قتال عنيف في الخرطوم قبل ساعات من سريان الهدنة

 


 

 

دبي- الشرق

شهدت العاصمة السودانية الخرطوم تبادلاً للقصف المدفعي وغارات جوية، في وقت متأخر من ليل الأحد وصباح الاثنين، وذلك قبل ساعات من دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حيز التنفيذ مساء الاثنين.

ووقع ممثلون عن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مساء السبت، في مدينة جدة اتفاق الهدنة التي تمتد 7 أيام برعاية سعودية أميركية حيز التنفيذ.

 

ووقع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، السبت، اتفاقاً في مدينة جدة السعودية لهدنة جديدة تستمر 7 أيام قابلة للتجديد، بغرض إيصال المساعدات الإنسانية لتخفيف معاناة الشعب السوداني، وسط اشتباكات وقصف متبادل بين الطرفين.

وأبلغ الطرفان الوسطاء السعوديين والأميركيين التزامهما بعدم السعي وراء ميزة عسكرية خلال فترة الإخطار البالغة 48 ساعة بعد توقيع الاتفاقية وقبل بدء وقف إطلاق النار، الذي يدخل حيز التنفيذ في الساعة 09:45 من مساء الاثنين بتوقيت الخرطوم.

وقال شهود عيان إن اشتباكات وقعت بين الجيش وقوات الدعم السريع جنوب مدينة بحري، مما أدى إلى وقوع ضحايا وسط المدنيين والأحياء السكنية.

كما شن الطيران الحربي غارات جوية على عدة مواقع في جنوب الخرطوم وشارع الجمهورية القريب من القصر الرئاسي وحي الرياض شرق الخرطوم ومعسكر لقوات الدعم السريع بحي كافوري بمدينة بحري وفقا لروايات شهود عيان.

كما وقعت اشتباكات بين الطرفين بالقرب من سلاح المهندسين بأم درمان التي يتحصن فيها الجيش منذ بدء القتال.

وأشار الشهود إلى أن الطيران الحربي التابع للجيش شن غارات مكثفة على مواقع تتمركز حولها قوات الدعم السريع بوسط وشرق مدينة بحري.

 

رغبة الشعب

ورحبت قوى سياسية في السودان، الاثنين، باتفاق الهدنة، مثل حركة العدل والمساواة، التي قالت، في بيان، إن "الاتفاق يأتي تنفيذاً لرغبة الشعب السوداني الذي نادي بوقف هذه الحرب".

وأعربت الحركة عن تطلعها إلى أن "تلتزم الأطراف بالاتفاق وبكل بنوده، واضعين في الاعتبار مصلحة الوطن والمواطن والمعاناة الإنسانية الرهيبة التي لحقت بالشعب ومؤسساته، وذلك بتيسير كل السبل الضرورية لتتمكن المنظمات الانسانية الدولية والاقليمية والوطنية من تقديم العون اللازم لكل الفئات المتضررة".

كما أعربت عن أملها بأن يكون هذا الاتفاق "بداية وطنية صادقة لوقف إطلاق النار، وبشكل دائم، لتعود كل الأطراف المعنية لطاولة الحوار السياسي لحسم كل القضايا التي أدت إلى اندلاع هذه الحرب اللعينة".

ووجهت حركة العدل والمساواة "الشكر والتقدير للوساطة ممثلة في المملكة العربية السعودية  والولايات المتحدة الاميركية لجهودهما المقدرة لمساعدة الشعب السوداني في هذا الظرف الدقيق"، وقالت إن هذا الشكر يمتد كذلك إلى "كل الدول والمبادرات التي سعت وتسعى لحل الأزمة الراهنة.

 

تحفظات واتهامات

كما رحبت حركة المستقبل للإصلاح والتنمية باتفاق الهدنة، لكنها قالت إن لديها بعض التحفظات.

وشككت الحركة، في بيان، في إمكانية التزام قوات الدعم السريع بهذا الاتفاق، "بسبب تشتتها وانتشارها العشوائي، حيث لم تلتزم من قبل بإعلان جدة الإنساني الذي سبق توقيعه، فلا تزال تحتل كثيراً من المستشفيات والمرافق الخدمية العامة وبيوت المواطنين".

واتهمت الحركة أيضاً قوات الدعم السريع، التي وصفتها بـ"المليشيا المتمردة"، بأنها "لا تزال ترتكب الانتهاكات وتتخذ المواطنين دروعاً بشرية".

وقالت الحركة إن "آلية المراقبة والتنسيق للاتفاق غير محددة بدقة، ولا تمتلك الأدوات اللازمة لذلك".

وطالبت بألاّ يكون الاتفاق "مدخلاً لتدخل دولي سياسي يتجاوز الجانب الإنساني، لا سيما أن من أهم أسباب الحرب الحالية تلك التدخلات الخارجية في الشأن السياسي السوداني".

واختتمت الحركة بيانها عبر التحذير من أن "المؤامرة على السودان تستدعي تعاملاً دقيقاً وحكيماً، فالأعداء والمتربصون بالبلاد من الخارج والداخل كُثر".

وكان حزب الأمة القومي السوداني عبر، الأحد، عن أمله في أن يدرك طرفا الصراع في السودان "حجم الخراب والدمار الذي لحق ببلادهما، وعدد الأرواح البريئة التي أزهقت، وأن يكملا حوارهما للتوصل لاتفاق ينهي هذه الحرب اللعينة ويحفظ ما تبقي من مقدرات الوطن".

وناشد الحزب الطرفين الالتزام بتنفيذ بنود الاتفاق والعمل على فتح مسارات لتسهيل حركة المواطنين وتسهيل الجهود الإنسانية الساعية لتوفير الاحتياجات الضرورية للمواطنين وإعادة تشغيل المرافق الصحية والخدمية.

 

وأعرب الحزب عن أمله بالتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار والاتفاق على معالجة أسباب الحرب وآثارها.

 

آراء