لماذا لا تطبع الحكومة السودانية علاقاتها مع إسرائيل؟ الجزء الثانى
«سلسلة مفاهيم وخطوات عملية مرجوة نحو مدنية الدولة السودانية [12]»
03/11/2019-
أوضحت في الجزء الأول من المقال طبيعة العلاقات الدولية والدبلوماسية وفق الإتفاقيات الدولية التي تنظم عملها بالإضافة إلى مجموعة من الأسئلة فتحنا الباب على مصراعيه للإجابة عليها من أهل الإختصاص فى وزارة الخارجية والمختصين فى العلاقات الدولية والمهتمين كذلك من القراء والمتابعين والراغبين لبناء علاقات تحكمها المصالح الوطنية المشتركة مع كل دول العالم ولاسيما إسرائيل.
ماذا قدمت إسرائيل للسودان و ماذا قدم السودان لإسرائيل؟
عندما كانت حكومة المخلوع البشير تقتل مواطنيها من بنى جلدتها ومن نفس الأرض ويربطهم الإحساس بالوطن الواحد وحتى من نفس الديانة التى يظن البشير أنه يعتنقها إستضافت دولة إسرائيل عدد هائل من المواطنين السودانيين في أراضيها وقدمت لهم المأوى والعون الإنسانى وقدمت لهم الأمان من جحيم حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقى فى أقاليم الهامش على العموم وهامش دارفور على الخصوص وهى خدمة إنسانية برغم اختلافنا أو اتفاقنا معهم ويجب أن تشكر إسرائيل حكومة وشعبا" على العمل الإنسانى الجميل.
أعداد اللاجئين السودانيين
وفق الإحصائيات المتواترة يقدر عدد اللاجئين السودانيين فى إسرائيل بأكثر من 4000 مواطن سودانى معظمهم من إقليم دارفور فروا إلى اسرائيل هربا" من جحيم عمليات القتل الممنهج والمنظم التى تجرى هناك منذ العام 2003.
نحن نعلم أن البعض من اللاجئين تعرضوا للسجون في إسرائيل بسبب عدم تكملة إجراءاتهم أو بسبب رفض بعض الجهات فى الدخول إلى بلادهم بصفة غير شرعية عبر تسلل الحدود والأسلاك المكهربة الفاصلة بين مصر وإسرائيل ولكن مفوضية شؤون اللاجئين على إتصال بهم وتتابع إجراءات إقامتهم وتوطينهم بصفة شرعية فى البلاد وتبذل قصارى جهدها وفق الأعراف الدولية ووفق التفويض الممنوح لها من الأمم المتحدة وتقديم ما أمكن من حماية لرعاياها وهناك منظمات حقوقية وإنسانية عديدة تدعم عملية التوطين وتترافع عنهم أمام المحاكم والحمدالله تمكن العديد منهم من نيل حق أو امتياز اللجوء السياسى والبعض الأخر قيد الإنتظار للبت في طلباتهم وهى إجراءات روتينية فى عمل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين- UNHCRومنظمة الهجرة الدولية-IOM والمنظمات الأخرى والشريكة والمختصة فى عمل اللاجئين.
من الطبيعى أن يواجه بعض اللاجئين بعض المضايقات من سكان البلدة التي لجأوا إليها وهى غريزة إنسانية فى كل البشر وهذه سنة الحياة البشرية و هى ليست فى دولة إسرائيل لوحدها ولكن حتى فى الدول الأخرى التى تصنف بمصاف الدول فى العالم فلا غرو فى ذلك.
المهم فى الأمر هو حصول هؤلاء المواطنين السودانيين للأمان من دولة تعاديها دولتهم بينما كانت دولتهم الأم أى السودان تقتلهم وتعذبهم وتسوؤهم سوء العذاب وتنكل بهم وبأهلهم وهو ما لم تفعله إسرائيل الدولة الغريبة ضدهم!
هل من دور للحكومة الحالية فى خلق علاقات مع إسرائيل؟
للحكومة دور كبير وطليعى مهم لخلق اختراق فى الملف السودانى الإسرائيلى وكبادرة حسن نية يجب على الحكومة السودانية عمل بعض الإجراءات التى تساعد فى فتح علاقات جديدة يمكن حصرها فى النقاط التالية:-
-ليس دفاعا" عن إسرائيل ولا نكاية بالسودان ولكن من باب إحقاق الحق على الحكومة تقديم صوت شكر لإسرائيل حكومة و شعبا"ومنظمات إنسانية وحقوقية على إيواءهم لمواطنين سودانيين هربوا من بلادهم بسبب قتلهم من قبل حكومة بلدهم.
-البدء فى خلق علاقات لا تتعارض والمصالح الوطنية للدولتين والعيش جنبا" إلى جنب فى سلام معها ومع بلاد العالم الأخرى.
-على الحكومة التعامل بنظرية:«التفكير خارج الصندوق أو التفكير بعمقThink out of the box/think big»!
-التحرر من قيود الماضى والنظر للعلاقات بنظرة ثاقبة بنظرية:«تبادل المنافع»
-تطبيع علاقات السودان مع إسرائيل ومع أى دولة أخرى ترغب العيش معنا من غير ضرر ولاضرار
-فك حظر الجواز السودانى وتحريره من عباره:«كل الدول ما عدا اسرائيل»! أنا أعلم أنها ليست مكتوبة في الجواز الالكترونى الحالى ولكن لايؤهلك من السفر من والى إسرائيل ضمنيا" يعنى أنها موجودة ولكنها حذفت كإجراء شكلى تجميلى من الجواز لكن ما زال المعوق موجود.
-السماح للمواطنين السودانيين المقيمين فى إسرائيل فى القدوم والعودة الى بلدهم الأم وعبر مطار بلدهم من غير مساءلة من أيا" من الجهات الأمنية التى دوما" تعرقل وصول المسافرين الى بلدهم وتضطرهم الى أن يكرهوا بلدهم لليوم الذى أصبحوا فيه سودانيين.
- كحالة استثنائية فريدة يمكن إعفاءهم من الجمارك ما أمكن وتذليل الصعاب لهم حتى يحسوا بالأمان والانتماء للوطن الذى كرهه الملايين من السودانيين بسبب سياسات الحكومة السابقة
-فتح مشاريع استثمارية سودانية إسرائيلية فى السودان وتل أبيب بعمالة مهرة ومهنيين من البلدين حتى يسهل فك الاختناق في البطالة.
-حرية الحركة لمواطنى البلدين من وإلى:«الخرطوم تل أبيب وبالعكس»
-التعاون العلمى والفكرى والثقافى المشترك والتبادل الأكاديمى على مستوى الجامعات والبحوث العلمية التى تساعد في النهوض بالمجتمع.
-أى علاقات تساعد فى التقليل من الحروب فى المنطقة وتقلل الأزمات
-العيش بحرية وسلام مع كل شعوب العالم من غير الحاق ضرر بالأخرين والتمتع بحق الدفاع الشرعى فى حالات التعدى غير المشروع مع أيا" منهم.
-«قُضِيَ الْأَمْرالَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ»! يوسف {(41)}