قيادات الجيش السوداني وخيانة الوطن

 


 

محمد الربيع
15 October, 2021

 

——————————
لم ينفعوا الأرض التي من خيرها - أكلوا وبالمال الكثير تباهوا
عشقوا خيانتها وطهر حليبها - خانوا الثري والأرض وا أسفاه
وتنكروا. لبلادهم. فتنكرت - للخائنين. مفارقٌ. وجباهُ
،،،، علي طاهري ،،،،

✍️الجيش السوداني الذي تم إنشاءه في العام ١٩٢٥ بما عُرِف بقوة دفاع السودان والتي كانت تحت الإدارة البريطانية قبل أن يعاد تأسيسه بعد الإستقلال ويصبح ملكاً الشعب وبإسم "قوات الشعب المسلحة" وبعقيدة قتالية معلنة هي الدفاع عن الوطن وسيادته ووحدته وصون التراب وكذلك القيام بمهام مدنية كتقديم المساعدات لحظة الأزمات والكوارث الطبيعية. كما أن الكلية الحربية السودانية هي واحدة من أقدم وأعرق الكليات في أفريقيا والعالم العربي إذ تم تأسيسها في العام ١٩٠٦ علي يد المستعمر البريطاني ثم آلت إلي الحكومات الوطنية بعد الإستقلال وشعارها المعلن هو "الواجب، الشرف والوطن" !! لكن ما بين العقيدة القتالية للجيش والشعار الحربي للكلية الحربية لم نجد إلّا فصولٍ من الخيانة وصفحات سوداء من حنث اليمين!!

?منذ أن نال الوطن إستقلاله في صبيحة الأول من يناير ١٩٥٦ لم يخض قوات الشعب المسلحة أي معركة مع جيش أجنبي لتحرير التراب السوداني أو لإكتساب أراضٍ جديدة أو من أجل نصرة المواطن السوداني، بل للأسف الشديد خاض كل حروبه ومعاركه داخلياً ضد أبناء شعبه والذي أدي القسم لحمايته والدفاع عنه واصبحت القوات المسلحة السودانية مطية للمغامرين الإنقلابيين سواء من المؤسسة العسكرية أو الأحزاب السياسية حتي بلغت عدد الإنقلابات العسكرية التي نفذها ١٦ حالة ليحتل بجدارة الرقم القياسي لأكبر عدد للإنقلابات في أفريقيا متفوقة بخمسة حالات لأقرب منافسيه وهو جيش دولة بورندي ب ١١ حالة إنقلاب!!
وليتم تصنيف القوات المسلحة السودانية كأكثر قوات غير مسئولة وغير منضبطة وليست لها أي عقيدة وطنية إنما هي قوات (مليشيا) تحت الطلب للأنظمة المستبدة والتي لا تبالي أن تستغلها لقتل الشعب فقط والتي رسّخت في عقيدتها بأن الملكية "الشعب" هم العدو ويا عيب الشوم!! فالملكية هؤلاء هم آباءكم وأجدادكم وأعمامكم وأخوالكم وكل أساتذتكم الذين علموكم (فك الخط) …. أي أنكم نتاج هؤلاء الملكية (وجوداً وتعليماً) !! فلماذا إحتقارهم ولولاهم لما كنتم؟؟؟

