مستـقبل العلاقـات السـودانية الجيبوتيـة في ظل مهـددات الأمـن الإقليمـي .. إعــداد :د. ريـم محمـد موسـى
بسم الله الرحمن الرحيم
الجمعية السـودانية للعـلوم السـياسية
مؤتـمر مستقـبل العلاقـات السـودانية الأفـريقية
ورقة بعنوان :
مستـقبل العلاقـات السـودانية الجيبوتيـة في ظل مهـددات الأمـن الإقليمـي
إعــداد :
د. ريـم محمـد موسـى
قسم العلوم السياسية
جامعـة بحــري
Email:reemb122@gmail.com
مقدمــة :
تعتبر منطقة القرن الأفريقي على المستوى الإقليمي والدولي هي المنطقة الأكثر انتعاشاً وشراكة وتأثيراً في العلاقات الدولية ، لذلك يحرص السودان على توثيق علاقاته مع دول الجوار خاصة دول القـرن الأفريقي نسبة للمــوقع المتميز الـذي تتمتـــع به المنطقة ، وبالتالي فأن توثيق العلاقات مع دولة جيبوتي من الأهمية نسبة للموقع الجيوسياسي لجيبوتي الذي يجعلها تتحكم في مداخل البحر الأحمر إذ تعتبر هي حارسة القوات الجنوبية للبحر الأحمر وباب المندب بحسبان أن أي تحرك سوداني في المجال البحري يجب أن يمر عبر هذه البوابة ، و بوابة السودان الشرقية تبدأ من جيبوتي وبالتالي لابد من وضع إستراتيجية للعمل والأمن الإقليمي المشترك مما يكون شراكة حقيقية ومستقبلية تكون نواة لتكامل إقليمي في منطقـة القرن الأفريقي .
تحاول الورقة عكس طبيعة العلاقات السودانية الجيبوتية وكيفية تطورها خاصة بعد إنفصال جنوب السودان وإقامة الجمهورية الثانية في ظل وجود مهدد للأمن الإقليمي يتمثل في الوجود الأميركي والصهيوني في منطقة القرن الأفريقي ودولة جنوب السودان، بافتراض أن العلاقات الثنائية تقوم بجانب تحقيق المصالح المشتركة على الإستراتيجيات الدولية وضروة تحقيق الأمن القومي والإقليمي في المقام الأول .
وتناقش الورقة المحاور الآتية مستخدماً الباحث المنهج التحليلي الوصفي :
أولاً – الوضع الجغرافي لكل من السودان وجيبوتي .
ثانياً – طبيعة العلاقات السودانية الجيبوتية .
ثالثاً – مهددات الأمن الإقليمي في منطقة القرن الأفريقي والسودان .
رابعاً – رؤية مستقبلية لطبيعة العلاقات السودانية الجيبوتية في ظل الجمهورية الثانية .
أولاً – الموقـع الجغـرافي لكل من السـودان وجيبـوتي :
هنالك تغيرات فيما يختص بالوضع الجغرافي للسودان بعض إنفصال الجنوب تتعلق بحجم المساحة وعدد السكان والحدود الجغرافية مع دول الجوار ، ويعتبر السودان رقعة أرضية واسعة تبلغ مساحته حوالي(188200) كليومتر مربع وذلك بعد إنفصال جنوب السودان ليصبح دولة جديدة ، وتقع جمهورية السودان جغرافياً في الركن الشمالي من قارة أفريقيا ويعتبر جزءاً من القرن الأفريقي .
ومن الناحية الطبوغرافية تتعد أشكال الأرض فيه ، فالسـودان يقع في المنخفض المكون من النيل وروافده ، وتحيط به المرتفعات من الشرق والغرب وينحـدر نحو الشمال .(1) والسودان من الناحية البشرية يتمتع بقوة بشرية كبيرة حيث يبلغ عدد سكانه حوالي (33419625) نسمة وتتنوع فيه الأعراق والقبائل ، وكل قبيلة لها عدد من المظاهر والمقومات التي تميزها عن غيرها من القبائل الأخرى من ناحيـة العـادات والتقـاليد والحرف والمهن .
وقد كان لموقع السودان الجغرافي أثر في جعله قبلة العـديد من القبائل الوافدة ، فهنالك قبائل وفدت إلى السودان منذ ازمان بعيدة وانصهرت في المجتمع السوداني وصار أفرادها سودانيون بالميلاد ، وهنالك قبائل وفدت من دول الجوار سواء للعمل أو بسبب الجفاف أو التصحر أو بحثاً عن المراعي والماء الأوفر أو لأسباب سياسية ، وقد كان السودان معبراً للعديد من دول غرب أفريقيا في طريقهم للحج عبر البحر الأحمر ثم استقروا بالسودان ، وقد أتت هذه الشعوب المهاجرة من كل الاتجاهات حتى من الدول التي لا تشترك حدودها مع السودان .(2)
والسودان حسب موقعه الجغرافي يمثل إقليم طويل الحدود ومتعدد ومتنوع للجوار ، تشاركه سبع دول في الحدود سواء كانت برية أو بحرية حيث يشترك مع مصر في حدوده الشماليه ، وليبيا في الشمال الغربي ، وفي الشرق يجاور كل من إرتريا وأثيوبيا ، وغرباً يشترك مع تشاد وأفريقيا الوسطى ، وفي الجنوب يشارك دولة جنوب السودان باطول حدود حوالي 2010 كلم2 ، وبالتالي يكون السودان فقد حدوده مع كل من كينيا ويوغنده والكنغو عقب إنفصال الجنوب .
