مبروك لاجتثاث ما يسمى بالشرطة الشعبية بؤرة الكيزان الكبرى!
«سلسلة مفاهيم وخطوات عملية مرجوة نحو مدنية الدولة السودانية [17]»
10/11/2019-
مؤسسة الشرطة الشعبية لمن لايعلمها هى واجهة الكيزان الأولى بالنسبة لقوات الشرطة وتعتبر العين المبصرة والزراع السياسى لعمل الشرطة فى السودان.
نحمدالله أولا" فى قبول دعوات الثوار ومن ثم نشكر وزارة الداخلية ممثلة فى الإدارة العامة للشرطة ومن قبلهم رئاسة الوزراء بتنفيذ أحد مطالب الثورة وهو إلغاء ما يسمى ب:«الشرطة الشعبية» بدعة الكيزان التى أساءت للشرطة السودانية وقللت من هيبتها ومهنيتها وأقحمها في الشأن السياسى أكثر من التنفيذى.
يستحضرنى المثل:«أن تأتى متأخرا" خيرا" من أن لا تأتى» فعلا" تأخرت الحكومة ولكنها خيرا" فعلت.
فى شهر أغسطس من العام 2003 مع أننى كنت من المنسبين تأجيل ولكن أبت نفسى الا وأن أنهى مهمة الخدمة الوطنية حتى أتمكن من الحصول على الحركة داخل وخارج السودان بكل حرية من دون قيود للسفر والعمل فحصلت حينها على موافقة من القاعدة الجوية أمدرمان لقضاء فترة الخدمة الوطنية بطرفهم وحملت خطاب الموافقة وذهبت لمنسقية الخدمة الوطنية الرئاسة ومن ثم منسقية ولاية الخرطوم ومنطقة تجنيد ولاية الخرطوم من أجل التنسيب ولكن تم رفض تنسيبى مع القاعدة الجوية وفرضوا على تنسيبى مع قوات تأمين البترول فى هجليج عمليات في غرب كردفان!
من جانبي أيضا" رفضت العرض ليس خوفا" من العمليات وخاصة أننى تدربت فى معسكر المظلات,الصاعقة كررى-الفرقة التاسعة محمولة جوا" والحمدلله ولكن لأن التنسيب لمناطق البترول كان يتم على حسب اللون والشكل والمزاج من عندهم أي منسقى الخدمة الوطنية لا على أساس الوطنية كما هى فى مسمى المؤسسة «الخدمة الوطنية»! فالظلم كان واضح كوضوح الشمس فى كبد السماء فرفضته لأن التعامل معى كان بإزدواجية معايير وعنصرية واضحة بصريح العبارة.
عاودت أدراجى الى حيث أتيت وقدمت اعتذارى لهم من ثم حصلت على تنسيب أخر مع شرطة ولاية الخرطوم وللأمانة حتى لاننقص الناس أشياءهم وجدت ضابط برتبة المقدم شرطة مهذب فى الأدب والاحترام وسلمته أمر تحركى وشرحت له أننى من عزة السودان الخامسة وتم تنسيبى لقضاء فترة الخدمة الوطنية بطرفكم.
اطلع جيدا" على مكتوبى وتحدث معى بلغة غير لغة التعليمات العسكرية وقال نحن نشكر لك قدومك الى شرطة ولاية الخرطوم وحماسك للعمل معنا بطرفنا ولكن نسبة لأننا لسنا فى حوجة لمجندى الخدمة الوطنية في الوقت الراهن فقد تم الاتفاق مع الخدمة الوطنية على أن يتم تنسيب مجندى الخدمة الوطنية مع الشرطة الشعبية فالأفضل لك أن ترجع لمنطقة تجنيد ولاية الخرطوم وتطلب منهم أمر تحرك للشرطة الشعبية ولاية الخرطوم.
تقبلت نصيحته بكل أدب وإحترام نسبه للاحترام منقطع النظيرالذى وجدته منه وبطريقة الأسلوب الذى خاطبنى به ورحابة الصدر وهذا ليس مدحا" فيه ولكن الحق يقال.
تم تنسيبى بتاريخ 30/08/2003 إلى الشرطة الشعبية ولاية الخرطوم حيث مكثت أسبوع كامل ومعى حوالى 120 من المجندين المنسبين من مختلف المحليات بولاية الخرطوم ومن مختلف التخصصات الجامعية وكنت حينها أنا الوحيد من حملة الشهادة السودانية بينهم والأخرين كلهم جامعيين.
-حصلنا فيها على دورات تنشيطية حول العمل الشرطى والعمل في بسط الأمن الشامل فى مواقع الأقسام المختلفة بالولاية وكانت المحاضرات فى إحدى قاعات الاجتماعات بوزارة الزراعة والغابات ولاية الخرطوم قبالة رئاسة الشرطة الشعبية ولاية الخرطوم جنوب الزلط.
بعد أسبوع تم توزيعنا حسب المحليات فأتذكر كنا 21 مجند تم تنسيبنا بأمر تحرك جماعى فى ورقة واحدة للشرطة الشعبية محلية أمبدة التى تقع فى سوق أبوزيد جنوب سوق ليبيا-أمدرمان.
عملت فيها وحولها من يوم تسليم أمر تحركنا الى 25/01/2005 فى أكثر من موقع بسط أمن شامل فى وحدة الأمير دائرة اختصاص قسم شرطة سوق ليبيا ووحدة السلام محلية السلام سابقا" مربع-22 ومن ثم العودة لوحدة الأمير مرة أخرى أمبدة الحارة 15/ب وختاما" بأمبدة الحارة 21/شرق.
بالرغم من عدم قناعتى بوجود الشرطة الشعبية من الأساس ضمن هياكل الشرطة فى السودان ولكن بسبب سياسة التمييز المتبعة للتنسيب من قبل الخدمة الوطنية هى من ساقتنى لقضاء 16 شهر من العمل معهم وهنا يكمن السبب الأساسى وراء القصة بأكملها.
ما سردته لا أقصد به الحديث عن ذاتى ولكن مقدمة لتجربة واقعية عشتها بنفسى وأعلم الكثير من طبيعة عمل هذه المؤسسة حتى تضح الصورة أكثر.
يقال الشيطان في التفاصيل...الى لقاء فى الجزءالثانى.
musabushmusa@yahoo.com
///////////////