للأسف حميدتي استغفل واستدرج فأكل الطعم وتورط ؛ وفي وحل الغضب الثوري قد توتد !! … بقلم: مهندس/ حامد عبداللطيف عثمان

 


 

 

 

*1- نبدأ بالترحم على شهداء مجزرة التاسع و العشرين من رمضان المبارك و التي فاقت في دمويتها و بشاعتها كل تصور و قضت على فرحة العيد في كل أرجاء الوطن كونها حدثت مع سبق الإصرار و التصميم و الترصد و التخطيط و التدبير و التنفيذ في آخر يوم من شهر رمضان و مع إطلالة عيد الفطر المبارك و الذي تحول إلى مأتم عريض و حزين في كل أرجاء الوطن المكلوم !!*

*يوم التاسع و العشرون من رمضان كأنه على موعد الحزن المستدام دوما مع الشعب السوداني ؛ و على موعد الخيبة و الهزيمة و الإنكسار مع نظام الكيزان الغادر القاتل ؛؛ ففيه تمت مجزرة الضباط الأحرار عام 1990م و فيه تمت مجزرة ساحة الثوار الأحرار !!*

*2- كاد الشعب السوداني أن يصدق بأن قوات الدعم السريع قد انحازت إلى ثورة ديسمبر المجيدة و التي مهرت و ضمخت بدماء الشهداء إلى أن حانت لحظة الحقيقة الناصعة و الدامغة بقتلها و تقتيلها و تشفيها و جلدها المبرح و المؤلم و المؤذي و إساءاتها و تجريحاتها باليد و السوط و اللسان للثوار العزل الأحرار بلا أدنى رحمة أو شفقة أو إشفاق وبلا أدنى مراعاة لقيم أو مثل أو أخلاق في التعامل مع المارة من الأطفال و النساء و كبار السن من الرجال و النساء الذين ساموهم شر الإذلال و الإهانات من قوات تتعامل بوحشية و بربرية مفرطة و مهينة و معيبة !!*

*3- التوتد في وحل الغضب الثوري لا يجدي بعده التودد السياسي مهما كان الإسراف في هذا التودد الصوري الكاذب و المخادع ؛؛ الخطاب الإستعلائي الإستهتاري الإستهزائي الذي تبناه حميدتي في الأيام القليلة التي سبقت الهجوم الغادر على ساحة الإعتصام هو الذي شجع قواته على الإنتقام من الثوار بطريقة بشعة و مذلة و بإساءات لفظية بالغة الإنحطاط كما أبانت المقاطع التي تم تصويرها و نشرها و شاهدها الجميع على القنوات الفضائية العالمية و في وسائل التواصل الإجتماعي !!*
*حميدتي خاطب الثوار في بدايات التغيير و سماهم الثوار كما هي الحقيقة لأنهم بالفعل ثوار أحرار و ليسوا غير ذلك ؛؛ ثم انقلب بعد ذلك و تبدل و تحول و خاطب هؤلاء الثوار بخطاب آخر إستعلائي و إستهزائي و إستهتاري و موغل في الإستخفاف عندما كان يشير إليهم بيدهم قائلا - ديل !! ديل !! ديل !! - و هو يشير إلى جهة إعتصامهم بأصبعه قائلا بأن - ديل ؛؛ ديل ؛؛ ديل !! - لا يمثلون أهل السودان و عليهم فقط أن يكونوا جزءا من أهل السودان ؛؛ و كأنما هؤلاء الشباب الثوار شئ و أهل السودان شئ آخر لا صلة ولا علاقة له بهؤلاء الشباب الثوار الذين صنعوا الثورة و صنعوا التغيير الذي أتى و جاء بحميدتي على رأس المجلس العسكري بدلا من إن كان هو نفسه مجرد جزء من لجنة أمنية تخدم أمن النظام السابق وفق رؤية و تفكير و إرادة الطاغية المخلوع !!*

*4- لجأ حميدتي إلى جمع و حشد رجالات الإدارة الأهلية من كل أصقاع و بقاع السودان ظنا منه بأنهم المدخل للسيطرة على المجتمع السوداني ؛؛ و كأنه يجهل أو لا يعلم ولا يدرك بأن رجالات الإدارة الأهلية هم رجالات العهد البائد و هم سنده و عضده و مع ذلك سقط ذلك النظام لأن هؤلاء لا يمثلون الرأي السياسي للقاعدة ولا يمثلون قناعات القاعدة و ولاءاتها و إنتماءاتها ؛؛ كل حاكم يحاول إقحام الإدارة الأهلية في المجال السياسي لدعم حكمه سيكون مصيره مصير من سبقه لأن الإدارة الأهلية بحكم الإختصاص لا علاقة لها بالشأن السياسي بل هي غير قادرة على إدارة شأن قبائلها ناهيك عن الولوج قي الشأن السياسي لتهتف أمام حميدتي و لتردد قائدكم مين ؟! و تجيب حميدتي على وزن أبوكم مين :- نميري !! فيا له من خزي و يا له من عار أن تحضر الإدارة الأهلية إلى بلاط الحاكم بينما كان حتى الحاكم الإنجليزي المستعمر في الماضي يسافر إلى الإدارة الأهلية ليقابلها في دارها في أيام عظمة و عظماء و حكماء و عقلاء الإدارة الأهلية :- الناظر منعم منصور و الناظر أبو سن و الناظر حمد الملك و الناظر ميرغني زاكي الدين و الناظر بابو نمر و الناظر مادبو الذي حاول المفتش الإنجليزي أن يستفزه و يهدده يوما فما كان منه إلا أن قال لذلك المفتش إذا لم تنفذ تهديدك فعليك بهذه الشجرة و كانت الشجرة أمامهما و هم جلوس فاستغاظ المفتش غضبا و الناظر يشير للشجرة بيده أمام مجلسه و أمام كل الحضور و يقول له إذا لم تنفذ ما تقول فهذه الشجرة في ...... !! بعد بضع سنين جاء ذلك المفتش إلى دارفور بعد أن أصبح حاكم السودان و عندما قابل الناظر مادبو قال للناظر يا الناظر مادبو انا بقيت كبيييير فأنا بقيت حاكم السودان كله فرد عليه الناظر مادبو و بسرعة بديهية و فطنة و ذكاء و بكل جرأة و شجاعة و رجولة و جسارة و تحد ظاهر قائلا له : و كذلك شجرتك قد كبرت و بقت كبيرة و هي لا زالت في انتظارك متى شئت !!*
*هؤلاء هم رجالات الإدارة الأهلية و تلك هي سجاياهم و ميزاتهم و مواقفهم و تلك هي مقاماتهم السامقة التي لا تدنو ولا تهبط أو تنزل من سمو عليائها !!*

