صورة… وتأملات

 


 

عمر البشاري
31 January, 2019

 

 


صورة للثوار... ينزلون.. كاميرا مراقبة من أحد الميادين العامة تم تداولها قبل أيام في الفيس بوك.... أستفزتني فعلقت عليها... بما يلي :-

هذه الكاميرات وضعت منذ زمن في كل أنحاء العاصمة ليس بغرض تحسين الخدمات... والحفاظ على الأمن العام والسلامة كما تفعل الحكومات المتحضرة...
ولكنها تحسباً لمثل هذا اليوم الذي يخرج فيه الرعايا عن طوع الأخ الأكبر... على قول.. جورج أورويل في روايته ذائعة الصيت ١٩٨٤ والتي نشرها في خمسينيات القرن الماضي وتنبأ فيها بأن التطورات التكنولوجية سوف تؤدي الي التحكم في الخصوصيات...ودعم ونشر السلطات الديكتاتورية التي تراقب الناس في حركتهم والسكون..وتحصي عليهم أنفاسهم وتحاول أن تتجسس حتى على ما تحوي نفوسهم والصدور وتقضى بهذا على الحرية الفردية والإبداع والتميز والتفرد والتمايز...

ولكن لسخرية القدر في ذات العام المزعوم لجورج اورويل.. ١٩٨٤.. أطلق... أستيف جوبز.. الماكنتوش أول كمبيوتر شخصي أذن في الناس بأنطلاق الثورة المعلوماتية الرقمية وهي الثورة الثانية بعد الثورة الصناعية من حيث الأثر الإجتماعي السياسي..الإقتصادي...
هذه الثورة التي إنتهت بنا إلي الإنترنت والموبايلات... و الواتس والفيس بوك والتويتر والانستجرام...
التي جعلت العالم قرية صغيرة وجعلتني انا المنبطح في السرير الآن اتجاذب معكم أطراف الحديث وانتم منكم الداني القريب.. والقاصي البعيد في أطراف الدنيا حول صورة هؤلاء الثوار وهم يجعلون من أنفسهم سلما بشريا... لينزلوا كاميرا المراقبة الأورويلية... التي تحاول أن تأسر حياتهم وحرياتهم لصالح جهاز جهاز الأمن... (الأخ الأكبر في الرواية ) ويمدون ألسنتهم الساخرة عليه... وهي تلهج بالشكر لأستيف جوبز... ومارك زوكربيرغ وغيرهم... ممن يسروا القدرة على التواصل والتفاهم وتشارك المشاعر والخبرات....والتحرك لتغيير الواقع ليصبح أجمل وأنضر...... فمرحباً... بعالم الحرية المفتوح عبر الفضاء السبراني على آفاق بلا حدود... ووداعا... أيها الأخ الأكبر... فقد مضى زمانك المكبل بالقيود من غير ما رجوع ...

عمر البشاري
elbusharyomer@gmail.com
/////////////

 

آراء