مرحلة ما بعد حمدوك والصراع على الكرسي الشاغر
بشرى أحمد علي
29 December, 2021
29 December, 2021
بين مكذب ومصدق ، وبين أنه إستقال وبين أنه معتكف في منزله وأختار بطوع إرادته أن يعيش بين جدران الإقامة الجبرية ، فلا زال مصير إستقالة الدكتور حمدوك غير معروف ، وقد إعتمد معظم القراء على طلبه من الموظفين الإستعداد للرحيل ومغادرة المكتب ، ولكن هذه الحالة نسميها في مجال عملنا circumstantial evidence ، وهي مرحلة من جمع الأدلة تعتمد على الملاحظات ولكنها لم تصل لليقين القاطع وهو أن يظهر الدكتور حمدوك على القنوات الفضائية ويعلن الإستقالة على الملأ بعد شرح الأسباب ..
ولذلك على الرغم من المهرجان الذي اقامه رموز النظام إحتفالاً بخروج حمدوك من المشهد السياسي ، لكن الوقت لازال مبكراً للحديث عن خليفة الدكتور حمدوك في المنصب ، وقد واجه الفريق برهان هذه الصعوبة في بداية الإنقلاب ، وبالـتأكيد سوف يواجه هذا الكابوس من جديد ، ووما صعب خياراته أكثر فأكثر هو إزدياد الضغط الشعبي والتظاهرات والشعب السوداني يتوقع الاسوأ في الأيام القادمة من ناحية وضع حقوق الإنسان التي تردت بعد عودة جهاز الأمن للعمل وبصلاحيات مطلقة ، ومن ناحية تفاقم الأزمة المعيشية وعودة السودان إلى عشرية البشير السوداء في بداية التسعينات ، لذلك لم يغلق الفريق برهان الباب أمام التفاوض مع الدكتور حمدوك ولم يستمع لدعوات الحواضن المكذوبة التي اعتبرت هذه الإستقالة هي مفتاح العودة للحكم ، فهو يعلم أنهم مجرد فقاعة إعلامية وليس لهم وجود في الشارع وقد فشلوا سابقاً في الحيلولة دون سقوط نظام البشير ، لذلك صرح الفريق برهان أنه لم يستلم إستقالة الدكتور حمدوك بشكل رسمي ، والقارئ للمشهد السياسي يفهم إن العسكر يفضلون التعامل الدكتور حمدوك أكثر من اي شخصية جديدة وذلك لسهولة التعامل معه ووزنه الدولي في الخارج ، وبعد عامين من الشراكة إستطاعوا فهم الكيمياء التي تشكل تفكير الدكتور حمدوك ، وبأن له خاصية جديدة وهي عدم الميول لسماع صوت الشارع ويمكنه القبول باقل عدد من الصلاحيات ..
الأن النقطة المهمة هي الحديث عن الإنتخابات المبكرة حيث رّوجت وسائل إعلام المجلس العسكري بأنه حل سحري للأزمة السودانية ، ويعتقد أنصار المخلوع البشير أن الإنتخابات تشكل فرصتهم للعودة للحكم ، وزاد هذا الأمل بعد حديث المندوب الأمم السيد فولكرز أن فرصة عودة الإسلاميين للحكم عن طريق الإنتخابات هي أفضل لهم من اللجوء للإنقلابات ، وربما يكون هذا الحديث صحيحاً من ناحية نظرية ، ولكن معظم الدكتاتوريات في العالم تلجأ للإنتخابات لنيل شرعيتها ، وحتى هتلر نفسه وصل لمنصب الإستشارية في المانيا عن طريق الإنتخاب ، وكان المخلوع البشير رئيساً منتخباً ويحظى بشرعية دولية ، لكن رغم ذلك إنهار نظامه لأنه تجاهل صوت الشارع الملتهب ، فهناك جيل من السودانيين يضم الشباب والمرأة يملك رؤية مختلفة لحكم السودان ، وهذا الجيل هو جيل الصمود ، وهو جيل مثابر في معاركه مع النظام ولا يمل الوقفات ولا تردعه التضحيات ، ومهما كانت خلفية رئيس الوزراء القادم سواء وصل للمنصب عن تاريخ الإنتخاب أوعن طريق التعيين فإن ذلك لن يغيير موازين القوة ، ولن يضيف شيئاً في كفة الحل السياسي في السودان بل سيعمل ذلك على تأزيم الأزمة والإبتعاد كثيراً عن الحلول ، أزمة السودان الحالية بدأت في الشارع وحلها سوف يكون في الرجوع للشارع .
