“شِعيركْ عَاجْبكْ، وسَوّيتْ الدّقن في حَواجْبكْ”..!

 


 

 

خط الاستواء 
ومع ذلك ، فإن بروفسير غندور ، زول معقول جداً، وأعقل بكثير من لفيف الأوائل، أهل البلوى والابتلاءات..! ولربما أدرك البروف ، بخلفيته المايوية، إنه من المستحيل إدارة الشعب السوداني بخطّة "لحس الكوع"..! من هنا نبعت معقوليته فى الكلام..!
ولكن، ومع تلك المعقولية التي ربما تطيح به تنظيمياً " في أقرب الآجال" ، فقد صدرت من بروف غندور ،"هضربة من النّوع أبو كديس"، خلال مؤتمره الصحفي ،الذي طرح فيه قائمة مرشحي الأخوان الفائزين بمقاعد البرلمان فى أبريل القادم "إذا مدّ اللهُ في الآجال"..! 
من نماذج الهضربة، التي ما كنّا نتمنى أن تتعلّق بأذيال البروف ، أنّه تحدّث من الأعماق مع التنظيمي المُتشعبِن، عبد الباقي الظّافر، قائلاً له: "نِحْنَ دافنِنّو سوا"..! وأكدَ لكمال حامد، أنّه كان حارساً للمرمي،" مثل حامِد بِريمة"، وبالتالي فهو يُمثِّل الرياضة و الرّياضيين..! هذا بالإضافة، إلى تبرع البروف، بتصدير النّفحات الانتخابية بإسم الوِعاء الجّامع..!
ومن غرائب الصُّدَف، أن حِزباً مثل الإتّحادي الأصل، رافع علم الإستقلال، يركُن الى مثل هذه الهضربة، وليس لقياداته من شيئ ،غير مباركة الترشيحات..! و لن نتوقف عند هذه النقطة، تقديراً لشخص البروف، لأنه رجل متحضّر وعفيف اللّسان، ولم يصدر عنه بعدُ ، ذلك السيل من الشتائم التي يُجيدها رعاء الشاة..! وبالمناسبة، فإن الانقاذ ــ طوال تاريخها ــ لم تلِد مثل غندور، ودونك ماهو ما هو أدنى..! وهناك دلالات كثيرة على ظهوره فوق خشبة المسرح ، بينما جاد الزمان علينا بإضمحلال آخرين..! ولك أن تسأل عن الزبير بشير طه ، وموقعه من الثورة الانتخابية.. بل أين رامبو، ولماذا لم يظهر مع عودة صلاح كرار الى المياه الدافئة..؟! و لن نتوقف هنا كثيراً ، حتى لا تصرفنا عاديات الطبع، عن إدراك مبررات هذه الهضربة الانتخابية..!  لِمَ  كل هذه الهضربة يا بروف غندور، إذا كان عتاولة الإنقاذ يؤكدون أنهم جاءوا هكذا :"في أيدنا رشّاش، في إيدنا خنجر"..؟! مش دا كلام الجّماعة..؟! 
فإذا كان، "شِعيركْ عَاجْبكْ، وسَوّيتْ الدّقن في حَواجْبكْ"، فهذا كله، لن يجعل منك ديمقراطياً ، و بتاع إنتخابات ،وبتاع جماهير كمان..!؟ و بهذه المناسبة ، نحكي لبروفسير غندور ــ الذي سيفهمها طايرة ــ هذه القصة.. فقد بلغنا من حِكم الزمان أنّ إبن عمّك، أشبادين البُشاري، كان جائلاً فى العتامير.. لكن زمان المناكيد، جاء به الى البحر، فنزل إلى الضفاف واستوطن فيها..
و رغم تكرار مأساة الدولة مرة أخرى، بعد مائة عام، إلا أن أشبادين لم يجد من يستنطق فخره بأجداده، الذين هرّبوا سلاطين من جحيم التجربة الأولى..كان الرّجل قادراً على معايشة أشياء الطبيعة  من "قِعدان ، وحِمران ، وهبوب وتلاقيح "، لكنه ظلّ حائراً أمام طبائع "الدّواعش"..! والقصة بسيطة، لكن العبرة فى نهاياتها.. في يومٍ من أيام الله ،خرج أشبادين ،عشان يدقِّق العيش للعيّال. وفى طريق العودة، عجبو الضُّل فاتكأ، وأخذ تكويعة المَقيل فوق جُراب الدّقيق. ولكن، قبل أن يخلد النوم في عينيه ،داهمه "زي قطعة الشيطان"، واحد من نوعية ناسك ديل..!  صحّاه من إغفاءته ، وبهلَ عليه النصائح الفقهية ، التي  تسمعها و نسمعها ، صباحاً ومساءاً ، منذ مجيئ هؤلاء..كل دا عشان يقول ليهو :" ما تنوم فوق الدقيق ، النوم فوق الدّقيق، بيخليك تَهضْرِب"..! 
فتح أبن عمّك عينيه بإعياء،على ذلك المخلوق، وقال له:" أنا ما نَهَدْرِبْ، تَهدْرِبْ المّا إنْدَها دقيق"..! 
وأكيد فهمت قصدي، يا بروف.. وهذا مع جزيل الشكر والتقدير..!

 

آراء