*5- هناك بعض الكتاب من مرتزقة و فلول و أزلام و أذناب النظام البائد قد كتبوا مهللين و مكبرين و مباركين و فرحين و مسرورين بهذه المجزرة البشعة في ذات لحظتها و قبل أن تتكشف أبعادها و قبل أن يتضح حجم دمويتها و فظاعة و شناعة وقعها في نفوس و أفئدة و قلوب كل أهل السودان ؛؛ كتبوا مهللين و مكبرين و مؤيدين و مؤازرين و داعمين و محرضين و مشجعين لمن نفذها و لمن فعلها و كأنها عمل وطني جليل و عظيم يستحق الإشادة و التقدير ؛ بينما نرى و نشاهد اليوم بأن من خطط لها و فعلها و نفذها قد تبرأ منها جهارا نهارا و لم تجد حتى اللحظة من يتبناها علنا و صراحة و يتحمل مسؤوليتها أمام أهل الضحايا و أمام أهل السودان و أمام التأريخ الذي يكتب و يدون و يسجل و يؤرخ ولا يغفل ؛؛ يفترض أن يقاضى كل من كتب حرفا مؤيدا و مؤآزرا و محرضا و مشجعا على هذه الجريمة الإنسانية النكراء سواء في صحيفة أو فيس بوك أو حتى في قروب لأن هؤلاء دعاة فتنة وطنية و دعاة فتنة قومية و دعاة فتنة إنسانية تستهدف ثوارا أحرارا عزلا بلا سلاح و تستهدف وحدة وطن و بقاء أمة ؛ كما تستهدف الأمن و الأمان في كل ربوع السودان !!*

*6- المشهد السياسي قد تغير كثيرا و تبدل مليا بعد مجزرة ساجة الإعتصام و لم يعد المطروح بعدها هو نفسه قبل ذلك لأن الثقة قد هتكت فتضعضعت و ضعفت إن لم تكن قد انعدمت و أضحت في خبر كان !!*
*المشهد السياسي أضحى أقرب إلى بدايات الثورة مع الطاغية المخلوع و نظامه الهالك و لذلك فمن الصعب و من العسير البناء مباشرة على المشهد الجديد من دون مراجعة و من دون محاسبة و من دون تحقيق قضائي عادل و شفاف يبين و يوضح كل تفاصيل ما حدث و ما وقع بدءا من الجهة التي خططت و أعطت التعليمات و الجهة التي فعلت و نفذت و بغير ذلك فلا أظن أن هناك أمل يرتجى أو يلوح في الأفق داخل هذا النفق الكئيب و المظلم !!*
*الأمر يحتاج إلى حكمة و إلى حنكة سياسية و إلى جرأة و شجاعة في تحمل نتائج التحقيقات مهما كانت مرارتها و مهما كان علقم مذاقها !!*

*7- على قوى إعلان الحرية و التغيير أن تدرك بأن أي محاولة لإختطاف هذه الثورة السودانية من أي فصيل سياسي هي محاولة بائسة و يائسة و خاسرة و أن الفترة الماضية قد شهدت أخطاء كثيرة و عديدة من قبل جميع الأطراف المكونة لإعلان الحرية و التغيير ؛؛ بل كل المكونات الأساسية لإعلان الحرية و التغيير قد اشتركت بصورة أو بأخرى في هذه الأخطاء و ليس هناك بريئ أو مبرأ داخل هذه القوى و عليها تجاوز كل تلك الأخطاء و تجاوز ذهنية التجاوز و ذهنية الإقصاء و ذهنية العزل التي تستهدف بعض القوى المؤثرة و الكبيرة داخل إعلان الحرية و التغيير ؛؛ الشعارات الإقصائية تعتبر قاصرة و قاتلة للثورة و لأهداف الثورة ؛ و الثورة هي ثورة كل أهل السودان و ليست ثورة فصيل سياسي محدد أو معين أو ثورة شعارات محدة و معينة ؛؛ على قادة إعلان الحرية و التغيير أن يكونوا على قدر عظمة و سمو و علو أهداف هذه الثورة المجيدة دون الإتكاء على الأهداف الحزبية الضيقة و التي ستورد الثورة موارد الهلاك حتما و قطعا ما لم يتم التدارك و الإستدراك !! على جميع القوى السياسية إحسان قراءة الرأي العام الغالب و الراجح و عدم السباحة عكس التيار ؛؛ و حفظ الله السودان و أهل السودان من كل شر و سوء و من جميع الفتن ما ظهر منها و ما بطن !!*


*مهندس/ حامد عبداللطيف عثمان ؛؛*
*الأربعاء 2 شوال 1440ه ؛؛*
hamidabdullateef1@hotmail.com
00966541425663

 

آراء