في نهاية المطاف نحن إثيوبيين !!

 


 

 

 

شرد داخليا أكثر من مليون مواطن اثيوبي بسبب الفوضى والقبلية وما حدث مؤخرا في منطقة بني شنجول تدمي له العين لماذا? ومن المستفيد بقتل اﻻبرياء ?.

في خضم تلك الأحداث المتسارعة التي تمر بها البﻻد اليوم اشتعال واحراق وقتل وتهجير المواطن داخل ارضه وبين أهله بصورة غير انسانية اتهمت جهات تعمل علي إشعال فتيل حرب أهلية في البلاد .
يقول البعض أن النظام هو سبب المشكلة الحالية التي تواجهها البلاد لأنها تعزز القومية العرقية وتقوض المواطنة ، بينما يعتقد البعض الآخر العكس ، قائلين إنها ساعدت البلاد على احترام حقوق الجماعات العرقية التي تعرضت للقمع لقرون.
أوبانغ ميثو ناشط سياسي وناشط في مجال حقوق الإنسان يعتقد أن نظام الحكم الحالي هو السبب في المشاكل التي تواجهها البلاد الآن بما في ذلك العنف اكد ذلك في مقابلة حصرية مع وكالة الأنباء الإثيوبية قائﻻ : " إلى جانب هيكل الحوكمة ، فإن تركيبة الحزب الحاكم تتألف من أربعة أحزاب ذات أساس إثني ، والذي يشير أن السياسة الإثيوبية تعزز العرقية بذلك أصبح العنف العرقي سمة دائمة للسياسة الإثيوبية بسبب هذه العوامل.
وأضاف أوبانغ " من الأسباب الجذرية للأزمة التي نعيشها في إثيوبيا اليوم هي البنية السياسية العرقية . نحن الدولة الوحيدة في العالم ينص دستورنا بكلمة " الشعوب والقوميات "، وهذا يعني بعبارة أخرى أننا نروج للعرقية فوق الوحدة الوطنية ".واضاف " إن نظام الحكم القائم على أساس إثني ، والذي يمهد الطريق أمام زيادة التعصب بين مختلف المجموعات العرقية ، يؤدي إلى تزايد الهجمات على أساس عرقي.
على مدى السنوات القليلة الماضية شهدت إثيوبيا أعمال عنف ذات أساس إثني ، وشرد داخليا أكثر من مليون مواطن.
مما ﻻ شك فيه أن للإعلام المعاصر نظريات متعددة فيها ما هو هدام، حيث يستخدم فى الحروب غير التقليدية وهدم الدول، وفيها ما هو بناء يلعب دوراً مهماً وحاسماً وخطيراً فى إعادة بناء الدول أو دعم سياساتها.
وهذا ما يحدث في اثيوبيا اليوم ويعرف بحروب الجيل الرابع: تدمير الدول بالحرية والشائعات والإعلام .عبر الشائعات يحاولون هدم الدولة العريقة اثيوبيا التي تعتبر من الدول القليلة في العالم التي تعرف بالتسامح والتعايش السلمي بين مختلف الشعوب اﻻثيوبية وغيرها باستخدام نقاط الضعف اﻻ وهي القبلية واﻻثنينة .
ويقول احدى المحللين للوضع في منطقة القرن اﻻفريقي :عكس ذلك نجد ان الإعلام فى الولايات المتحدة الأمريكية يوثق لصالح المصلحة العامة للولايات المتحدة، وكذلك فى روسيا، ويلعب الإعلام فى كل دول العالم تهيئة الرأى العام لصالح وطنه، أما فى دول العالم الثالث فتم اختراق الإعلام بطرق متعددة أهمها هى رؤوس الأموال مجهولة المصدر، التى ملأت أرجاء العالم الثالث فى الخمسة عشر عاماً الماضية والذى عرف أنها كانت سببا فى انطلاق الحروب غير التقليدية لتدمير الدول الضعيفة علمياً.
وعلي سبيل المثال ﻻ الحصر يجب ان نتذكر كيف لعب الإعلام دورا كبيرا في إقصاء أقلية التوتسي في رواندا إبان حرب الإبادة التي تعرضت لها أقلية التوتسي واستمرت ثلاثة أشهر في ربيع 1994، وأقصي الجار جاره في الوطن، فقط لأنه يختلف عنه في العرق أو الطائفة أو اللون أو الرأي السياسي .
"إعلام الكراهية" لتعود إلى جذور الإبادة الجماعية التي أودت بحياة ما يزيد على ثمانمئة ألف إنسان، وأوضحت كيف لعب المستعمر البلجيكي بعد الحرب العالمية الأولى دوره في التعامل مع القبيلة التي بيدها الحكم في رواندا، وإقناع الأغلبية بأن الأقلية يتحكمون بهم كسادة، وأن المستعمر سيساعدهم في مقاومة هذا الوضع، موهما الروانديين بأنهم مختلفون رغم أنهم يتحدثون اللغة نفسها ويعيشون معا، ولا يمكن التمييز بينهم.