اما دولة جيبوتي فأنها تقع في شرق أفريقيا في منطقة القرن الأفريقي ، يحدها شمالاً صحراء دنكاليا وإرتريا وغرباً أثيوبيا وجنوباً جمهـورية الصومال وشرقاً خليج عدن ، تصل مساحتها 23,200كم ويبلغ عدد سكانها إلى 700000 نسمة تقريباً 80% منهم سكان حضر ، معظم سكان الجمهورية ينتمون إلى أحد العنصرين العفر والعيسى اللذين نسب إليهما الإقليم في فترة من الفترات و هذان العنصران من أصول واحدة ، فهم ينتمون إلى العنصر الحامي ولغتهم ذات أصول كوشية كما هو الحال بالنسبة للأرومو في أثيوبيا ، وتجدر الإشارة إلى أن قبائل عيسى لها امتداد في الصومال وأثيوبيا ، بينما للعفر امتداد في أثيوبيا وإرتريا .(3)
وينقسم العيسى إلى الاسياك والدرادو والعيس والفارابورس ، ويجمع العفر والعيسويون مميزات مشتركة ، إلا أن هنالك سيطرة قبلية عيسوية في النظام الجيبوتي عملت على تهميش وإضعاف القوى الأخرى ، ومدينة جيبوتي العاصمة هي المسيطرة على معظم الأنشطة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية . ويسكنها حوالي 65% من جملة سكان الجمهورية ، وهنالك العديد من اللغات في جيبوتي مثل العربية والفرنسية والعفرية والصومالية ، إلا أن العربية والفرنسية تعتبران لغتان رسميتان .(4)
كانت جيبوتي مستعمرة فرنسية ، حيث تمركزت فرنسا في القرن الأفريقي في أواخر القرن التاسع عشر فكانت تبحث عن مرسى على الطريق البحري الموصل إلى ممتلكاتها الأكثر بعداً في المحيط الهادي والهندي ، فتمركزت أولاً في ابوخ عندما وقعت معاهدة عام 1862 مع رؤساء المنطقة ، واستولت فيما بعد على تاجورا عندما وقعت معاهدة 1884 مع سلطان جوبعاد ووقع بعدها رؤساء منطقة جيبوتي على معاهدة الصداقة الأبدية مع فرنسا .
وفي عام 1946 في اعقاب الحرب العالمية الثانية حصلت جيبوتي على نظام اقليم ما وراء البحار ، وبعد عشر سنوات في عام 1956 استفادت من القانون الأساسي الذي تأسس بمقتضى المجلس الحكومــي ليتولى تحت رئاسـة رئيس الإقليم إدارة الـشـئــون المحلية ، وقد ضاعفت الحركات الإستقلالية الأولى التي تألفت عام 1958 نشاطها وفي مارس 1967 نتيجة استفتاء تحولت تسمية الساحل الصومالي الفرنسي إلى الإقليم الفرنسي للعفر والعيسى ، وقد اجبرت حركات التحرر الوطني الرئيس فرنسا دعوة جيبوتي للإستقلال وعبرت الأغلبية من خلال إستفتاء عام عن رغبتها في الإستقلال ، فاعلنت في يونيو 1977 إستقلال جيبوتي عن بلجيكا .
يقوم النظام السياسي في جيبوتي على استئثار عنصر قومي واحد بالسلطة والثروة والقرار في الدولة وتحديداً هو العنصر العيسوي وذلك بعد أن تقدم الرئيس حسن جوليد بمشروع قرار يمنع تعددية الأحزاب ويسن نظام الحزب الواحد الذي وافق عليه البرلمان في العام 1981 أكتوبر الذي طبق الديكتاتورية والتسلط العشائري وأخذ حسن جوليد يجمع بين صلاحيات رئيس الدولة وصلاحيات رئيس الوزراء ، وأصبح التنظيم السياسي الوحيد هو حزب التجمع الشعبي من أجل التقدم ، مما أدى إلى معاناة كل القوميات الموجودة وعلى رأسها العفر الشئ الذي شجع على الإنتفاضـة وحمل السلاح .(5) وفي العام 1992 تم وضع دستور يتم بموجبه انتخاب الرئيس من الشعب ، وفي العام 2002 فتحت الأبواب لإنتشار التعددية الحزبية وأصبح عدد الأحزاب يتجاوز العشرة ، خمسة منها في السلطة المركزية والمحلية .
