لماذا تُصنع الثورات ؟

 


 

يوسف نبيل
26 July, 2019

 

 

yousifpharm@hotmail.com

إن الفكر بما يوافق المصلحة الشخصية لايمكن أن يُصنّف على أنه فكر ثوري ولا يعد فكرا من الأساس.
ما هي الغاية من الأفكار ؟
غاية الافكار تداولها وليس تخصيصها واحتكارها ، مثلا إن الفكر العلمي يتداول في شكل المنفعة من نتائج اطروحاته علي ارض الواقع أي الاختراعات والاكتشافات التي تخدم ومازالت تخدم الرقي الإنساني. وكذلك الفكر الثوري انه ينشأ بغرض تحقيق اهداف منفعة "رقي حياة الانسان" او كيفية الوصول إلي ذلك. اي ان الفكر بما يوافق المصلحة العامة هو «الثورة الحقيقة للإنسان» إذا ، ماهي غاية الثورة ؟ هي المصلحة العامة للشعوب.
لكن ، ماهي الغاية من أن تُنسب الثورة بكاملها لي مجموعة أشخاص بعينهم ، إذ تمثلت في قوى احزاب مجتمعة ؟ هذا هو الفكر بغرض المصلحة الشخصية ، وهذا مايتعارض مع نظرية الثورة. فإن الزخم الشعبي المتمثل في التكتلات البشرية لا يصنع ثورة بل القيادة والمحاسبة المعيارية التي تمحص الجذء والكل هي التي تُنجح الثورة وتصنع ربيع الشعوب.
المفكرون .. هم نواة تقدم الإنسانية ويُعرّف التقدم الإنساني بما سيجنيه العامة من رقي ورفاهية او المصلحة الشعبية في حال الثورة.
فإن الثوار الشباب يعلمون اشياء لا غاية منها ، يدركوا كيفية الانقياد وراء بعض الخطب الثورية وبعض القيادات الشعبية المستحدثة ، لكنهم يجهلون مايريدوا ، انهم يردون الكرامة وفي نفس الوقت يصنعوا رموزا من العدم لكبتهم من جديد ولاقتيادهم دون وعي نحو مجهول آخر ولكن في هذه المرة ، مجهول من ما اشتهت اختياراتهم ومن حسن اذواقهم المرهفة.
«فإن الهدم لايمكن ان يكون له غاية ثورية تحت اي مسمى آخر » فإن هدم كل أركان الدولة لا يعد فعل ثوري.
وقد تاهت الثورة عن اهدافها في اول عقبة حقيقة في خضم الديموقراطية المرجوه ، وتبلور ذلك في حجم التمثيل الحزبي في شكل حكم الدولة مابعد الثورة ، وحينها بدأ التنازع علي مقدار ماسيجنيه كل حزب وقوى في انه من سيكون له الغلبة في التشكيل السيادي وأيضا ستظهر هذه المعضلة جليا حين يأتي موعد تشكيل البرلمان ، وسيكون الخلاف هذه المرة من سيكون له اكثر عدد من الكراسي من كل قوى من تلك الاحزاب داخل البرلمان.
إن فكرة الثورة اكبر من فكرة الدولة وجدلية الحكم ، فلا يجوز انتخاب أشخاص وتركهم يمرحون ويحكموا بما شاءوا وبما املت عليهم الغاية الفئوية الحزبية والمطامع الشخصية ، بل يجب ملاحقتهم لتقيم أدائهم السياسي الذي يتمثل في شكل مايقدمونه ومايوفرونه للشعب من حقوق بالصور المرجوه وبالعمل الثوري الذي أتا بهم ، فان الثورة هي من أتت بهؤلاء الساسة ، لذلك يجوز استبعادهم من جديد او يُقلل من تواجدهم إذا أساءوا تمثيل الشعب بثورته ، فهُم يمثلون الشعب ولايمثلون احزابهم او رغباتهم الشخصية في التنزه في أقطار العالم بمال الشعب.
إن ما يؤل لصالح الحكمة السياسية لايمت بصلة بما يؤل لغرض الحكمة الثورية ، ان الثورة في كل ابجدياتها هي ثورة حتى علي المعارضة السياسية باحزابها ومجتمعاتها وان كانت معارضة لأنظمة الحكم السابقة.
ان الفشل المتكرر الذي ورثناه من اداء القوى الحزبية المعارضة ، منحنا مناعة تشرع في اشراك الشعب في العمل السياسي بقوة ضغطه الجماهيرية. ولا يجب تعريف كل العمل السياسى فيما بعد الثورة واختزاله في التمثيل الحزبي او تحقيق رغبات القوى المختلفة بل بتحقيق الغاية الاكبر لعقيدة الفكرة الثورية الشريفة وهي مصلحة الامة.
لذلك من الحكمة الثورية ان يتحول الشعب الي قوى سياسية موازية للقوى السياسية المنتخبة والمتحزبة المتمثلة في الحكم السيادي والبرلمان وشخص الحكومة (المدنية).
إن الحراك يجب ان يقتاد بالمطالب الشعبية لا بالرغبات الحزبية ونسب التمثيل. وان يكون مؤشر نجاح الثورة هو ماتم تحقيه للشعب من حقوق وهي ليست مطالب نرجوها او نستجدي عطفهم ليمنحونا بعضا منها.
فأما ان تحقق الحكومة مايؤتي ويجلب المصلحة العامة لثورة الشعب او ان تغادر في صمت دون حرج ، لان هنالك علي الدوام ستوجد قوة سياسية موازية تمثل الفكر السياسي البديل لتحقيق أهداف الثورة التي قامت من أجلها ، وهذه القوى السياسية البدلية هي الحراك الشعبي.
أما السؤال عن انه لماذا تصنع الثورات ؟
تصنع الثورات للشعوب العربية بغرض سرقة الثروات ، قامت الثورة لسرقة ماتبقى من ثروات الشعوب المادية او لتدجين الوعي الثوري والحراك الشعبي لكي يظل مصير احقية الانسان في العيش حياة كريمة معلقا حتى إشعار آخر #ملكية فكرية د.يوسف نبيل 25/7/2019 Sent from my Huawei Mobile

 

آراء