لولا غزو العراق للكو يت لكانت نهاية علاقة ال الميرغنى بالحزب الاتحادى. بقلم: النعمان حسن

 


 

النعمان حسن
29 August, 2015

 

صوت الشارع

 

اوضحت فى المقالة السابقة  كيف ان هناك مفارقات وظروف وتناقضات عجيبة مكنت السيد محمدعثمان المبرغنى  الذى كان حتى وقت قريب من انقلاب الانقاذ يواجه موقفا حرجا فى الحركة الاتحادية التى كانت اغلبيتها تجمع على رفض عودته  وانها لم يحدث لها انسمته رئيسا للحزب حتى على مستوى الهيئة الخمسينية او على اى مستوى فى الحزب  كما انه لولا موقف الامينالعام للحزب الشريف زين العابدين الهندى لكان حده الاقصى ان يعود راعي اللحزب مكان والده دون اى تدخل فى الشان الساسى وحتى هذا كان يجد مقاومة من بعض القيادات الاتحادية فماهى هذه المفارقات  والظروفوالتاقضات التى مكنته من ان ىمتلك الحزب وينصب نفسه رئيسا له دون ان ينتخبه احد وبنص فى  دستورللحزب صاغه هو وفق هواه وضمنه قسم الولاءلشخصه بالاسم وليس الحزب او مبادئه   بنص فى الدستور وقد اوردت نص القسم  فى خاتمة الحلقة السابقة فكيف   انقلب الحال فى الحزب على هذا النحو

بداية المفارقات  والمواقف تمثلت فى حدثين  ارتبط بهماقبل ان يغادرالسودان للخارج بعد انقلاب الحركة الاسلامية فى يونيو 89

الحدث الاول يتمثل فى موقف يحسب له بلاشك  حيث انه وباسم الحزب  دخل فى حوارمع الدكتور جون قرنق زعيم الحركة الشعبية لتحريرالسودان مع وفد من الحزب وعاد من الحوار  لترتفع اسهمه قليلا بالانجازالذى حققه  مع  قرنق عندما وقع معه باسم الحزب اتفاق الوحدة والسلام   وهو الاتفاق الذى قوبل برفض مطلق من زعيم الحركة الاسلامية الدكتورحسن الترابى  وتنظيمه الاسلامى لان ذلك الاتفاق الوحدوى كان سيفضى حتما لعدم قيام دولةاسلامية فى السودان حتى تتحقق الوحدة بالغاء  قوانين سبتمبرالاسلامية فكان ان نجح الدكتور حسنالترابى فى الاطاحة بالبرلمان قبل يومين من الموعد المحدد لطرح الاتفاق امام البرلمان لاجازته  والذى كان يومهاتعبيرا واضحا لرفض الخطوة التى اقدم عليها  فحسنت من صورته السياسية  لدى بعض الاتحاديين  الا انهافى نفس الوقت عمقت من رفض الانقلاب الاسلامى له لهذا فان الانقلاب لم يمهل الميرغنى حتى يسبقه   بالتهنئة التى تعود عليها مع كل انقلاب لان سلطة الانقلاب وضعته لاول مرة فى قائمة المعتقلين سياسيا  وبهذا حقق الاعتقال له لاول  مرة فى التاريخ ان يسجن لاسباب سياسية فكان السجن بداية شكل جديد للسيد محمد عثمان لدرجة ان قطاعات معتبرة من الاتحاديين اعادت النظر فى حكمهاعليه بعد ان بدا لاول مرة وان كان رغما عن انفه سياسيا مناضلا مع القادة السياسيين

تلك كانت اول خطوتين فى مسيرة الميرغنى الجديدة ولكنه رغم ذلك لم يصمد فى هذا الموقف اذ سرعان ما افرج عنه نظام الاتقاذ بل منحه جوازا دبلوماسيا سافر بهللندن بغرض العلاج وكان وةاضحا انه وقتها(عادت حليمة لقديمة وانه بارك الانقلاب لان المراغنة لم يشهد تاريخهم ادانة انقلاب )

بوصول السيد للندن كانت المفاجأة الاولى ان الاتحاديين وعلى راسهم الشريف زين العابدين الهندى  قد بادروا باستقبال الميرغنى الذى اصبح فى عرفهم المناضل القادم من سجن الانقاذ فرتبوا له  لمؤتنر صحفى ارادواله ان يخاطب المؤتنر وانعموا عليه صفة الرئيس للحزبوهم لا بملكون منحه هذه الصفة   الا انه رفض مخاطبة المؤتمر الصحفى وفاجا الاتحاديين بحديث صريح انه لم ياتى للخارج لمعارضة النظام وانه سافر باذن النظام وبجواز دبلوماسى وانه عائد للبسودان بعد العلاج  و لحظتها فقط بدا الانقسام فى الخارج بين الشريف ومجموعته وبين زعيم الطائفة   بعد ان اسقط اسم الميرغنى من المعارضة للنظام من خارج السودان وهناانطوت المرحلة الجديدة التى حولت الميرغنى لسياسى مناضل حيث عاد لما كان عليه مواقفه مع كل الانقلابات  واسقط من حسابات المعارض سواء على مستوى الحزب او التجمع ا لوطنى المعارض والذى تراسه وقته عن الاتحاديين رحمة الله عليه السيد محمدالحسن عبدالله ياسين وبقى الميرغنى بعيدا عنه وعن المعارضة

