“صينية “أولاد التنظيم ..!

 


 

 


خط الاستواء
اضراب صحفيو "التيار"عن الطعام جسد معان وقيم نبيلة،عبّر عنها الزميل خالد فتحي،عندما قال،أن أهدافاً كبيرة تحققت من تلك الوقفة، التي تؤكد قدرة الوسط الصحفي على الدفاع عن قضاياه بوسائل عديدة..
"في ألمانيا عندما اعتقلوا الشيوعيين لم أبال لأنني لست شيوعياً، وعندما اضطهدوا اليهود لم أبال لأنني لست يهودياً، ثم عندما أضطهدوا النقابات العمالية لم أبال لأني لم أكن منهم ..بعدها عندما أضطهدوا الكاثوليك لم أبالي لأني بروتستنتي..وعندما أضطهدوني لم يبق أحد حينها ليدافع عني- مارتن نيمولر (لاهوتي ألماني )..
قال الإمام علي،كرّم الله وجهه .."أعرِف الحق تعرف أهله".. وقال فولتير:"قد أختلف معك في الرأي ولكنني على استعداد أن أموت دفاعاً عن رأيك"..وقبل هؤلاء جميعاً، وبعدهم ، قال الحق سبحانه و تعالى: "وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا* اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ" صدق الله العظيم..
نحن على هذا الوِرد، لكن عين التعجُّب تزداد احمراراً من سطوة أولاد الجبهة في أهل هذه الديار..!
نحن ــ كلّنا ــ في النهاية "بِقينا لافّين صِينية" مع أولاد التنظيم.. فحكومتهم تُصدر قراراً باغلاق جريدة ،الجريدة لصاحبها ، و هي من نسل التنظيم.. والتنظيم لأصحابه يسترفِع الرزيقي ــ ممثلاً له في نقابة الصحفيين ــ كي يتوسّط بفك احتكار صاحبها لوسيلة الضغط المتبقية،بينما المحكمة الدستورية،التي تستظل هي الاخري بذات الظلال، تأخذ فيه مرتعاً ومقيلا، بينما صاحبكم عثمان ميرغني،رئيس تحرير التيار، ورئيس اتحاد الطلبة الاسلاميين في مصر، يمشى الهوينى بين زوايا الخيارات التنظيمية..فالذين ناصروه اسناداً لمبدأ حرية التعبير، ليسوا من شيعته التي تكتنز كل الأسلحة من أجل تأديب شعبنا بالشريعة..! والذين هم من "كثرة المقالب" يعمهون، هم خير من استأجر صاحِبكم ، إلا قليلاً ممن يؤمنون بيوم الحشر ، إلا قليلاً ممن يعرفون ، أن المفاصلة كانت أبرع حياكات الشيخ..!
الواقع والتاريخ يشيران الى أن "الشعبي" أصبح نصيراً ديمقراطياً، من أجل "الوطني" مُبتدِر الحوار والدّاعي الى الله، وإلى التداول السلمي للسلطة..! إن تحدّثت بهكذا لسان، فسوف يرسلون إليك عناصر التخوين، الذين يخرجونك في غمضة عين من دائرة الرجولة ـــ إن كنت رجلاً ـــ ومن دائرة الحياء، إن كنت من بنات حواء.. إن قلت ذلك، فأنت مُتّهم بالطعن في توبة المتفاصلين الذين قدلوا بسيف المعارضة، حتى هوت به الوثبة في وجه التحالف..بين تلك الزوايا، يقدل صاحِبكم عثمان، دون اعتراف، بأنه رهين المحبسين ، وأنه لم يزل مربوطاً، في "حزب الحبل الطويل".. أو كما قال صديقي الأثير عبد الماجد عليش قبل عشر سنوات..!
و مع ذلك..نحن مع حرية التعبير، لا يلهينا عنها عثمان ميرغني، ولا علي عثمان.. القضية التي لا تنطفئ هي :كيف ننتصر للمثل العليا، ونقف في الجانب الصحيح من التاريخ، بعيدا عن مزالق الحركة وابواقها التي تنوعد شعب السودان بـ "المدغمسة" و بغيرها..! ثمة ما يجمع الخيّرين في هذا البلد..قضايا الحقوق والحريات خطوط مشتركة بين الجميع..حرية الصحافة قيمة مضافة لاتنازل عنها ..نزاهة القلم هي الرصيد الأوفر من اغراء المال والمناصب..اولاد التنظيم ليسوا قدوة للوسط الصحفي ، يعتلون المناصب ــ دون حياءــ بينما يتواضع الرجال، أمثال فيصل محمد صالح ، وكتائب الصحفيين المهاجرين في الآفاق..!
ثمة قسم عظيم يحازي المبدئية والانزلاق..لك أن تعامل الناس بأخلاقك، لا أخلاقهم..لك أن تنتصر للفكرة المستقيمة والذوق السليم، وأن تضع مدماكاً في مبنى ثقافة الفرز، بين ما يجب أن يكون، وبين ما يجب أن يُنسى..! فالرؤيا ليست غائمة أو ملتبسة..من يُعفر قدميه في سبيل سودان موحد ــ مدني وديمقراطي ــ بصورة مبدئية لا تقبل المساومة، فهو منا، وإلا فهو عدو.. من يبحث عن التبريرات، ليداري مصالحه الآنية أو المستقبلية فهو انتهازي..
الرؤيا ليست ضبابية إلى الحد الذي يمنع المناظرة..هذا هو التنظيم الحضاري، قد أطبق على الحكم ، وعلى المعارضة..!
ها نحنُ جميعاً ــ قاعدين كَنَبْ ــ لتتفيأ كوادرة الذكية بتوزيع الأدوار..لكي تنافح ضد الاعتداء على الحريات..لكي تتصدى "دفاعاً عنّا"..! عليك ـــ يا سيدي ـــ أن تهدأ و أن تستكين.. عليك أن تشرب الجّبنة بالهبّهان، في ضل الضحى، وحقّك يجيك، بتلاحُمية الرزيقي / كمال عمر..!
وما أدراك ما الأرزاق.."ما أدراك ما هي"..!؟

 

آراء