ويعتمد الاقتصاد الجيبوتي على قطاع الخدمات الذي يعتمد بشكل أساسى على المواني البحرية والجوية والطرق والاتصالات السكلية التي تعتبر فيها جيبوتي متقدمة في المنطقة منذ فترة طويلة . حيث تشترك بالكابل البحري الدولي وتعتبر جيبوتي محطة مهمة في الطريق إلى جنوب شرق آسيا ، وتمثل الخدمات من 72% - 80% من الدخل السنوي . و لأن معظم الموارد الطبيعية لم تستغل حتى الآن سواء كانت في باطن الأرض أو على سطحه فإن 20% من السكان يعتمد على الرعي والزراعة البستانية وعلى الثروة السمكية . وهناك حالياً مشروع بدأ تنفيذه ، تتحول بموجبه جيبوتي إلى مركز إقليمي لتصدير الثروة الحيوانية ، ومن جهة أخرى تمتلك جيبوتي ثروة سمكية كبيرة لم تستغل حتى الآن إلا بنسبة أقل من 20%.(6)
ثانياً – طبيعـة العـلاقات السـودانية الجيـبوتية :
العلاقة السودانية الجيبوتية قديمة ضاربة جذورها في التاريخ القديم منذ أن ظهرت الحضارة الإنسانية في سواحل البحر الأحمر ، ولاشك أن البلدين تأثرا بموجات الهجرات البشرية على شواطئ هذا البحر من الشمال أو من الجنوب وأيضاً من عمق القارة الإفريقية . وفي نفس التسلسل حكمت الشواطئ السودانية والجيبوتية من قبل العثمانيين والمصريين ، ثم حاربوا في نفس الفترة من أجل هدف واحد هو إعلا كلمة التوحيد ونشر الإسلام في شرق أفريقيا ، هذا بالإضافة إلى أن السودان وجيبوتي لديهما سمات تجمعهما أكـثر من أن تفـرق بينهما ، بالإضافة إلى انتمائهما المـشترك للعالم العـربي والإسلامي ، ويعتبران من الدول المؤسسة لمنظمة الإيقاد.
وتميزت العلاقات السودانية الجيبوتية في فترة الإستعمار بأنها شعبية تتجلى في مجموعة الأفراد أو الأسر التي كانت تسكن في جيبوتي ، وقد عمل السودان على الوقوف مع جيبوتي في فترة الكفاح من أجل نيل الإستقلال ودعم المواقف الجيبوتية في كل المحافل الدولية ، وكان السودان من أوائل الدول التي بادرت بالتمثيل الدبلوماسي في جيبوتي بعد الإستقلال مما سهل عملية التنسيق في المصالح المشتركة بين البلدين .
وقد كان الإهتمام من الجانب الجيبوتي بكل ما يتعلق بالسودان ، أول هذه القضايا الاهتمام بعملية السلام ووحدة السودان ، حيث لعبت جيبوتي في إطار الإيقاد دوراً بارزاً في عملية التوافق بين الحركات المتمردة والحكومة المركزيـة في الخرطوم ، كما لعبت دوراً هاماً في حل مشكلة دارفور بتقريب وجهات النظر من خلال اللقاءات الثنائية .
وفي بداية الثمانينيات من القرن الماضي تمت زيارات على مستوى المسئولين بين البلدين ساعدت هذه الزيارات على بناء علاقة تعاون وتبادل للخبرات ، بجانب الزيارات الفنية والتنسيقية.
وفي أطار هذه الزيارات المتبادلة بين القيادات في البلدين وإنطلاقاً من روح المودة والصداقة التقليدية التى تربط بين الدولتين في كافة المجالات وتأكيداً للرغبة المشتركة في تدعيم وتقوية الصداقة العميقة الجذور بين الشعبين الشقيقين عقدت أول لجنة وزارية مشتركة في الخرطوم في أغسطس 1982م ثم عقدت هذه اللجنة في نفس الفترة من السنة التالية في جيبوتي وهي التي وضعت اللبنات الاساسية للعلاقات الثنائية بين البلدين في مجـالات الزراعة ، الإعلام ، التربية والتعليم ، الشباب والرياضة والثقافة والفنون والشؤون الدينية والتجارة والرعاية الاجتماعية . (7)
وفي بداية تسعينات القرن الماضي أرتفع مستوى هذه الزيارات على مستـوي الرؤساء ، حيث زار في أغسطس 1991م الرئيس السابق حسن جوليد ابتدون السودان بدعوة من الرئيس عمر حسن أحمد البشير الذي زار بدوره جيبوتي في أبريل 1992م . وهكذا تكونت علاقة صداقة بين كبار رجال الدولة في البلدين .
وقد ظلت العلاقات السودانية الجيبوتية تشهد تطوراً في مختلف المجالات خاصة الاقتصادية ، حيث بحث وزيرا التعاون الدولي في كل من البلدين في الفترة الراهنة جملة من القضايا المتصلة بتطوير العلاقات بين البلدين على المستوى الاقتصادي الشئ الذي يساعد على تحريك الاندماج التجاري والاقتصادي في منطقة القرن الأفريقي نظراً للظروف الاقتصادية التي تعيشها دول المنطقة .