وبهذايكون  ملف الميرغنى بلغ نهاينته ولم يعد فىحساباته هو شخصيا الحزب الاتحادى واصبح ملفه فى الطريق لان يغلق نهائيا  ولم يكن هواو اى قيادى سياسى يتوقع المفجاءة البتى نقلت الاوضاع  من اقصى يمينها ليسارها ووالتى غيرت مسار السيد محمدعثمان الميرغنى.

فلقد كان الحدث الذى قلب الطاولة وغير مسارالميرغنى 360-0درجة غزو  زعيم العراق صدام حسين للكويت  وتاييد نظام الاتقاذ لهذا الغزو الامر الذى فجر الاوضاع بين دول الخليج والسعودية ومصر بصفة خاصة حيث ان المملكة العربية السعودية  ومصر وكلاهما كانا فى حالة تعايش مع نظالم الانقاذ لدرجة ان مصر كانتمتخفظة فى وجود التجمع الوطنى المعارض للنظلمبالقاهرة  ولم تسمح له بمكتب  رسمى فانقلبوا للضد بل فى حالة عداء حاد مع الانقاذ بسبب تاييده لغزو العراق للكويت  مما اجبر الميرغنى ليواجه موقفا حرجا بين اقرب دولتين له مصر والسعودية  وبين الانقاذ فى السودان فكان خيارا صعبا لم يعد يملك ان يحافظ على موقفه من الجبهتين  فكان خياره مجبرا لمصالحه مع السعودية و ومصر  مما فرض عليه ان يصدر بيانا يدين النظامالسودانى لموقفه من الكويت وبهذا التصريح سد الطريق امام عودته للسودان ولم يعد من طريق امامه  الا ان ينضم للمعارضة والتى لم يكن مدخله لها معارضة الانقاذ وانما معارضة غزو الكويت ارضاء لمصر والسعودية

وهنا لم يكن  للتجمع الوطنى المعارض ان يفوت هذه الفرصة لياتى بالميرغنى رئيسا له بديلا للسيد محمد الحسن عبدالله ياسين حتى يستثمر التجمع علاقته بالسعودية ومصرتحديدا والتى اتخذها التجمع مقرا له ولعلاقته الشحصية بالدكتور قرتق زعيم الحركة الشعبية ولان الشريف زين العابدين الامين العام للحزب كان رافضا للتجمع  لثلاثة اسباب اعلنها فى  بيان رسمى طالب بتصحيحها ليعترف به الاتحاديون  اولها انه يرفض مقدمة ميثاق التجمع التى تشكل ادانة للحزب الاتحادى الديقراطى مع حزب الامة وثانيا لان  الشريف كان يرفض ان يكون هناك تمثيل لشخصات مستقلة امثال المحامى فاروق ابوعيسى  وممثلى نقابات بحكم انهم كوادر حزب عضو فى التجمع مما يعنى ان الحزب الشيوعى سيتمتع بالاغلبية فى التجمع وثالثا لانهميرفضون   قبول الحركة الشعبية فى التجمع لان  اجندة الحركة لا تتوافق واجندة  التجمع الذى يعمل لعودة الديمقراطية بينما  الحركة الشعبية كانت  فى حرب مع احزاب التجمع فى  الديمقراطية  ولم تحترم الديقراطية  بعد انتفاضة ابريل  لهذا وجد الميرغنى نفسه بعد هذا التحول هو الكرت الرابح  للتجمع   فعاد مناضلا ضد الاتقاذ ارضاء لمصر والسعو دية وليس ارضاء للحزب او قضية الشعب السودانى وهى الفترة التى شهدت له مواقف قوية فى مواجهة  الانقاذ كنظام ليكتسب بهذا ارضبة اعطته وذنا سياسيا غير مستحق  فى الاوساط الاتحادية فيما تاكد انقسام الحزب بين حزب الميرغنى وحزب الشريف  الامانة العامة ويصبح حزب الميرغنى اكثر قبولا من حزب الشريف بصفته مناضل ضد النظام

وكونوا معى فلايزال ملف المفارقات حافل بالكثير

siram97503211@gmail.com

 

آراء