قيادة الجيش والاسلاميين الجهاديين أطلقوا الرصاصة الاولي في حرب السودان

 


 

 

الذي يجري في السودان في هذه اللحظات يمثل اوضاع وتطورات فوق العادة وغير معتادة في العمل العام في السودان في ازمنة التحولات والمنعطفات السياسية نتيجة للقفزة الكبري الناتجة عن شن تحالف غير معلن بين قيادة الجيش والاسلاميين التقليديين في الحركة الاسلامية وبعض الافراد الجهاديين الحرب علي قوات الدعم السريع التي كانت حتي تاريخ قريب مجموعات عسكرية مسلحة تحاول ان تشق لها طريق في العمل السياسي السوداني بشق الانفس علي الرغم من الموقع المتقدم لقائد قوات الدعم السريع في تركيبة الحكم المؤقتة والغير مستقرة كنائب لرئيس المجلس السيادي السوداني الجنرال المقرب من الاسلاميين عبد الفتاح البرهان ..
الحرب الجارية في السودان لم تحسم نتيجتها بعد ولكن هناك انتشار واسع وشبه سيطرة من قوات الدعم السريع علي اجزاء واسعة من مدينة الخرطوم في ظل تحدي واضح لعمليات القصف الجوي المدمر الذي اوقع خسائر كبري وسط المدنيين والمرافق الصحية عن طريق الهجمات الجوية شبه اليومية التي تعتبر الاولي من نوعها في تاريخ الجيش والمؤسسة العسكرية الوطنية و منذ ان ظهرت الدولة السودانية الي الوجود ..
التطور الاخطر في السودان الراهن يتمثل في الاعترافات الدرامية التي ادلي بها بعض الاسلاميين الذين اعتقلتهم قوات الدعم السريع اللواء انس عمر والدكتور محمد علي الجزولي الشخصية الجهادية المعروفة والرجل الذي يتبني بكل وضوح ايديولجية ماتعرف باسم الدولة الاسلامية ومنظمة داعش التي يدافع عنها بمنتهي الوضوح .
لقد كشف الرجل عن تفاصيل التنسيق الذي جري بين المجموعات الاسلامية المختلفة وقيادة الجيش الراهنة البرهان ومن معه واتفاقهم علي اجهاض عملية التحول الديمقراطي بالقوة المسلحة وشن الحرب علي قوات الدعم السريع بسبب اختلافها مع قيادة الجيش حول طريقة التعامل مع القوي السياسية ومطالبتها للجيش اكثر من مرة بطريقة علنية بتسليم السلطة الي القوي المدنية وقيامها بالكشف للرأي العام عما يجري في كواليس قيادة الجيش وعن النوايا المبيتة للانقلاب مرة اخري علي القوي المدنية وماعلية اجماع الشارع السوداني ..
الحرب لم تسير كما اراد لها التحالف الانتحاري بين بعض العسكر والاسلاميين وانتهت الي هذه المحطة المثيرة بتفاصيلها الاكثر اثارة ونجاح قوات الدعم السريع ومن يقومون داخلها بالتخطيط الامني والعسكري والاعلامي والسياسي المنقطع النظير في الكشف بالادلة والاعترافات المادية المباشرة عن هذا المخطط الخطير لاحتلال السودان مرة اخري وفي ظرف مختلف عن ما فعل الاسلاميين في الثلاثين من يونيو 1989 .
سيكون من الصعب جدا الانكار او التشكيك في حقيقة الاعترافات التي ادلي بها الاشخاص المشار اليهم لانها تبدو منسجمة الي حد كبير مع مجريات الامور وماحدث ومايحدث اليوم علي ارض الواقع ومع ما ظل يصدر بصورة متكررة من البعض في المجموعة العسكرية الحاكمة من تصريحات طبق الاصل مما اورده اللواء انس عمر والشخصية الجهادية دكتور الجزولي .
ومن الصعب ايضا القول انهم قد ادلوا بهذه الاعترافات عن طريق الاكراه او انها انتزعت منهم بالقوة والتخويف وقد ظهر المشار اليهم وهم في صحة جيدة اللهم الا من اثار التعب والارهاق المتوقع بسبب الصدمة والحبس وحالة الخذلان والاحساس بالفشل ولا اعتقد ان ذلك سيفوت علي فطنة من يتولون الامور في قوات الدعم السريع من الذين يتعاملون مع هولاء المحبوسين الذين يعلمون ان اللجوء الي الضرب والاهانة وتعذيب هولاء المحبوسين قد يضعف موقفهم القانوني في المستقبل ويشكك في صحة الاعترافات المشار اليها وذلك في ظل احتمالات كبيرة بخضوع نفس المحبوسين الي تحقيقات مستقبلية في مستقبل العدالة السودانية .
الاعترافات المشار اليها ستعبر الحدود السودانية وستصبح مادة للمحللين في اجهزة الاستخبارات العالمية والامريكية علي وجه التحديد وستستند عليها مؤسسات المنظمة الدولية وبعض الدول والكيانات الكبري في التعامل مع السودان في الايام القادمة وذلك في ظل المواقف المعلنة من منظمة الامم المتحدة وعزمها فتح تحقيق دولي عما جري في السودان والامور ذات الصلة بحماية المدنيين خاصة بعد ان تكشفت والي حد كبير حقيقة الجهات التي اشعلت هذه الحرب الكارثية المدمرة بطريقة قد تقود في ساعة معينة الي تدخلات دولية في ايام السودان القادمة لايعلم مداها ونتائجها الا الله .

 

آراء