ليستقيم مسار الثورة

 


 

محمد عتيق
11 May, 2020

 


*خارج المتاهة


——————————-
*يوماً بعد يوم يزداد اتباع النظام الساقط جرأةً وجنوناً ، يعلنون التحدي ضد الثورة والثوار* .. هذا الجنون الناتج عن الشعور *باليتم وفقدان مصادر النهب والكسب الفاسد من قوت الشعب وموارد الدولة يدفعهم للعمل على إثارة الشعب وتعبئته بصيغ ملتوية* :
القيادات والسياسيين منهم ( *غندور وآخرين* ) يتحدثون بلغة وشعارات كانوا يديرون ظهورهم لها ويجافونها خلال حكمهم بل وطوال أعمارهم ، يتحدثون عن حكم القانون وحقوق الانسان وعن الظلم والإقصاء وإلى آخر المفاهيم التي لم يعرفوها إلا الآن ، وللعجب أكثر ، يتحدثون باسم حزب "المؤتمر الوطني" *المحلول قانوناً ، ولا يسألهم القانون عن ذلك* !!..
• القيادات الوسيطة وعناصرهم في القوات النظامية والأمنية والمليشيات الخاصة يتحدثون أيضاً متوعدين *ويطلقون التهديدات المثيرة ضد الثورة ومؤسساتها ، وباستهتار نزق* ..
* رجال ( *الدين* ) والدعاة منهم يحاربون الثورة علناً في خطبهم وأحاديثهم على منابر المساجد لدرجة التعبئة حتى ضد إجراءات الدولة الصحية في مواجهة الكرونا وينكرونها كوباء دون حياء أو إشفاق على الناس من حقيقة انها جائحة قاتلة ؛ *يصورون قرار إلغاء صلاة الجمعة وصلوات الجماعة في المساجد بأنه إلغاء للدين بينما يؤيدون قرار الغائها في المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريفين وإلغاء العمرة أيضاً .. منتهى الجرأة و منزوعية الحياء دفاعاً عن دولتهم ونظامها الساقط وإثارة مشاعر الناس الدينية ضد ثورتهم وقيادتها* !! ..
مصدر هذه الجرأة الوقحة على ثورة الشعب ومؤسساتها ليس فقط *الطبيعة الديمقراطية للثورة وسلطتها الانتقالية* ، وإنما ، وبشكل رئيسي مباشر ، *مصدرها غياب قوى الحرية والتغيير عن ساحات الفعل الحقيقية* .. وبصراحة ، قوى الحرية والتغيير والأطراف المهيمنة على مجلسها المركزي *مطالبة بإجراء إصلاح جدي في صفوفها لتستقيم وتتوازى مع قامة الثورة وأهدافها* ..
هذه القوى ( *المهيمنة على المجلس المركزي لقحت)* ترفع مع الآخرين شعار المطالبة بالإصلاح داخلها ، وفي نفس الوقت تستمر في ممارسة نفس السلوك ( *موضوع المطالبة بالإصلاح* ) : اختراق اللوائح ، الهيمنة ، الانفراد بالقرارات و .. إلى آخره .. وللتوفيق بين هذين الموقفين *ابتكرت الصيغة الجارية في عمل لجنة التفكيك واستعادة الممتلكات والأموال* : صيغة النشرة الأسبوعية بقطع الأراضي والعقارات المنزوعة من أقطاب النظام الساقط وعائلاتهم ، نشرة لها جاذبية وقتية للجمهور ، بينما التفكيك الأهم المطلوب " *يقف* " ساخراً "ماداً" لسانه ، مشجعاً اتباع النظام الساقط على العمل العلني ضد الثورة !! فكانت الجرأة التي تحدث عنها المقال في مطلعه ..
*تستمر المطالبة بالإصلاح داخل قحت لينعكس عملاً منتجاً ونشاطاً أكثر عمقاً داخل مؤسساتها ، نشاطاً يقود إلى التفكيك الأهم ، والذي يتلخص في* :
•• تفكيك *وزارة المالية* بما يؤدي إلى تفكيك واستعادة مختلف ثروات البلاد الطبيعية ، ذهبها وبترولها ومشاريعها الزراعية والمؤسسات الاقتصادية التابعة للأجهزة النظامية ، كلها في يد الدولة أو في مؤسسات للدولة فيها اليد الطولى ..
•• *التفكيك والإصلاح الجذري في المؤسسات القضائية والعدلية ، لوائحها وقوانينها ، رموزها ومراتبها* ..
•• التفكيك في *الساحة الإعلامية* بما ينزع عنها رسالة ورموز النظام الساقط ويوطد مؤسسات لها رؤى وبرامج تحمل روح الثورة ورسالتها الجديدة ، تواكبها وتواكب انجازاتها في إعادة بناء الوطن والمواطن الجديد ، جنباً إلى جنب مع :
•• التفكيك وإعادة التركيب ( *الجارية فعلاً* ) في ساحة التربية والتعليم والذي يقوده باقتدار وزير التربية والتعليم ومدير المناهج الدكتور عمر القراي ..
•• التفكيك وإعادة التنظيم والهيكلة في القوات النظامية والأمنية المختلفة ، افراداً ولوائح وعقائد ، بما يجعلها كلها في خدمة الوطن والمواطن وتحت إمرة السلطة التنفيذية ورئيسها رئيس الوزراء ، وبما يحقق مدنية الدولة في جانب هام من جوانبها ..
كل ذلك على طريق تفكيك خيوط الأزمة الوطنية الشاملة الجارية في بلادنا منذ استقلالها ، الاختلالات التنموية ، جذور النزاعات القبلية والحروب الأهلية المسلحة ، تحقيق الاندماج وبناء وحدة وطنية سودانية عابرة للقبيلة والطائفة والجهة ..
والتفكيك على هذا النحو والأهداف هو جماع اهداف الثورة العظيمة : *حرية سلام وعدالة* ، جوهر *مهام الفترة الانتقالية* ..
الواقع والتاريخ يناديان قوى الحرية والتغيير أن تقود " *انقلاباً* " داخلياً عميقاً تجدد به ذاتها ودورها ، وتأتي ثماره وحدةً في صفوفها ، واحتراماً للوائحها ، تجرداً وتواضعاً وإيثاراً في سلوكها ونشاطاتها المتوجهة لتنفيذ برامجها ، *برامج الحرية والتغيير ، برامج بناء السودان الجديد المتجدد الديمقراطي الموحد والمتفاعل بعمق مع إطاره الإقليمي والدولي* ..

atieg@icloud.com

 

آراء