تأمُلات
. يقول جزء من خبر نشره المكتب الإعلامي لنادي الهلال : سلّمت لجنة العضوية بنادي الهلال كشوفات ظهر اليوم الأحد، عضوية النادي ونسخة CD، إلى الإتحاد السوداني لكرة القدم بالخرطوم 2 ، ومثّل لجنة العضوية كلا من ؛ المهندس رامي كمال عضو مجلس الهلال ومقرر لجنة العضوية والأستاذ عبدالوهاب أحمد و الأستاذ حسن أبو تله."
. ربما بدا الخبر مُفرحاً للكثيرين ممن تطلعوا على الدوام لعضوية راشدة حرة مستقلة يختار أفرادها من يستحقون أن يكونوا على رأس هذا النادي الرائد.
. لكن المؤسف، بل المخجل في الأمر أن العضوية التي يتحدوث عنها لم تتعد بضعة آلاف.
. ما أحزنني هذه المرة أكثر من أي وقت مضى أن الهلال بلغ مراحل غير مسبوقة من التردي في السنوات الماضية.
. فقد بات نادي الحركة الوطنية مطية لكل من أراد الشهرة أو التكسب.
. أداره الأقزام وتحكم فيه ذوي المصالح الضيقة، والسبب في كل ذلك أن جماهيره المخلصة الوفية لشعارها اكتفت على الدوام بدور المتفرجين.
. وبعد أن أوصلتنا آخر فترات رؤساء النادي المنتخبين الحضيض حقيقة، ومع اجتهاد العديد من مناصري الهلال العقلاء الأوفياء في سبيل توسيع العضوية الراشدة، توقعت أن نشهد واقعاً مغايراً هذه المرة.
. لكنني صُعقت حين علمت أن عضوية نادي الملايين الفعلية لم تتجاوز الخمسة آلاف.
. من ينتمون لمختلف قروبات الهلال بوسائل التواصل الاجتماعي المختلفة يبلغون الملايين.
. ومن يتذمرون من الإداريين خفاف الوزن يصلون لعشرات الآلاف.
. ومن يتجادلون حول تشكيلة الهلال لكل مباراة ويحددون طرائق اللعب المتباينة يفوقون عشرات الآلاف أيضاً.
. لكن عندما تحين لحظة الجد وينادي هذا الكيان العريض أبناءه لكي يكونوا له سنداً حقيقياً ويحمونه من أرزقية هذا الزمن الأغبر لا يستجيب هؤلاء الأنصار للنداء.
. جميعنا نقول شفاهة أن الهلال مصدر سعادتنا، وأننا على استعداد دائم لتقديم الغالي والرخيص من أجل رفعته، لكن كم منا يضعون أنفسهم في المواقع التي تتيح لهم دعم الكيان حقيقة!!
. المؤسسات الرائدة والأوطان لا تُحمى وتُصان بكثرة التنظير ومجرد إبداء الأراء، لكنها تُبنى وتُصان بالخطوات العملية والسعي الجاد لأن نكون فاعلين ومؤثرين في الأحداث.
. فلماذا نفوت الفرصة تلو الأخرى ونحجم عن اكتساب العضوية لنتيح المجال بذلك واسعاً أمام أصحاب المنفعة لكي يستجلبوا من يشاءون للإداري الذي يدفع أكثر!!
. وكيف نتوقع أن يُدار النادي بالطريقة التي ترضينا دون أن نلعب دوراً فاعلاً في اختيار من يديرونه!!
. أتمنى أن تؤدي جماهير الهلال واجبها تجاه ناديها بدلاً من ترك الجمل بما حمل لمن لا يملكون القدرة على تحقيق التطلعات، فالتذمر وحده لن يغير شيئاً.
. لن يكون ناديكم في أحسن حال لمجرد أن بعضكم يحتج على وضع محدد أو يرفض هؤلاء البعض إداريين أو لاعبين بعينهم.
. غيروا ما بأنفسكم يا أهلة وسوف يتغير حال ناديكم بإتجاه الأفضل.
kamalalhidai@hotmail.com
/////////////////