غداً نكون كما نود

 


 

 

 

لا عجالة البتة..فكل الثورات والهبات يبتدئها المواطنون، ثمّ تنضم لها القوى السياسية لاحقاً . ولذلك، لا بد من شحذ الهمم والبعد عن التخوين. كما أنه من الضرورة بمكان تحييد الشرطة والجيش عبر الحديث الإيجابى، باعتبارهما جزءاً من مكونات الدولة لا الحكومة، فقياداتهما، وإن والت أى نظام حاكم، لأغراض شخصية وانتهازية؛ فإن ذلك لاينسحب على منسوبيهما المكتوين بالضائقة المعيشية، والمعنيين بتوفير الأمن .


المطلوب هو تنحية اليأس جانباً، مع تفعيل الحراك اليومى فى كل الولايات ،و تكثيف العمل الجماهيرى ،نهاراً وليلاً فى الأحياء. كذلك، فإن التضخيم وبث الشائعات من شأنه تثبيط الهمم، فور خروج الناس للشوارع ،واكتشافهم لواقع مخالف لما تعكسه الأسافير. وحدها المصداقية التى تزيد من هدير الشارع وتدفع الأعمى لحمل الكسيح.

لا شيئ يوحد الجماهير ويدفعها نحو الحراك أكثر من الضائقة المعيشية..مما يحتم تغذية هذا الشعور العام، دون التطرق لما بعد الحدث ،ودوافع البعض من الالتحام بالجماهير، نجاة من السفينة الغارقة أو رغبة فى الظهور. .فالشوارع تسع الجميع، والتغيير المنشود دوافعه :التمتع بحق المواطنة تحت مظلة حكم القانون وتوفير الحياةِ الكريمة والفرص العادلة .

حتى المتأسلمين والانتهازيين ..افسحوا لهم مجالاً إن رغبوا في الالتحاق بقطار الشعب. .وبعدها، سيوفر لهم النظام الديمقراطي محاكمات عادلة. .يتمتعون فيها بكل حقوقهم القانونية، حتى تقرر بشأنهم كلمة الحق.

بعض الناس سيخافون على مكتسباتهم خشية مجهول، لاطفوهم ولاتنفروهم. ..فإن لم يستجيبوا؛ فلا توصمونهم بالخزلان، فسرعان ما يستردون أنفسهم وضمائرهم واحساسهم الفطرى. ..فالثورة ليست يوماً أو أسبوعاً. .إنما هى توافق واتفاق دائم بين الشعب، على الجماعية، لا الفردانية، حماية لمصالحه، وزودا عن وطنه.

إن غازلكم الإحباط واليأس ذات يوم، فعجلوا بركله جانباً، و حذارى أن يضعفنكم صد الحكومة وزودها عن نفسها..وتذكروا أن كانت لكم صولة وجولة إبان هبة سبتمبر 2013 المجيدة ،ثمّ يناير السابق، ولتكونوا أكثر إيماناً وقناعة بالعمل النضالى التراكمى. .إذ لا توجد دولة يتم خلاصها وانتشالها من براثن الظلم والفساد والجهل والتخلف بين ليلة وضحاها. ..فالأشق وأضنى؛ ما يلى القادم بعد الثورة، وهو التأسيس والبناء والتعمير لوطن تتساوى فيه الرؤوس والحقوق والواجبات .

ارفعوا علم البلاد على المحلات وأسطح المنازل والمركبات . .و بالأشعار و الأغانى الثورية عطروا الألسن و رطبوا الشفاه. .ثمّ لا تنسوا أن تنظفوا الطرقات عقب كل مقاومة ... وليكن يقينكم أن حب الأوطان مرض وراثى، لا براء ولا شفاء منه .


محمود،، ،

mahmoudelsheikh@yahoo.com

 

آراء