ويرتبط البلدان باتفاقية تعاون عسكري تم التوقيع عليها بعد زيارة رئيس هيئة الأركان العامة الجيبوتي للسودان في ديسمبر 2001 ، وهنالك تعاون وتنسيق أمني منذ العام 1991 ، وقد تبادلت قيادات الأجهزة الأمنية في البلدين الزيارات في المناسبات المختلفة ، كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين قيادات الشرطة في البلدين في العام 2002 شملت تبادل المجرمين وتبادل المعلومات في إطار الشرطة العربية والأنتربول .(8)
وقد عقدت اللجنة الوزارية السودانية الجيبوتية المشتركة عدة اجتماعات وتم توقيع مذكرات تفاهم في عدة مجالات منها المناطق والأسواق الحرة والسياحة ومجالات الرعاية الاجتماعية والإستثمار ، وتم تنفيذ برامج تنفيذية شملت مجالات الاعلام والتعاون الفني والثقافي والرياضي ومجالات الصحة والتعليم بشقيه العام و العالي، لذلك أصبح السودان قبلة للطلبة الجيبوتيين في مراحل التعليم المختلفة . (9)
ثالثاً – مهددات الأمـن الإقليمي بالنسـبة لكل من جيبوتي والسـودان بعـد الإنفصـــال :
أمن الدولة هو مجموعة من التدابير والاحتياجات النظرية والعلمية الخاصة بحماية الدولة ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتنمية والرفاهية الاجتماعية ، وبالتالي فأن الأمن الإقليمي مكملاً للأمن القومي لأنه يشمل السياسات الأمنية للمحيط الإقليمي من خلال معادلات التقارب والتناقض بين الدولة ومحيطها ، لذلك يهتم الأمن الإقليمي بموازنات القوة العسكرية والبشرية والاقتصادية وتحديد أوجه القوة والضعف لكل دول جوار الإقليم على أساس أن هنالك مصلحة دائمة لأن المصلحة القومية للدولة هي الحفاظ على الأمن ، ولان الدول في إطار سعيها لتحقيق أمنها قد لا تتفق مع مصالح دول الإقليم بالتالي تكون هنالك حالة من الصراعات الإقليمية أو التهديدات الأمنية ، وبالتالي يكون الأمن الإقليمي ضرورة للتعبير عن سياسات مجموعة من الدول تنتمي إلى إقليم جغرافي واحد تسعى إلى تنظيم تعاون أمني وعسكري للدفاع عن أمنها واستقرارها والتصدي لأي قوى خارجية أو أجنبية .(10)
و منطقة القرن الأفريقي تمثل بعداً استراتيجياً هاماً من واقع السيطرة على الممرات المائية الحيوية إضافة إلى إنها مدخل هام لأفريقيا من جهة الشرق ، ويزيد من أهمية المنطقة ارتباطها بالبحر الأحمر وقناة السويس بما يتحكمــان به فيما يتعلق بالتجـــارة الخارجية ، إضافة إلى أن البحر الأحمر يقع عند منطقة التقاء ثلاث قارات وتطل عليه عشرة دول تتنافس الدول العظمي في السيطرة عليها حتى تتمكن من تأمين مصالحها السياسية والاقتصادية والعسكرية .(11)
ويعتبر الوجود الأميركي في جيبوتي أحد مهددات الأمن الإقليمي في منطقة القرن الأفريقي، و بالرغم من الوجود الفرنسي المكثف بها إلا إنها تعتبر دولة مواجهة في الحرب على الإرهاب ، وتعتبر هي القاعدة الأميركية العسكرية الوحيدة جنوب الصحراء " قاعدة لمونية " ، وهي محطة رئيسية للقوات الأميركية براً وبحراً وجواً بالإضافة إلى موجة العمالة منقطعة النظير .
ولعل من أهم الأسباب لإختيار جيبوتي لقيام القواعد الأميركية :- (12)
1. موقع جيبوتي بالقرب من مضيق باب المندب واليمن .
2. صلاحية المؤاني والمطارات الموجودة فيها للإستخدام في نقل العتاد الحربي إلى منطقة الخليج ومناطق أخرى من العالم.
3. تمتع جيبوتي بحالة من الإستقرار السياسي ؛ وهو ما يؤدي إلى عدم حدوث مشاكل للقوات الأمريكية حال تواجدها.
4. موافقة جيبوتي من حيث المبدأ على القبول بالوجود الأجنبي على أراضيها.
وكان هدف الوجود الاميركي في جيبوتي تجميد القوات البحرية في المحيط الهندي حتى يمكن ممارسة التدخل في شئون أفريقيا وتزويد الأطراف المتصارعة المحلية بالاثأرة والاسلحة لتأليبها ثم التوسط بينها في مقابل الحصول على القواعد البحرية المستهدفة .
