قصة معلم مخضرم تنقل ما بين تعليم نوعي واخر هلام (8)
تاقلمت هذه المرة نوعا ما مع الشان التربوي وصرت ادخل الفصول اصول واجول بمواد ادرسها من غير تخصص وطابعي الحماس فقط ووجدت نفسي في اللغة العربية ابحر في الادب والنصوص واتحاشي مثل استاذي بحنتوب الهادي ادم النحو . وعشقي الاخر كان التاريخ وتخيلت نفسي وكاني هنري كسنجر الذي افتخر بان من درسه هو مترنيخ . وعرفت بعضا من الذين تركوا دراسة الطب وغاصوا في ابي العلوم علم التاريخ وتحولوا به الي خبراء امنيين واستراجيين ومنهم من وصل الي عميد كلية امنية عديل في بلد ما بلده ونجح وحصد منهم الجوائز .
لاحت فرص لخريجي ثانوي للالتحاق بكلية السجون والتقديم والمعاينة الاولي بعواصم المديريات . كلية السجون كانت مفخرة السودان يقبل لها الطلاب العرب والافارقة وكان منهجها غاية في الرقي تخرج طالبا خلاف العمل الشرطي يز ود بالعلوم والمعارف التي تجعله خبيرا في التعامل مع نزلاء السجون بحنكة ودراية وانسانية وتحضر . وكان من مساوئ الانقاذ ان ارسلت هذه الكلية الي المتحف وصار ضباط السجون من غير تخصص انفردوا به عن بقية زملائم من الرتب الاخري .
وضعت الاستمارة امام الاستاذ عبد الساتر محمد عبد الساتر ليضع ملحوظاته عني بصفتي من مرؤوسيه وكتب عني خير الكلام بفيض من ابوية وتقدير واحترام . في رئاسة المديرية ضباط لهم هيبة وقفت امامهم ولم يضيعوا وقتهم فقد اقنعوني بان عمري اكبر بعام من المطلوب وعدت ادراجي حزينا كاسف البال
الغريب انني في الثمانيات ذهبت للسعودية مترجما بشركة دلة وكنت اتعاون مع ادارة السجون في اعمال الترجمة . وكثيرا ماكان يتقدم مني ضابط ويحكي لي دراسته بالسودان بكل فخر واعزاز وكانوا يتبارون في اكرامي وبعد العمل يحملني احدهم بسيارته الي حيث اريد ويحكي لي المزيد عن الكلية واساتذته والزملاء والكرم الحاتمي الذي غمرهم به السودان .
اتوقع بعد التغيير ان تعود كلية السجون الي سيرتها الاولي وموقعها تحت شمس السودان المشرقة . اذكر طالما كتب الاستاذ الصحفي الراقي عن كلية السجون وكيف كان حال السجون وقد كان قريبا منهم باحثا اجتماعيا بعد تخرجه بباكلوريوس العلوم الاجتماعية من جامعة القاهرة فرع الخرطوم .
نناشدهان يفتح حقيبة الذكريات ويتحغنا بالمزيد من كلية تخصصية حملت اسم كلية السجون .
نواصل .
حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
منسوتا امريكا .
ghamedalneil@gmail.com