تقول الناجية من المجازر "مواكاور ريندا أليس" إنها فقدت 26 من أفراد عائلتها، دفن بعضهم في كنيسة نياماتا، ولم يتم العثور على جثث باقي أفراد العائلة الذين أبيدوا جميعا، بينما اعترف المشارك في عمليات الإبادة ندايسابا إيمانويل أنه قتل 18 فردا من التوتسي، وقطع يد الناجية ريندا أليس وضربها بجوار أذنها وتركها لأنه اعتقد أنها ماتت.حسب ما جاء في وكاﻻت اﻻنباء العالمية ويشرح أستاذ علم النفس بجامعة رواندا سيزي بيرا أسباب تحول إيمانويل إلى قاتل يستهدف جيرانه من التوتسي، مرجعا هذا التحول إلى عملية طويلة من التحريض قامت بها وسائل الإعلام، وخلقت صورا نمطية أدت إلى الانقسام والتفرقة والعنصرية.
وبحسب الدكتور نورة السعد تؤكد ان توظيف الإعلام في الحروب يتمثل في جزء منه في (الدعاية) التي تستطيع أن تحشد الرأي العام حول قضية بعينها من خلال المبالغة والتضليل والكذب في أسلوب عرض القضية وذلك لكسب التأييد والدعم، ومن يقدم الصورة السلبية للعدو يؤكد ذلك بعرض كل ما يبرز الصورة الإيجابية لنفسه من خلال محاولة حشد التأييد وتغذية الاعتقاد بأن ما ينوي عمله هو في فائدة كل البشر ومصلحتهم.
و لو نظرنا إلى السنتين الماضيتين لوجدنا أن أفضل من طوع تكنولوجيا الإعلام الحديثة هم أناس منا و فينا.
بالنسبة للدكتور صامئيل نجاش ، المحلل السياسي والمحاضر في جامعة أديس أبابا ، فإن النظام الفيدرالي في إثيوبيا ليس مصدر المشاكل التي تواجهه إثيوبيا ، حيث يومن بأن بنية الحوكمة قد أعطت إجابةً لأحد مشكلات البلد الطويلة الأمد وهي الظلم العرقي وعدم المساواة.
وذكر صامئيل " إن القمع القائم على أساس العرق كان واقعا أليما في إثيوبيا. وهناك العديد من الجماعات العرقية التي تم تهميشها وقمعها خلال الحكومات السابقة. أعتقد أن ذلك كان عاملًا ضارًا اضطر العديد من القوميين العرقيين إلى خوض حرب فعلية للقضاء على الظلم أو عدم المساواة وإنشاء هذا النظام الفيدرالي ".
وقال إن البنية ساعدت في إعادة هيكلة السيناريو السياسي وضمان المساواة بين المجموعات العرقية من خلال زيادة مشاركتها السياسية.
واعترافًا بالمشاكل المرتبطة بزيادة التوتر بين المجموعات العرقية والهجمات ، قال الدكتور صامئيل إن عدم تنفيذ النظام بشكل صحيح هو النتيجة.
ويعتقد صامئيل أن الإصلاح الحالي الذي شهدته البلاد من شأنه أن يمكّن إثيوبيا من فهم النظام الفيدرالي على وجهه الصحيح.
وأشار صامئيل قائلا "عندما ننظر إلى الإصلاح الحالي ، فقد سمحنا بمناقشة أكثر منطقية بين مختلف الهيئات المعنية مثل الأحزاب السياسية والمغتربين وغيرهم حول قضايا البلد . ولذلك فإن هذا الإصلاح القوي من شأنه أن يساعد عامة الناس على اختيار المزيد من الخيارات المستندة إلى الأفكار.
باختصار؛ كل الدمار والخراب الذي يحصل في العالم، هو من غباء بعض الشعوب التي تسمح لغيرها في التدخل بشؤونها كما يحدث في العراق واليمن وسوريا وليبيا وغدا ربما تكون اثيوبيا في الستقبل القريب اذا لم نحسن مفهوم الفدرالية والمواطنة واحترام القانون وغيرها من ادوات الوحدة الوطنية ...
حقا" إنها لعبة السياسة القذرة وصراع المصالح الغير أخلاقى ويروجوا فيها المستدرجين السذج .
وفي كينيا كادت ان تحدث حرب اهلية قاتلة في عام 1992 والكن اﻻعﻻم الكيني الذكي استطاع ان يحتوي هذه الفتنة بشعار -في نهاية المطاف نحن كينيين -.
ربما نكون من قومية السلطي او الجوراجي او شعوب الجنوب او اﻻورومو او التجري او اﻻمهري او بني شنجول جموز او من اﻻقاليم الصوماليوغيرها من اﻻقاليم اﻻثيوبية ولكن في نهاية المطاف نحن اثيوبيين لما ندمر نفسنا بنفسنا !!
وفي نهاية المطاف نحن أثيوبيين و ها نحن جميعا سوف ندفع الثمن، و سنستمر في الدفع ما دمنا ننطلق وراء إعلاميون وسياسيون وناشطون في اﻻنترينت غلاة ظنا بأنهم يقودونا إلى بر الأمان ولكنهم الشيطان بعينه !!.
وما حدث مؤخرا في منطقة بين شنجول انفجار حافلة بها مواطنين أبرياء لماذا ؟! هو دليلا اخر لتخلفنا دون أن نلقى نظرة على التداعيات المؤلمة التي سترتب عليه و أصبحت الولاءات العرقية هي السائدة لدى التنظيمات السياسية، باعتبار أن أي تظيم سياسي يمثل جماعة عرقية معينة لتعزيز مصالحه الخاصة دون أن تكون هناك أدنى مراعاة للمصالح الوطنية، كما تستخدام هذه التنظيمات الشعارات الثقافية لإثارة العواطف العرقية بهدف تحقيق مكاسبها السياسية.

eyobgidey900@gmail.com
//////////////////

 

آراء