ليس دفاعا عن المهدي ولكن دفاعا عن الثورة

 


 

 

 

لسيت هى المرة الأولى و لن تكون الاخيرة استخدام الإمام الصادق المهدي الشعر العربي الفصيح، و الشعر الدراجي المحلي ، ومقاطع من الاغاني السودانية ، و الأمثال العربية و الامثال السودانية المحلية في خطاباته الجماهيرية و لم يعاب عليه يوما هذا الاسلوب الخطابي بل دائما ما كانت أمثاله الشعبية تستهوي الصحفيين فتصبح مانشيتات يجذب بها القارئ.. فماذا تغيير الآن ؟ الثورة في بدايتها و بدأت تدخل مراحل حاسمة و معها بدأت خطط جهاز الأمن فيما يسمى بالجهاد "الجداد" الالكتروني الدخول في معركة تشتيت المعارضة و بث الفرقة بينهم. يدرك جهاز الأمن و من خلفه أجهزة المؤتمر الوطني خطورة الموقف و مدى فعالية جماهير حزب الأمة في تأجيج الثورة و زيادة زخمها الثوري و تمددها في كل أنحاء البلاد الشيء الذي يصعب من عملية السيطرة عليها و ينذر بقرب بسقوط النظام. جهاز الأمن يعمل في محاور مختلفة و يولي الحرب الالكترونية أهتماما و أولوية قصوى لأن نتائجها سريعة و حاسمة وهى جزء من خطة كامة الغرض منها إبطاء تيرمومتر الاحتجاج الشعبي المتنامي. الإمام الصادق هو ليس فقط رئيس حزب الأمه لكنه رئيس نداء السودان الذي يضم داخلة حركات مسلحة فاعلة و احزاب سياسية فاعلة على الارض و منظمات مجتمع دولي لها دورها في الشارع السياسي ولتشتيت و تشكيك جماهير هذا التجمع المعارض الكبير كان لا بد من ايجاد وسيلة ناجعة تخدم هذا الغرض دون أن يشعر بها المستهدف.. اذن الهجمة الاسفيرية على شخص الإمام الصادق المهدي ليس المقصود منها الصادق المهدي في شخصه بل المقصوده هي الثورة. و للاسف الشديد بدأ بعض الناشطين الثوريين تدوال صور مدبلجة سخيفة اسفيريا دون أن يدروا ما الغرض من هذه الهجمة و التي احدثت شرخا كبيرا في نفوس جماهير حزب الأمة و لولا وعي الكثيرين منهم بغرض هذه الحرب لحدث ما لا يحمد عقباه وسط جماهير المعارضة. الحقيقة الماثلة أمام أجهزة الأمن و مؤسسات النظام الامنية المختلفة و مؤسسات المؤتمر الوطني أن الإمام الصادق المهدي يمثل رمح المعارضة و أنه يتحدث بصفات كثيرة اولها أنه رئيس أكبر حزب في آخر انتخابات نزيهه و أنه رئيس أكبر تجمع معارض و أن أسهمه في الوسط السياسي الاقليمي و الدولي عالية جدا بوصف أنه رئيس الوزراء الشرعي قبل انقلاب الحركة الاسلامية على النظام الديمقرطي و أنه بذلك يشكل ضغط اقليمي و دولي على النظام في ظل هذه الاحتجاجات الشعبية فكان لا بد من تحجيم دور الإمام و شغل جماهيره بمهمة الدفاع عن إمامهم بدلا عن التفرغ للتلاحم مع فصائل الشعب الأخرى. لا بد من تفويت الفرصة على مخطط كتائب الجهاد "الجداد" الالكتروني التابع لأمن النظام و تأكيد التلاحم الشعبي بين فصائل المعارضة المختلفة لانجاز مهام الثورة و الوصول بها الى غاياتها النهائية وهي كنس النظام و ازالة التمكين و تأسيس دولة الديمقراطية و سيادة القانون. ويجب أن لا يفوت على القوى الثورية ايضا تربص كتائب الجهاد "الجداد" الاكتروني بها في الوسائط بغرض ضرب مصداقيتها و ذلك من خلال نطاق عمل أجهزة الأمن الالكتروني على الاسس التالية:
1. بث أخبار ووثائق مفبركة و فيديوهات مضروبة بعد الدبلجة لتوحي أنها مأخوذة من أرض الحدث الآن و بعد النشر العفوي من قبل بعض الناشطين يتم تكذيبها من قبل اعلام النظام و الغرض من ذلك ضرب مصداقية المعارضة.
2. اغتيال الشخصيات السياسية المؤثرة و تأويل أقوالها و تشويهها بما ينسجم مع غرضهم الاساسي مقدمة لعزلها و عزل جماهيرها عن الثورة.
3. اشعال الفتن بين التنظيمات السياسية و الشبابية و النسوية ببث الاشاعات بغرض هدم كل اوصر الثقة بينهم.
4. تسريب تسجيلات صوتية عن قصد ووثائق مفبركة من قبل جهاز الأمن وذلك لصرف المعارضة عن الفعل اليومي على الأرض و تصعيد نضالها اليومي.
لذلك مطلوب من القوى الثورية الشبابية و الحزبية و كل الناشطين عدم تدوال اي فيديوهات ، وثائق ، أخبار الخ.. .. ما لم تتأكد من مصدرها الرئيسي.. كما يجب أن ينتبه الجميع الى المحاولات المتنوعه و النوعية التي يلجأ لها أمن النظام في تشتيت جهود الحراك الثوري و شغله بمعارك جانبية الغرض منها اجهاض الثورة وقتلها في مهدها. فهل انصرفنا الى ثورتنا؟ الا هل بلغت فاشهد.

أ‌. غازي محي الدين عبد الله كباشي

ghazikubashi@hotmail.com
//////////////////

 

آراء