و إقامة هذه القاعدة فى جيبوتى التى توجد فيها أكبر قاعدة فرنسية في الخارج يعتبر مؤشراً جديداً على مدى الاتفاق الأمريكى الأوروبى فى لعبة تقسيم الأوراق فى مواجهة العالم الإسلامى، ودليلاً على التراجع الشديد فى الدور الأوروبى حتى فى مناطق نفوذه التقليدية وخاصة بعد تراجع السياسة الخارجية الفرنسية والألمانية عن مناوأة التوجهات الأمريكية للسيطرة على القرار فى الشئون العالمية والانفراد به (13)
وعموماً كل القواعد الأميركية الموجودة خارج أميركا تشكل حلقات متسعة مهمتها الرئيسية حماية الأراضي الأميركية من الغارات الجوية والتصدي لكل خطر محتمل خاصة الهجمات المفاجئة ابان فترة الصراع الايديولوجي مع الشرق سابقاً والآن في إطار حربها على الارهـاب وتأمين مصالحها في المحـيط الهندي والخليـج العربي ، وبالتالي فأن التواجد الأميركي في جيبوتي عبر القواعد العسكرية يأتي ضمن هذه الإستراتيجية . (14)
ومن أهم أهداف التواجد الأميركي في جيبوتي :
1. إجراء دوريات بحرية من البحر الأحمر إلى الخليج الفارسي وتفتيش السفن المتجهة من وإلى القرن الأفريقي .
2. إقامة معسكرات تدريببة للقوات الأميركية والقوات الصديقة .
3. إستخدام ميناء جيبوتي كنقطة تمويل لها بالنفط والمواد الغذائية .
4. إقامة قاعدة استخبارتية دولية لمتابعة جميع المعلومات المتعلقة بالحركات التي تعتقد أميركا إنها تقوم بأعمال إرهابية في المنطقة .
والوجود الأميركي في جيبوتي هو جزء من أهـــداف القـــيادة الأميركيـة لأفريقـــيا " أفريكوم" المتمثلة في محاربة النفوذ الصيني المتنامي في القارة الأفريقية وتأمين الوصــول إلى حقـــول النفط الأفريقــي وبالتالي التحـــكم في القــارة الأفريقية عن طريـــق القــرن الأفريقي (15) .
أما بالنسبة للسودان فيعتبر الوجود الصهيوني والاميركي على حد سواء في دولة جنوب السودان الوليدة بعد الإنفصال هو أخطر مهددات الأمن الإقليمي في المنطقة ، فالرؤية الإستراتيجية الإسرائيلية في السودان كانت تقوم على مبدأ شد الأطراف أو ما يطلق عليه نظرية التخوم أو التحالف المحيط باعتبار إنها محاصرة بدول عربية معادية ، لذلك يتوجب عليها أن تبحث عن حلفاء في الدائرة الخارجية خلف الدائرة العربية المحيطة ، وفي أوساط الأقليات العرقية والدينية في الدول العربية والإسلامية التي تشكل احتياطياً للصداقة إضافة إلى السيطرة على البحر الأحمر نسبة لأن السودان يتمتع بموقع إستراتيجي على البحر الأحمر ، فهو يشرف على الطريق المؤدي من باب المندب إلى إيلات وبالتالي يشكل موقعاً مهماً في إستراتيجية النقب والسيطرة على البحر الأحمر التي اعتمدتها إسرائيل منذ فترة طويلة .
ومنذ إنفصال جنوب السودان تحركت إسرائيل بديناميكية عالية وسريعة في العمل على أن تضع يدها مع حليف تتعاون معه في وسط إفريقيا يربط لها الجنوب الإفريقي مع الشمال، وتضع من خلاله مخططاتها في مياه النيل في شقها الجنوبي، وبالتالي من خلال علاقاتها مع جنوب السودان وإثيوبيا تكون قد أوجدت موقعها وقرارها في منابع ومياه النيل، فعملت إسرائيل عبر المساعدات والدعم لإستقطاب الدولة الجديدة والتي بالضرورة وهي في مراحل تأسيسها تفتقد الكثير من البنيات وتحتاج المزيد من العون.
أن الموقع الجيوسياسي لمنطقة جنوب السودان ذا أهمية بالغة لإسرائيل نسبة لوقوعها في أعالي منابع نهر النيل وبالتالي فإن إقامة علاقات قوية معها من شأنه أن يحقق مكاسب عديدة لإسرائيل سياسياً واقتصادياً وأمنياً، لذا عملت تل أبيب إلى الإعتراف بالدولة الجديدة سريعاً وأقامت معها علاقات دبلوماسية، كما نُظمت زيارة رسمية معلنة لوفد إسرائيلي، برئاسة " داني دانون " نائب رئيس الكنيست إلى جوبا عاصمة دولة الجنوب في أغسطس2011، فتحت المجال أمام تنوع الاتصالات والزيارات بين الطرفين على مستويات رسمية وشعبية، كما عيّنت وزارة الخارجية الإسرائيلية مسئولاً في الوزارة لمتابعة ملف الدولة الوليدة.
