عرض أزيـاء … عرض حال وكشفو …. بقلم: عزيزة عبد الفتاح محمود

 


 

 

 

فئة غريبة تنتمي الي فئات تتظلل بالقانونية لتمرير شرائعها (المستحدثة) والباردة اللزوجة إن إستخدمنا كلمة محايدة لوصفها ، وتعمل وفق حواشي القانون لأن يغطس ماتبقي من الشعب السوداني في وحل كل شئ تقريباً : الفقر ، المرض ،القبح .. وعندما تتحدي مجموعات مختلفة وعلي الأضداد محاولة صنع الجمال ، تستعدي الفئة الأولي (خزنتها) من كارهي الجمال وخلق الله (لتحشرهم) ـ وبالقانون ـ داخل زنزانة النظام العام ..! تاااااااااااني للأسف ، سادتي: عرض الأزياء الذي أقيم في النادي العائلي يوم الخميس الماضي وإستطاعت ذات الجهات التي جعلت من قضية (البنطلون الذي يشف ولا مؤاخذة ) وبالمناسبة هذا المصطلح حصري علي السيد /الطيب مصطفي هذا التنويه لحفظ الحقوق فليس لدي ما أستطيع تقديمه تعويضاً أمام نيابات محاكم الملكية الفكرية .. عرض الأزياء البرئ هذا إستطاعت ذات الجهات تحويله الي (يشف) و( يكشف الحال ) ..! وقبل يوم عرض الأزياء الذي تحول الي عرض حالات ، أعلنت مؤسسة (سودان نيكست توب موديل) عن برنامج عرض الأزياء الذي أملّّت أن يكون فتحاً إستثمارياً بعيداُ عن القوالب التقليدية للبزنس في بلادنا وطبيعي أن تتجه بعض العقول التي تهوي خلق الجمال هذا المنحي يدعمها في هذا الإتجاه الإنفتاح الذي يتنفسه العالم في كل بقعة وقدمت المؤسسة دعوتها لحضور العرض عبر عدد من الصحف ، وشخصياً فكرت في الذهاب إلا أن تكهناتي بحصرية العرض علي أصحاب المؤسسة وأصدقائهم وفئات الدخول التي ربما تتجاوز قيمتها مقدرتي أقعدتني عن المحاولة ، إلا أني حمدت لأصحاب المشروع جهدهم وجديتهم في خلق برنامج ممتع ولو كان لفئة دون فئات... الي أن قرأت (مانشيتات) صحف يوم أمس ، سادتي ..أراهن وإسمحوا لي بذلك، أن الصحف التي أوردت خبر العرض الذي تحول الي حادثة كانت نيتها المسبقة في تغطية العرض لأنها  حاكت العرض جمالاً وبراءة بدليل الصور المرفقة مع الموضوع فهي توحي تماماً بأن التغطية للعرض كانت ستتحدث عن نجاحه وكيف يمكن أن يفتح آفاقاً جديدة ومبتكرة، حتي أن الجو المحيط بالصور ذاتها يخبر أن الصور ألتقطت في ظرف آمن وليس في ظرف (أمن) ..! تفنيدات النظام العام أو مسوقاته لإنهاء العرض بهذا الشكل المخل َ بكل شئ هي أن الحفل لا يملك تصريح لما بعد الساعة الحادية عشرة وأن بعض المشاركين بالعرض (قد تناولوا مشروبات كحولية ) لاحظ لكلمة (قد) .. وكأن هذا الشعب المسكين لا يصح أن يعيش واقعاً خارج مثلث (قتلة غرانفيل وأزمة دارفور وجرائم الإغتصاب) وهذه الأخيرة تحديداً هي التي تحتاج بقوة الي مجهودات النظام العام .. والتي نحسدهم في مقدرتها الفذة لتحويل كل برنامج لتنفس (شئ جميل ) الي (زكائب) ملفاتهم لتدور البلاد مرة أخري داخل فردة (البنطلون الذي يشف ولا مؤاخذة) ..! ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

zizetfatah@yahoo.com

 

آراء