“شيخُ الإنتقاليَّة”

 


 

 

وذهب "الشيخ" يومها إلى السجن ليحكم السودان "عسكر" قلبهم - حسب "بيانهم الأوَّل" - أولاً و أخيراً على الشعب فالوطن. و كان الشيخ يُحرِّك كل شيء قبل محبسه و فيه و بعده، حتى من شدِّة الضغط انقلب السحرُ عليه و هو الساحر!

أيقونة مسرحية "مدرسة المشاغبين" و جملة "المخ و العضلات" يمكن بها إختزال "الحالة" في السودان يومها و اليوم!
كان هناك "شيخ" هو "المخ" للتفكير و القيادة و التخطيط؛ و تواجد "عسكر" هم "العضلات" في التنفيذ؛ فحكموا السودان و أبدعوا فيه "تنظيرات" و تجلِّيات حتى أفسدوا فيه و فينا كل شيء من نظام خدمة مدنية و أنظمة معاش الناس و حفظ مستقبلهم و حتى عسكرهم!

ما نعيشه اليوم في سودان ما بعد الثورة هو "الحصاد المُر" لسنوات حكم الإخوان للبلد مُتمثِّل حتّى في أولئك الذين هم يحكموننا أو "يُشاركون" في حكمنا!

لن نتعجب إن علمنا بعد فترة من الزمن أن أكثر إن لم يك كل من في السلطة اليوم من أحزاب و حركات و قوى ذهبوا إلى قادة "الإنقاذ" في سجونهم يشمتون بهم و يشفون غليلاً و أحقاداً عليهم كامنة تستعر في نفوسهم.
لكن أمر الحكم مختلف لا تشفع له الأحقاد و الغبائين و لا "الثأرات" كلها! لتحكم عليكم أن تكون قدر المسئولية و قادر عليها كأمانة أنت مسئول أمام ربك عليها.

 

ثورة السودان قام بها الشعب و نفَّذها و أشرف عليها و دفع أرواح الشهداء مهراً لها فأنجزها نموذجاً مُشرِّفاً لسلمية الثورة و عنفونها.
لكن الشعب لم يُشارك في السلطة بعدها و لم يُطالب بها!
هو -الشعب- وَثقَ أن من يُمثلِّونه من أبنائه فيها -و دونما وكالة و لا تكليف منه -عانوا نفس المعاناة من ظلم النظام الساقط فهم على الأغلب أهل للثقة في إحقاق العدل و أقله عدم تكرار نفس المواجع!
لكن الشعب أخطأ؛
النظام "يَستنسِّخُ" نفسه!
العسكر نفسهم و الأحزاب و الحركات هم كما هم؛ فما الذي جَدَّ علينا و "حدس"؟!

نعم؛
عندما نتأمل في كل تلك الوجوه و الأسماء على كراسي "الإنقالية" و مجالسها ممن عرفنا و لم نعرف فنحن نبحث عن شخص ما هو "العقل المُدبِّرُ" لكل أو أكثر ما يحدث الآن بنا من "شطحات" و نطحات في سلطة ما بعد الثورة من قوانين و اتفاقيات و قرارات أحالت حياة الناس "جحيماً" مُفزعاً في كل مناحيها!!
نحن نبحث عن "الشيخ" إن كان له وجود و حتماً هو موجود فالإستحالة أن هؤلاء "الأقوام" إن من عسكر و أحزاب و حركات مسلحة و غيرها يتحرَّكون "بأمخاخهم" هم - مع الإحترام لهم و لها- وحدها!
و إن كان فعلاً حدث أنهم "شيوخ أنفسهم" في قراراتهم و "تجلياتهم" و استقلال قرارهم و أن كل تلك المصائب هم من أدخلنا فيها و أسقطها علينا "ببركة فكرهم" و تفكيرهم فلن نجد إلا أن نقول لهم:
أن يا جماعة "الله أكبر".

mhmh18@windowslive.com
////////////////////

 

آراء