☀️لقد كشفت الأزمة السياسية والأمنية الأخيرة في البلاد وهي أزمة مفتعلة من (بعض قادة الجيش) الفاعلين سياسياً، كشفت الغياب التام للوطنية عند الجيش السوداني! بل غياب الضمير وشهامة الأصلاء أولاد بلد! إذا لا يعقل أن يكون كل تاريخ المؤسسة التي تسمي ب "قوات الشعب المسلحة" هو قتل شعبه الذي يدفع له راتبه ويشتري له معداته وعتاده الحربي ثم يصبح ضحيته جنوباً وغرباً وشرقاً ووسطاً وامام بوابة القيادة وينفذ تعليمات قادته الفاسدين بطاعة غبية عمياء وكأنهم بلا عقول! علماً بأن هؤلاء القادة هم مجرد بشرٌ مثلكم وأكثرهم فاسدون قتلة قتلوا الشعب في الجنوب ثم وقفوا ينظرون لفصله من الوطن وكانهم بلهاء! ثم أحرقوا شعبهم في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق وكأنهم لا يعرفونه!! بإستثناء نفرْ قليلٌ من الضباط العظماء الذين سطّروا أسماءهم بأحرف من ذهب في سجلات الخالدين ورفضوا بشجاعة الأبطال قتل شعبهم ولم ينفذوا التعليمات وعلي رأسهم الضابط العظيم - النقيب طيّار أحمد ابو القاسم الذي رفض قتل شعبه في جنوب كردفان في العام ١٩٩٣ ولقد وثقنا قصته الأسطورية المشرفة في مقال سابق في هذا الرابط التالي

https://sudaneseonline.com/board/505/msg/1627602391.html
ثم يأتي من بعده أبطال ثورة الشعب في ديسمبر بقيادة الضابطين العظيمين حامد الجامد ومحمد صديق الذان وقفا وقفة أبناء الرجال لحماية ظهور أبناء شعبهم العزّل ضد مليشيات النظام المجرمة، وسوف تبقي عبارة حامد الخالدة (مخالف يا سيادتك) جرسٌ يرنّ في أذن التاريخ السوداني إلي الأبد وكابوس يؤرِّق مضاجع الخونة ولا ينطق بها في وجه قائده الجائر إلّا من جاء من ظهر أبيه ورضع من ثديّ أمه،،،، بينما ظلت بقية القوات تنظر للمجزرة في بوابة قيادتها وبعضهم شارك في القتل!! أيّ خيانة أكثر من هذا؟! بل هي الخيانة دي كيف؟؟ عندما نجد الجندي الأمريكي يذهب عشرات الآلاف من الأميال ليموت في فيتنام وأفغانستان والعراق ليحافظ علي مصالح شعبه، نجد الجندي السوداني يقود طائرته الأنتينوف لا ليذهب لتحرير حلايب وشلاتين من المحتل بل ليقتل جزء من شعبه ثم يتباهي يوماً بهذا الخزي والعار!!
كما إن أزمة شرق السودان والتي يقف وراءها قادة الجيش الذين يمثلونهم بمجلس السيادة وهم ينفذون خطط الفلول الساقطين بينما يقوم الناظر الكوز تِرِك بدور الواجهة والفترينة فقط في إغلاق الشريان الرئيس للوطن والهدف هو أسقاط حكومة الثورة بينما القوات المسلحة ظلت تمثل دور "عوير الفيلم" ولم يفتح الله لهم حتي برفع مذكرة لقادتهم في السيادي يأمرونهم بفتح الميناء أو يخرج منهم أي ضابط عظيمِ (ود حلال) ليضع عسكر السيادي في حدودهم كما فعل قائد الأركان الأمريكي الفذ مع الرئيس المشاغب دونالد ترمب عندما قال له "أن مهمتنا هي حفظ الوطن والتراب والدستور ولن نقف مع أيِّ رجل أو حزب أو قبيلة"!! لله درّك من رجلٍ ! والرجال مواقف.

✍️لقد كان أحري بالجيش السوداني ان يتصدي منذ بداية الثورة لمليشيات المتأسلمين ويمنع قتل إخوتهم من الشباب الأعزل لكن … وا أسفاه!!!
لقد كان أجدر بقوات الشعب المسلحة حماية شعبه أمام القيادة من نيران كتائب الظل المجرمة لكن … هيهات!!
لقد كان أقمن بمن شعارهم (الواجب، الشرف والوطن) أن يتدخلوا فوراً لأعتقال الناظر المهرّج ترك وفتح الميناء والطريق القومي لأن هذا الأغلاق مع تواطيء عسكر السيادي يضع الجيش كله في خانة الخيانة العظمي في كتب التاريخ ولكن….
لا ترج السماحة من بخيلٍ - فما في النار للظمآن ماءٌ

m_elrabea@yahoo.com

 

آراء