وفي المجال العسكري و الأمني، تُعنى إسرائيل بتنظيم وتعزيز القوات العسكرية والإستخبارية في جنوب السودان لتوسيع سوق الأسلحة من جانب وللحصول على معلومات دقيقة حول ما يجري في المنطقة من جانب آخر، وهذا مهم بالنسبة لها بسبب المسافات الواسعة التي تفصلها عن السودان وفي هذا الصدد تعمل إسرائيل على إنشاء قاعدة جوية في منطقة "فلج" بجنوب السودان بهدف تدريب الطيارين الحربيين الجنوبيين مؤكدة بذلك على أهمية دولة جنوب السودان بالنسبة لإسرائيل والتي أصبحت بالفعل جزءاً رئيسياً من الإستراتيجية الإسرائيلية نحو أفريقيا جنوب الصحراء. (16)
وتعمل إسرائيل على تقديم كافة الخدمات للدولة الوليدة من بناء ثكنات لقوات الحدود ومستشفيات عسكرية، وإنشاء مركز بحوث للألغام في جوبا ، كما تسلّمت استخبارات الجيش الشعبي ووحدة الأمن الرئاسي في دولة جنوب السودان مؤخراً أسلحة إسناد حربية وكمية من أسلحة المدفعية وعدداً من الراجمات وأجهزة للرصد والإستشعار الحراري مقدمة من إسرائيل .
وتحرص إسرائيل على تعزيز التعاون مع دولة جنوب السودان لمواجهة التهديدات المحتملة الموجهة لها من داخل القارة، وهناك تقديرات أنه بفضل المساعدة التي تلقتها من دولة جنوب السودان تمكنت إسرائيل من شن نحو أربع غارات على الأقل خلال السنوات الأربع الماضية على قوافل سودانية زعمت إسرائيل أنها كانت تحمل أسلحة ومقاتلين إلى قطاع غزة ، كما إنها تحرص على التواجد في دولة جنوب السودان لتأمين السيطرة على مياه النيل وهو مخطط إسرائيلي قديم ،إذ تعتبر دولة الجنوب الوليدة من دول المنابع التي تسعى إسرائيل لإقامة علاقات صداقة معها .
وبالتالي فأن التواجد الصهيوني في منطقة القرن الأفريقي وفي دولة جنوب السودان يشكل تهديداً مباشراً للأمن الإقليمي في المنطقة وذلك من خلال النواحي الآتية :- (17)
الناحية السياسية : إذ أن علاقات إسرائيل وحرصها الشديد على التواجد في دول منابع النيل يشكل تهديداً مباشراً للسودان وبالتالي لمصر ، خاصة وأن هذه الدول مسيطرة على منابع النيل وفروعه الرئيسية بحكم العلاقات القومية لإسرائيل مع النخب الأفريقية التي عملت على تدريبهم مما يؤثر سلباً على السودان ويكون مهدداً للأمن الإقليمي في القرن الأفريقي .
الناحية الاقتصادية : حيث تسـعى إسرائيل بأن تكون قوة اقتصـادية إقليمية ، لذلك عملت على التعاون مع الدول الأفريقية في محاولة لإيجاد أسواق لمنتجاتها والإستفادة من الإمكانيات الهائلة لهذه الدول ، فعملت على إقامة سدود مشتركة ومشاريع زراعية إضافة إلى التعاون التجاري .
النواحي العسكرية والأمنية : حيث أخذ الوجود العسكري الإسرائيلي صور متعددة تتمثل في وجود الخبراء والمستشارين ووجود علاقات عسكرية مع دولة جنوب السودان وحركة جيش تحرير السودان جناح عبد الواحد بحث تستطيع إسرائيل من خلال وجودها في البحر الأحمر من مراقبة الشواطي العربية ، ومن خلال وجود القواعد الجوية من تنفيذ العمليات العســـكرية على الدول العـربية ودول القــرن الأفريقي ، ومن خلال تواجدها في دولة جنوب السودان عبر منظمات العون الإنساني والمستشارين والخبراء إستطاعت التأثير على الأمن القومي السوداني وبالتالي إضعاف قدرات السودان مما يؤثر في علاقاته مع دول الجوار .
رابعاً – رؤية مستقـبلية للعـلاقات السـودانية الجيبوتيـة في ظل الجمهـورية الثانية :
يعتبر تؤطيد علاقات السودان السياسية والاقتصادية والثقافية بدولة جيبوتي من الأهمية خاصة من النواحي الأمنية لأهمية الموقع الجيوسياسي لها ، فوجود القواعد الأميركية التي تساهم في كل العمليات الموجهة نحو السودان يجعل من جيبوتي موقع جيبوليتيكي مهم للسودان يمكن منه تأمين حركة الملاحة من وإلى السودان عبر باب المندب .
