لا زال الجنرال برهان يجرب في الوصفات المالحة

 


 

 

بدأ البرهان تجاربه الكثيرة والمتلاحقة في حقل التجارب السوداني ككل الجنرالات والساسة مما يدل على الاضطراب النفسي وفقدان البوصلة حين تتعقد الأمور السياسية أمامهم كالعادة ، إستهل البرهان مسلسله في توجيه اللوم لحكومة يجلس هو على رأسها وكل ما يجري فيها منطقياً يكون من تحت رأسه هو أيضاً إذ لا يمكنك أن تصرح بأن المكون المدني يسيطر على كل شيء وتعدد ذلك وتحدده بوزارة المالية والمجلس التشريعي الشبح والقضاء وغير ذلك متغاضياً عن ثمانين في المائة من مقدرات الدولة تحت سيطرة شركات الجيش ومشاريعه وكل المليارات التي تديرها أنت بالإضافة لنائبك الفاحش الثراء حميدتي الذي يملك ذهب قارون وكنوز سليمان ومغارة علي بابا ، لا يمكن أن تصف الحكومة بأنها إختطفت البلاد وأنت جالس في برجك العالي تتفرج عليها ! لماذا لم توقف عملية الإختطاف المزعومة هذه منذ بدايتها وتعيد توازن المركب وهي تسير في هذا المنعطف الدقيق؟
لماذا سمحت بكل ذلك التجاذب والخروقات وتعديل الوثيقة الدستورية ؟ ألم تكن حياً ساعة التوقيع؟
أم أن الأمر مبيت ومدبر ومخطط له أصلاً لضرب مسألة التحول الديمقراطي هذه خلال مشوارها المحفوف بالكيد في نقطة ٍ ما وإرجاع البلاد للحكم العسكري أو المدني الزائف كما فعل السيسي في مصر؟
لقد جرب البرهان عدة سيناريوهات ولم يفلح أياً منها حتى الآن وها هو في محاولة ٍ يائسة ٍ متأخرة وليست أخيرة بلعبة حل الحكومة المتفق عليها بين المكونين وبشهود إقليميين ودوليين وبحضور جبريل ، فهذه اللعبة التي رفعها الزعيم تِرِك وبإيعاز وحماية تامة من المكون العسكري بعد محاولة الإنقلاب قبل ثلاثة أسابيع تقريباً يعود الجنرال ويرفعها علانية الآن بعد أن بدأ نفس ركاب مركب جوبا الذي تبرأ منه حتى سلفاكير بالقفز خلسة واحداً إثر آخر يتقدمهم المتقلب مناوي وببصمة ختام جنائزية من حزب الأمة المتلون ، حل الحكومة بالنسبة للجنرال يعني أنه في حل ٍ من كل القيود الإقليمية والدولية والداخلية أيضاً ، حل الحكومة يعني عدم الوفاء بتاريخ إستلام المكون المدني للسيادي وذلك بخلق وضع سياسي أمني جديد يجهض ما تبقى من ثورة وثوار ، حل الحكومة يعني إعادة عقارب النظام البائد وأفاعيه وأجهزته القمعية للمشهد السوداني ، حل الحكومة يعني القضاء التام على التجربة الديمقراطية في السودان حتى لا تتأثر بها دول الجوار وتحديداً سيسي مصر وأفورقي إريتريا ، حل الحكومة يا رئيس الوزراء يعني أنك ومن معك من السياسيين وجوقة المستشارين فقراء الرؤية وضيقو الأفق وعديمو الإحساس والشعور بمعاناة الشعب السوداني وأولوياته وبدائيون في تعاملكم وتعاطيكم بشؤونه ولذلك نحملكم نتاج هذه الخيبة الكبيرة التي جلبتموها لنا وسنكتب أسمائكم في قائمة العار الفاشلة لما يسمى بالنخب السودانية.

عبدالماجد موسى/ لندن
٢٠٢١/١٠/١٣

seysaban@yahoo.co.uk

 

آراء