ولذلك على الرغم من المهرجان الذي اقامه رموز النظام إحتفالاً بخروج حمدوك من المشهد السياسي ، لكن الوقت لازال مبكراً للحديث عن خليفة الدكتور حمدوك في المنصب ، وقد واجه الفريق برهان هذه الصعوبة في بداية الإنقلاب ، وبالـتأكيد سوف يواجه هذا الكابوس من جديد ، ووما صعب خياراته أكثر فأكثر هو إزدياد الضغط الشعبي والتظاهرات والشعب السوداني يتوقع الاسوأ في الأيام القادمة من ناحية وضع حقوق الإنسان التي تردت بعد عودة جهاز الأمن للعمل وبصلاحيات مطلقة ، ومن ناحية تفاقم الأزمة المعيشية وعودة السودان إلى عشرية البشير السوداء في بداية التسعينات ، لذلك لم يغلق الفريق برهان الباب أمام التفاوض مع الدكتور حمدوك ولم يستمع لدعوات الحواضن المكذوبة التي اعتبرت هذه الإستقالة هي مفتاح العودة للحكم ، فهو يعلم أنهم مجرد فقاعة إعلامية وليس لهم وجود في الشارع وقد فشلوا سابقاً في الحيلولة دون سقوط نظام البشير ، لذلك صرح الفريق برهان أنه لم يستلم إستقالة الدكتور حمدوك بشكل رسمي ، والقارئ للمشهد السياسي يفهم إن العسكر يفضلون التعامل الدكتور حمدوك أكثر من اي شخصية جديدة وذلك لسهولة التعامل معه ووزنه الدولي في الخارج ، وبعد عامين من الشراكة إستطاعوا فهم الكيمياء التي تشكل تفكير الدكتور حمدوك ، وبأن له خاصية جديدة وهي عدم الميول لسماع صوت الشارع ويمكنه القبول باقل عدد من الصلاحيات ..
الأن النقطة المهمة هي الحديث عن الإنتخابات المبكرة حيث رّوجت وسائل إعلام المجلس العسكري بأنه حل سحري للأزمة السودانية ، ويعتقد أنصار المخلوع البشير أن الإنتخابات تشكل فرصتهم للعودة للحكم ، وزاد هذا الأمل بعد حديث المندوب الأمم السيد فولكرز أن فرصة عودة الإسلاميين للحكم عن طريق الإنتخابات هي أفضل لهم من اللجوء للإنقلابات ، وربما يكون هذا الحديث صحيحاً من ناحية نظرية ، ولكن معظم الدكتاتوريات في العالم تلجأ للإنتخابات لنيل شرعيتها ، وحتى هتلر نفسه وصل لمنصب الإستشارية في المانيا عن طريق الإنتخاب ، وكان المخلوع البشير رئيساً منتخباً ويحظى بشرعية دولية ، لكن رغم ذلك إنهار نظامه لأنه تجاهل صوت الشارع الملتهب ، فهناك جيل من السودانيين يضم الشباب والمرأة يملك رؤية مختلفة لحكم السودان ، وهذا الجيل هو جيل الصمود ، وهو جيل مثابر في معاركه مع النظام ولا يمل الوقفات ولا تردعه التضحيات ، ومهما كانت خلفية رئيس الوزراء القادم سواء وصل للمنصب عن تاريخ الإنتخاب أوعن طريق التعيين فإن ذلك لن يغيير موازين القوة ، ولن يضيف شيئاً في كفة الحل السياسي في السودان بل سيعمل ذلك على تأزيم الأزمة والإبتعاد كثيراً عن الحلول ، أزمة السودان الحالية بدأت في الشارع وحلها سوف يكون في الرجوع للشارع .