و العلاقات السودانية الجيبوتية متميزة وفي تطور دائم ، وفي إطار العلاقات بين البلدين تبرع السودان بمستشفى عسكري على مستوى السيد الرئيس وتشرف عليه القوات المسلحة ، وهذا المستشفى يعتبر من أكبر المستشفيات في القرن الأفريقي من حيث المساحة والتخصص تشرف عليه القوات المسلحة ، أيضا هناك مشروع لإقامة مدرسة سودانية حيث تبرعت الحكومة الجيبوتية بإعطاء مدرسة برعاية شخصية من فخامة الرئيس إسماعيل عمر قيلي تهتم بتكامل التعليم في مرحلتي الأساس والثانوي مع السودان .
وفي مجال التكامل التجاري هنالك طريق يربط القضارف بأثيوبيا يصل إلى جيبوتي ، وخط حديدي يربط جيبوتي باديس ابابا يمكن أن يصل مدينة القضارف السودانية ليسهل من سرعة تبادل السلع والخدمات بين البلدين .
وقد قام الرئيس البشير بزيارة إلى جيبوتي للمشاركة في احتفالات تنصيب السيد إسماعيل عمر قيلي بمناسبة فوزه بولاية رئاسية ثالثة في الإنتخابات التي جرت في جيبوتي في الثامن من أبريل 2011 ، وأكدت الزيارة علي علاقات التعاون الأخوية المتنامية بين البلدين وهذه الزيارة تعد أيضا رداً علي الزيارة التي قام بها الرئيس الجيبوتي علي رأس وفد رفيع المستوي للمشـاركة في تنصيب السـيد رئيس الجمهورية .(18)
وهنالك نقاط مشتركة بين البلدين يمكن أن تسهم في تطوير ودفع العلاقات تتمثل في أن الأوضاع في القرن الأفريقي تقتضي التحالف والتكاتف لمواجهة الأزمات التي تواجه البلدين ، إضافة إلى وجود إرادة قوية للطرفين بضرورة تطوير علاقاتهما .
وتتمثل أهم التحديات التي يمكن أن تعوق تطوير العلاقات بين البلدين في الآتي :
(1) صعوبة الإتصال بين البلدين عبر الوسائل الحديثة بالشكل المطلوب ، حيث تعمل الوزارتان المختصتان في تذليل هذه العقبة .
(2) عدم وجود رحلات جوية مباشرة لنقل مواطني البلدين .
(3) عدم وجود علاقات مباشرة بين بعض المؤسسات المهمة في مجال التبادل التجاري مثل الغرف التجارية والصناعية .
ويمكن التغلب على هذه المشكلات ببساطة لأن هنالك إرادة سياسية لتطوير العلاقات بين البلدين ، وهنالك أيضاً مصالح مشتركة يحرص عليها الطرفان .
وفي إطار الرؤية المستقبلية للعلاقات بين السودان وجيبوتي لابد من العمل المشترك في كافة المجالات ، وفيما يتعلق بالمجال السياسي لابد من تنسيق المواقف السياسية بين الخرطوم وجيبوتي في كل المحافل الدولية إضافة إلى تنظيم عمل اللجان المشتركة بصورة دورية لمتابعة وتنفيذ البرامج المشتركة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
وفي المجال الاقتصادي لابد من ضرورة تنسيق تعاون اقتصادي شامل يتضمن حرية إنتقال السلع والخدمات بين البلدين بدون حواجز إضافة إلى تنسيق المواقف الاقتصادية في التنظيمات والتجمعات الاقتصادية التي تضم البلدين ، على أن يكون التعاون الاقتصادي نواة لبداية تكامل إقليمي اقتصادي بين دول القرن الأفريقي
وفيما يتعلق بالجانب الأمني ، لابد من وضع إستراتيجية مشتركة لمجابهة الأطماع الاجنبية التي تهدد مسار العلاقات بين البلدين ، وأهمية تكثيف التواجد العسكري والأمني عبر تفعيل بروتكول تعاون في هذا المجال يعمل على تأمين مؤاني البحر الأحمر من خطر الوجود الأميركي والصهيوني ، ومن أخطار القرصنة الصومالية وتأثيراتها على الخطوط الملاحية القادمة من وإلى السودان .
الخاتــمة :
يتضح أن العلاقات السودانية الجيبوتية علاقات تشكلت وتبلورت من خلال عدد من الأبعاد الإستراتيجية ، وتأتي إستراتيجية تقوية العلاقات ضمن إعادة ترتيب علاقات السودان بدول الجوار بعد إنفصال الجنوب والعمل على إقامة علاقات وثيقة مع دول محيطه الإقليمي .
وقد شهدت العلاقات بين السودان وجيبوتي تطوراً ملحوظاً في الآونة الأخيرة في مختلف المجالات ، وجاء ذلك تطبيقاً لمذكرات التفاهم التي صاغتها اللجنة الوزارية المشتركة وتمت ترجمتها في شكل مشاريع على أرض الواقع ، وتأتي أهمية التعاون بين البلدين من إدراك مشترك للخطر الأمني الذي بات يهدد منطقة القرن الأفريقي باجمعها وبالتالي ضرورة العمل المشترك للخروج من الأزمة .
