لعناية الاستاذة رشا عوض: سهام الناقدين انتاشت الصادق المهدي بحق! (1/3)

 


 

بدر موسى
14 June, 2020

 

 

 

نشرت الكاتبة الصحفية (المستنيرة) الأستاذة رشا عوض مقالا بعنوان: (للمستغربين من دفاعي عن الصادق المهدي!)، دافعت فيه باستماتة، وخروج عن الموضوعية، أدهشني شخصيا، حيث لم أعهده في كتاباتها التي اطلعت عليها، فظللت لزمن طويل بعد قراءة المقال أستغرب لأن يكون مثلها من (الكتاب الواعين المحترمين والمثقفين) عاجزًا عن رؤية ومتابعة المعلوم من السياسة بالضرورة من مواقف الصادق المهدي، المرصودة والموثقة تاريخيا، منذ أول ظهوره في الساحة السياسية، ودخوله البرلمان بمجرد بلوغه الثلاثين من العمر، بإخلاء النائب بشرى حامد لمقعده بالبرلمان، حتى يخلو للصادق المهدي!

الأستاذة رشا التي تقول عن نفسها بأنها: (ككاتبة مستقلة تماما، غير منتمية لأي حزب سياسي منذ استقالتي من حزب الأمة عام 2012، ومنهجي في الكتابة الذي تشكل على خلفية واقعنا السياسي والاجتماعي وتعقيداته ومحصلة تجاربه، هو منهج نقدي...)، تقول بجرأة وتجاوز للحقيقة يخرج عن حدود المعقول: (نعم، دافعت عن الإمام الصادق المهدي وسأظل أدافع عنه كلما رأيت سهام الباطل تنتاشه بغير حق، لن يزجرني عن ذلك تهديدات البعض بسحب صكوك الاعتراف بي ككاتبة محترمة وواعية، فإن كان جواز المرور إلى نادي الكتاب الواعين المحترمين والمثقفين هو كيل الشتائم للصادق المهدي وكتم أي شهادة حق لصالحه والتواطؤ على تجريمه بشكل مطلق لحيازة رضا السادة قضاة وقاضيات محاكم التفتيش النضالي والتقلد بأوسمتهم، فأعلن لكم انني زاهدة في ذلك النادي وفي اي وسام او قلادة شرف عربونها هو ان أشهد زورا ضد أي شخص، أو "أكتم الشهادة" ! )!!
ولقد توقفت كثيرا عند عبارة الأستاذة رشا: (كلما رأيت سهام الباطل تنتاشه بغير حق)! وكأني بها لم تقرأ حيثيات إدانة سجل الصادق المهدي ولا تعرف معالم تاريخه السياسي، ولا سجل خذلانه لهذا الشعب، مرارًا وتكرارا، المرة تلو الأخرى، خلال مسيرة امتدت لأكثر من نصف قرن!
رثيت لحالها وهي تتصدى في مقالها لمهمة مستحيلة، ألا وهي تجميل، أو محو ومداراة المعالم الأساسية، لصورة الصادق المهدي، المشوهة بشائن مواقفه، بما اقترفت يداه، بأقواله وما جناه على نفسه بعظمة لسانه، تشويها لا تجد معه جراحات التجميل التي حاولتها الكاتبة (المحترمة والواعية)! مجهودها هذا ضائع حتما بلا جدوى، لسبب بسيط، هو أن الحقائق لا تكذب، وهي في حق الصادق المهدي بالذات، معلومة وواضحة وضوح الشمس في عز النهار، و مرصودة رصدا دقيقا، بحيث لا يمكن لمن يحاول الدفاع عنه (بالحق) أن يقدم مرافعته بدون تفسيره لها، مهما كان بارعا، ومهما بذل من مجهود ليتجاوز أو يتجنب الحديث عنها، أو محاولة تبريرها، أو تفنيد حدوثها، ثم لا يكون دفاعه عنها مختلا، وضعيفا، وخاويا، كدفاع النعامة التي تدفن رأسها في الرمال اتقاء للخطر! سيكون هذا عمل عبثي بطبيعة الحال، وسيرتد خصما على كل من يحاوله، مثلما أتوقع أن يخصم هذا المقال من رصيد الأستاذة رشا عوض، لا شك عندي في هذا!

فالأسباب الذي وضعت الصادق المهدي في موضع المتهم الأول عن (جل)، وأكبر، وليس (كل الخيبات الوطنية)، حقيقية وليست مختلقة، ذلك لأنه قد ظل، فعلا وقولا، (منبعا للشرور) في تاريخ السودان بعد الاستقلال، خلال مسيرته الطويلة، المصحوبة دائما بالجلبة، والضجة السياسية الفارغة، والسلبية الصارخة، منذ أول ولوجه ساحة العمل السياسي، وبسابقة دخوله البرلمان التاريخية، ليشغل مقعدًا أخلي له خصيصا، من نائب فاز به عن جدارة، ثم توليه منصب رئيس الوزراء وعمره ثلاثين سنة!

فالصادق المهدي ليس مجرد أحد القادة السياسيين الذين يتشاركون المسئولية عن الفشل في النهوض بالبلاد، لتقول عنه الأستاذة رشا أنه فقط (مشمول بالنقد السياسي بلا مواربة ، وشريك في المسؤولية عن الأزمة الوطنية في السودان وله اخطاء استراتيجية واخرى ثانوية..)! بل هو المسئول الأبرز والأكثر أخطاء، وقد استحق عن جدارة أن يوصف بأنه أكبر المسئولين عن (الخيبات الوطنية)، وليس فقط مجرد (شريك في المسؤولية جزئيا وبقدر سنوات حكمه). لأن القائد والزعيم السياسي الحق مسئول عن كل موقف يقفه أو يتخاذل عنه، ومسئول عن كل كلمة ينطقها، وعن كل فعل يفعله، أو لم يفعله حيث كان يجب فعله، سواء كان ذلك وهو في موقع السلطة أو في موقف المعارضة.

bederelddin@yahoo.com

 

آراء