لماذا ضحكت المراسلة السودانية فى قناة France 24

 


 

 



غطت القناة الفرنسية France 24  وتابعت بالتفصيل عملية توقيف الرئيس عمر البشير اثناء مشاركته في قمة الإتحاد الإفريقي  الخامسة والعشرين بجوهانسبرج من قبل محكمة جنوب أفريقية ، وحتى تهريبه من قبل حكومة الرئيس جاكوب زوما والسماح لطائرته بالسفر إلى الخرطوم بعد ان اكد محاموه للمحكمة بأن البشير لم يكون من ضمن ركاب الطائرة .

تغطية القناة تميزت وتفوقت على كل القنوات الاخري بالنقل المباشر والبرامج التحليلية وميز التغطية وجود مراسلها الصحفي المتميز توفيق مجيد الموفد خصيصا لتغطية أعمال القمة حيث رفع وجوده من جودة  التقارير والتحليلات من ارض المؤتمر .

برنامج ( نقاش ) الذي تبثه القناة هو احد البرامج التحليلية وقد خصصت حلقتي يوم 14 و يوم 15 يونيو لمناقشة تداعيات عملية توقيف البشير وذلك في حوارات بين مشاركين سودانيين وغيرهم كما كان من ضمن المشاركين في حلقة مساء 14 يونيو مراسلة القناة في الخرطوم الصحفية سالي فنجالي التى كانت مشاركتها مصدر لبعض الجدل بين السودانيين مع بعض الإنتقادات التي طالت فيمما طالت مدى فهمها وأسلوب ردها ومظهرها وحتى ضحكتها التي وصفت بأنها كانت نوع من السذاجة والهبل .

من ضمن مداخلات الصحفية سالي فنجالى تعليقها على تداعيات الحدث على دولة جنوب إفريقيا حين قرأت بأن حكومتها خاسرة في الحالتين إذا منعت البشير عن السفر تمهيدا لتسليمه لمحكمة الجنايات الدولية فإنها ستفقد حلفاءها ووضعها في الإتحاد الإفريقي ، بينما ستخسر جماهيرها وستتعرض لعواقب ومسائلة قضائية إذا خالفت أمر القضاء وسمحت للبشير بمغادرة أراضيها وهنا حدث تداخل من قبل الصحفي توفيق مجيد الذي يبدو أنه لم يستمع بوضوح لرد سالي فقال أنه يختلف مع (المراسلة) لأن القضاء ومنظمات المجتمع المدني في جنوب أفريقيا قوية جدا ومتنفذة ليست كمثيلاتها في السودان وهنا ضحكت المراسلة سالى ربما لأن إجابة توفيق لم تناقض إجابتها كما قال هو ، أو ربما لأنه نعتها ب ( المراسلة ) بدلا من أن يقول الزميلة أو يكون أكثر إحترافية كما يفعل كل المشاركين في مثل هذه البرامج الحوارية متعددة الشخصيات بكتابة إسم ووصف كل ضيف حتى يناديه بإسمه ويوجه له نوعية الأسئلة التي تناسبه وهذا من ABC العمل التلفزيوني .

توفيق مجيد هو أصلا مقدم برنامج ( النقاش ) ولا أعلم سبب إرساله كمبعوث لتغطية أعمال القمة الإفريقية هل هو ضمن عملية تدوير روتينيه أم لأهمية القمة أم لأسباب أخرى إلا أن المشاهد العادي الراتب على القناة كان لابد وأن يلمس محاولات توفيق مجيد لفرض نفسه بعض الشيء وبسط أدائه كمديرا للحلقة كما هو الحال في العادة فبل إرساله لجوهانسبرج وعدا عن مداخلته مع سالي فقد كانت مداخلاته مع الشاركين في حلقة البرنامج مساء يوم 15 يونيو أكثر شدة حيث تداخل مع مقدم البرنامج وهو يختم الحلقة فقال له : لم تقرأ مداخلات المشاهدين على البرنامج عبر وسائل التواصل الإجتماعي ! فارتبك المذيع ولكنه حالما تماسك ورد عليه بشدة أيضا لكن في قالب مرح قائلا : حاصرتني يا توفيق لكن أرد لك الكرة في ملعبك وأقول لك أن هناك عطل في نظام المداخلات مع البرنامج .

أتفق مع الذين انتقدوا الصحفية سالي في بعض الملاحظات  حيث أن المشارك في برنامج تلفزيوني يجب أن يكون لديه الحساسية المستمرة والتركيز بأنه وإن لم يكن متحدثا فإن الكاميرا مستمرة في تصويره ونقل تعابير وجهه ولغة جسده بل ومزاجه الى كل من يتابعو البرنامج وأختلف مع من دفعوا بأن لبس ومظهر المشاركين في البرامج التلفزيونية هو أمر شخصي ، فمتى ما انت تدخل بيوت الملايين عبر شاشات التلفاز فإنك ملزم بكود معين من اللبس والمظهر ويزداد الأمر أهمية إذا كنت ممثلا لجهة أو دولة ما ، إلا إنني أجد تناولها للموضوع وآدائها كانا مقبولين مقارنة بحداثة تجربتها .


المراسل الصحفي أو التلفزيوني هو شخصية عامة تخضع لقوانين واعراف التعاطي مع هذه الشريحة من الناس إضافة إلى وجود إحتمالية كبيرة لأن يتعرض لمضايقات قاسية وكلمات نابية جنبا إلى جنب مع التوجيه والتعليم والنقد البناء كما الإشادة والإطراء في أحيان كثيرة أخرى لذلك فنحن نتابع وجودنا السوداني في الفضاء العالمي عبر مقدمي البرامج والمراسلين والمعدين والمصورين والمنتجين والمخرجين الذين سيتسلموا الراية من جيل العمالقة قبلهم ليبقى حلمنا في أن نشهد قناة السودان الفضائية بكل لغات الدنيا وبموزايك السودان الملون تنطلق من سودان حر كريم آمن ديمقراطي .
 


اللهم احفظنا أجمعين


أكرم محمد زكى


akramaddress@yahoo.co.uk
//////////

 

آراء