلاً فالتحية لهما ولمضيفهما الأخ زهير.
•      المنغص الوحيد كان شكل زي الهلال فقد تناول الكثيرون هذا الأمر دون أن نشهد فيه تقدماً.
•      بالأمس كنت أردد مع نفسي " أيعقل أن تكون قمصان لاعبي الهلال بهذا المستوى!.
•      وقد علمت اليوم من مشاركة للهلالي الغيور والنشيط عبد الرحمن الشيخ سيدا أن ملف الزي يتولاه عضو المجلس الطاهر يونس.
•      وله ، أي الأخ الطاهر يونس نقول "صح النوم يا راجل" فالهلال الكبير لابد أن ترعى زيه مؤسسات "عليها القول".
•       ونتوقع أن يتم حسم هذا الملف سريعاً حتى نرى لاعبينا في حلل زاهية خلال مشاركتهم في دوري المجموعات.
•      فمن المعيب حقيقة أن يظهروا بزيهم الحالي بعد أن بذلوا الغالي والنفيس من أجل رفع اسم ناديهم عالياً.
•      وحتى في المعسكرات والتدريبات، سيما خارج البلد فلابد أن تتغير الصورة القديمة.
•      كتبت مراراً عن ضرورة الاهتمام بهندام لاعبي الهلال عندما يهمون للسفر إلى بلدان أخرى سوى لإقامة المعسكرات أو المشاركات، لكن المجالس السابقة لم تعير هذا الأمر كثير اهتمام.
•      فقد كان جل ما يهمهم هو سفر الأصدقاء والمقربين والمرضي عنهم.
•      لكننا اليوم نعيش عهداً مختلفاً ولهذا نتوقع أن يرتقي كل عضو في مجلس الهلال لمستوى قيادة النادي الكبير، فهل تسمعني أخي الطاهر؟!
•      وفي الختام لا يفوتني أن أشيد بجهود من سهروا ليلة البارحة لاستقبال محترف الهلال المحتمل توريه وهم عثمان خالد عضو المجلس وغرفة التسجيلات، فخر الدين، المهندس إسماعيل ( لجنة التقانة) وعبد المنعم عبد الجليل من شباب الهلال والأخ عمر أبوبكر بالإضافة لخالد نفسه فقد في استقبال اللاعب بالطبع.
•      وكل العشم أن يستمر مجلس الهلال على ذات النهج وألا يعير أعضائه مسألة الضجيج الإعلامي فارغ المحتوى الذي تعودنا عليه في السنوات الماضية كثير اهتمام، فالمهم هو أن تأتي بمن يستحق في نهاية الأمر.

 

آراء