ماذا يحدث فى( تبوك) السودانية، ولماذا ؟!
مناظير
drzoheirali@yahoo.com
* تعد شركة تبوك للصناعات الدوائية بالمملكة العربية السعودية إحدى أفضل الشركات السعودية، بل لا أبالغ إذا قلت والعربية، فى مجال التصنيع الدوائى، رغم حداثة نشأتها نسبيا فى بداية النصف الثانى من حقبة التسعينيات فى القرن الماضى، ومنذ ظهور اول انتاج لها فى السوق عام 1996 حظيت منتجاتها بقبول واسع بسبب جودتها العالية وأسعارها المعقولة مقارنة بالشركات الاخرى ، السعودية والأجنبية، واستطاعت فى غضون سنوات بسيطة ان تتخطى حاجز السوق المحلى الخليجى الى السوق العالمى فى مناطق عديدة من العالم من بينها اوروبا والشرق الاوسط وأفريقيا ، بل وتذهب الى ابعد من ذلك بالتمدد صناعيا خارج المملكة ومثال على ذلك السودان ..!!
* تتبع الشركة لـ(مجموعة أسترا الصناعية ) الضخمة التى يزيد رأسمالها عن 900 مليون ريال سعودى، بينما يزيد صافى أرباحها السنوية عن 200 مليون ريال ( تقارير هيئة سوق المال السعودية) وتملك خمسة شركات لانتاج الاسمدة والكيماويات والادوية والمنشئات الصناعية داخل المملكة، بالاضافة الى شركة تبوك لانتاج الادوية فى السودان !!
* غير ان تبوك السودانية ليست كـ(تبوك) السعودية ، فهنالك تجاوزات عديدة فى تصنيع المنتجات التى تطرحها فى السوق السودانى لدرجة انها قامت فى احدى المرات بشراء مواد خام لتصنيع بعض ادوية الاطفال من محلات العطارة بسوق أم درمان ( وهى عملية بشعة لا تقل عن تهمة ارتكاب جريمة قتل جماعى)، الأمر الذى يجعل الكل يتساءل عن السبب .. هل هو عيب فى ادارة المصنع ( اردنية فلسطينية)، أم عيب فى جهات الاختصاص الحكومية السودانية التى تصر، لسبب أو لآخر، على تجاهل العديد من الشكاوى التى وصلت اليها ، ام استهانة بالطفل السودانى والمواطن السودانى اللذين لا يحق لهما الحصول على دواء جيد كالذى يحصل عليه الطفل السعودى والمواطن السعودى، ام كل هذه الأسباب مجتمعة ..!!
* مدير الانتاج بالمصنع وهو صيدلى سودانى مشهود له بالاستقامة والخبرة والكفاءة فى مجال التصنيع الدوائى لم يرض عن ما حدث واستقال من وظيفته ورفع عدة شكاوى الى جهات الاختصاص ولكنها لم تتخذ أى اجراء حاسم يتناسب مع حجم المخالفات الخطيرة رغم ما يقال عن توصية احدى اللجان بشطب المصنع من قائمة مصانع الادوية السودانية، ثم بعد ان تفوح الرائحة يخرج الشريك السودانى الذى يملك عشرين فى المائة من اسهم الشركة ليقول ان الاتهامات غير صحيحة ويعزيها الى وقوع خلافات بين مدير المصنع ومدير الانتاج رغم اعترافه بان مدير الانتاج شخص كفوء وقدير.. ويسكت فى الوقت نفسه عن كل ما حدث وعن الألفاظ البشعة التى يتفوه بها أحد مدراء القطاعات بالمصنع ( عربى ) امام العاملين وكثير منهم نساء وفتيات، فلماذا السكوت عن الجرائم فى حق أطفالنا، ولماذا نقبل لأنفسنا ونسائنا الاهانة،ام اننا خلقنا من طينة غير الطينة التى خلق منها الاخرون ؟!
الاخبار، 26 يونيو 2011