مبادرات: جودة المنتجات الصينية – حديث عتاب للصين الصديقة: الأبواب الكرتونية نموذجاً !
بدءاً دعوني أُقر باعجابي بالصين الصديقة و شعبها الرائع. لقد كانت الصين إلي وقت قريب في وضع مماثل للسودان و من هنا يجئ الاعجاب! و لكنها بارادة قوية و عزيمة لم تهن و قيادة ملهمة تغلبت علي كل الصعاب و أستطاعت إستخدام الكتلة البشرية الهائلة كمنصة للانطلاق بدلاً من منصة عويل كما يفعل الآخرون ! ساوت القيادة الناس في الفقر فتساوا في الغني ! لبست القيادة الخشن مع بقية الشعب و الآن يلبس الجميع فاخر الثياب و أضحت الصين بلداً لتحقيق الأحلام و جاذباً ، بل مرحباً بالموارد البشرية ! و تستقبل آلاف الناس من مختلف أنحاء العالم ! و أضحت قوة لا يستهان بها.تحركت القاطرة الصينية بالتعليم و العلوم مع التكنولوجيا و الانفتاح وفقاً لسياسات غير عجلة و ثابتة.
لم نسمع يوماً مسئولاً صينياً و هو يتوعد دولةً أخري بالدمار و من هنا يجئ هذا العتاب فقد أصبح الناس يشتكون من تدني جودة المنتجات الصينية و نعلم عدم تسامح الحكومة الصينيسة مع كل من يغش أو يبيع إنتاجاً مضراً بالصحة ! كما حدث في موضوع حليب الأطفال !
إن كلمة العتاب هذه تأتي من إشفاق بتدني المشتريات و من ثم تدني المداخيل التي تجنيها الصين الآن ! وهو كتاب عتاب أشبه بما سطره إمبراطور الصين في بداية القرن التاسع عشر إلي ملك المملكة المتحدة عندما كثرت أعداد مدمني الأفيون في المدن الصينية حيث قال أو فيما يعني " إن الصين لا تصدر لكم إلا كل ما يفيد الأجسام تغذيةً طيبة و رواء مثل الأرز مع الشاي و التوابل لتطييب الطعام و العطور الجالبة للسعادة ، فلماذا تصدرون إلينا الأفيون الضار بشعبنا ؟ " وأنتهي ذلك العتاب الراقي إلي حرب ،عُرفت بحرب الأفيون.
الآن نكتب إلي دولة الصين الصديقة معاتبين و مشفقين من مستقبلها الصناعي بعد وصول كثير من المصنوعات غير الجيدة و بعضها مغشوش مثل الأبواب التي إشتريناها كأبواب خشب تبدو جميلة و لكن بعد حين و حتي قبل تركيبها ظهرت عليها عيوب كثيرة – فقد إنثنت دعائمها (الحلوق) تحت تأثير وزنها فقد وضح بأنها مركبة من قطع خشب صغيرة ملصقة و مثبتة بالجبس مع الخشب الصناعي و مغلفة بالبلاستيك.أنظر الصور.لذلك أحضرنا نجاراًلمعالجة هذه المشاكل وقد كلفت هذه العملية عدة ملايين من الجنيهات القديمة و حتي بعد تركيبها تخلعت و تقشر البلاستيك من بعض المواقع!
عند تركيب أحد الأبواب إتضح بأنه طويل ،لذلك قمت بقطعه و قد كانت المفاجأة كبيرة ! حيث إتضح بأن الباب من الداخل ملئ بالكرتون و بنسبة لا تقل عن 90% ! مما يعني بأن هذه الأبواب من ورق أو كرتون مع نفايات الأخشاب الملصقة .بقية الصور التي تدعم كلامي موجودة عند الطلب ! كما أن الأبواب ذاتها موجودة لمن يرغب في المعاينة.
لذلك نخاطب أصدقائنا في الملحقية التجارية أو الملحقية الثقافية أو السفارة لتنبيه المنتجين في الصين لتحسين إنتاجهم و عدم تصديرغير الجيد منه للخارج ، فبعد حين سيعزف الناس عن الشراء. كما ننبه هيئة المواصفات لهذا الأمر الهام، إذ الخسائر كبيرة للناس – لمبات الاضاءة الاقتصادية لم تعد إقتصادية و كذلك الحنفيات و الالكترونيات -جهاز الكشف عن المعادن لا يكشف عن شئ ! وهو أيضاً موجود لمن يرغب في معاينته.وكل هذه المنتجات تستنزف أموال شعب فقير! فهلا أوليتم هذا الخطاب و العتاب عنايةً ؟
a.zain51@googlemail.com
///////////////