وهنالك محاولات لتشكيل القرن الأفريقي عامة وتغيير خارطته من أجل تمهيد السيطرة على موارد القارة الأفريقية من خلال الوجود الأميركي المكثف عبر القواعد العسكرية في جيبوتي والذي يحاول الوصول إلى النفط الأفريقي ، ومن خلال الوجود الإسرائيلي الذي يعمل من خلال تواجده في دولة جنوب السودان العمل على تأمين الوصول إلى مياه النيل من خلال إقامة علاقات صداقة قوية مع دول المنابع .
وتخرج الورقة بالتوصيات الآتية :
أولاً : ضرورة تفعيل الاتقافيات التي صاغتها اللجنة الوزارية المشتركة بين السودان وجيبوتي في المجال السياسي والاقتصادي والمجال التجاري لضمان حرية التجارة وخلق فرص الإستثمار بين البلدين و التوسع في تقديم الخدمات في مجال الصحة والتعليم ، لخلق نواة للتكامل الإقليمي في منطقة القرن الأفريقي .
ثانياً : لأبد من تبني وصياغة بروتكول أمني ووضع رؤية استراتيجية بين البلدين تتحول في المدي القريب إلى إستراتيجية إقليمية لمواجهة خطر التواجد الإسرائيلي و القوى العظمي التي تحاول تحقيق أهدافها من خلال هذا التواجد في المنطقة .
ثالثاً : إعادة صياغة مقترح للتفاهم لتطـوير العلاقات مع دولة جـنوب السودان ، والبحث في إمكانية سبل التواصل في مختلف المجالات والعمل على الإستفادة من الجوار كنقطة قوة للتكامل الإقليمي والتجاري واستخدام النفط كرابط تقارب أكثر من أن يكون رابط صراع ، وذلك للتغلب على خطر التواجد الإسرائيلي في جنوب السودان .
ملحق رقم (1)
جدول يوضح تجارة السودان الخارجية حسب مجموعات الدول للعام 2008
ويظهر الميزان التجاري بين السودان ودولة جيبوتي
الـــدولة الــواردات
Imports الصــادرات
Exports إعادة الصــادرات
Re-Exports الميزان التجاري
Trade Balance
الـدول العــربية : 8326250 1438897 50372 -6836981
الأمارت العربية 1533446 457475 11889 -1064083
البحرين 13167 11 21 -13586
جيبــــوتي 28377 1297 242 -26837
مصر 1183317 265791 11508 -906018
العراق 58 146 9 96
الأردن 457337 7517 2387 -447433
الكويت 34565 2600 _ -31965
السعودية 4504108 224530 22541 -4257037
سوريا 99375 35013 1498 -62864
المصــدر : إحصاءات تجارة السودان الخارجية – رئاسة مجلس الوزراء ، الجهاز المركزي للإحصاء – الخرطوم : ديسمبر 2010 – ص 53 .
• من الجدول يتضح أن الميزان التجاري والذي يوضح حجم العلاقات التجارية بين البلدين يقدر بــ -26837 ، حيث أن حجم الواردات يقدر بـ 28377 ، وحجم الصادرات يقدر بـ 1297 ، وذلك حسب إحصاءات العام 2008 .
الهــوامش :
(1) موسوعة ويكيبديا - www. wikepedia.com
(2) ريم محمد موسى – بروتكول تأمين الحدود ودوره في مسار علاقات السودان بكل من تشاد وأفريقيا الوسطى ، ورقة مقدمة إلى مؤتمر علاقات الســــودان بدول الجوار ، جامعة أفريقيا العالمية – أكتوبر 2011 (3) عبد الله موسى تكية – جيبوتي في القرن الأفريقي – بحث تكميلي لنيل درجة الدبلوم العالي في الدراسات الدبلوماسية – مركز البحوث والدراسات الأفريقية ، جامعة أفريقيا العالمية – 2005 .
(4) عوض داؤود محمد – المسألة العفرية في القرن الأفريقي- القاهرة : مركز البحوث والدراسات العربية ، جامعة الدول العربية – 1993 – ص59 .
(5) حسن مكي محمد أحمد – السياسات الثقافية في الصومال الكبير 1887،1986 – الخرطوم: المركز الإسلامي الأفريقي ، شعبة البحوث والنشر – بدون تاريخ – ص 135 .
(6) محمد علي مؤمن – ندوة العلاقات السودانية الجيبوتية – مركز الراصد للدراسات السياسية والإستراتيجية - www.arrasid.net
(7) نفس المصدر السابق .
(8) الأمين عبد الرازق آدم – جيبوتي ، الأهمية الإستراتيجية والعلاقات بدول الجوار – الخرطوم : شركة مطابع السودان للعملة – 2011 – ص 124 .
(9) إذاعة السودان على الإنترنت – www.sudanradio.com .
(10) فاطمة عمر العاقب – المنظور الإستراتيجي لعلاقات السودان بدول الجوار بالتركيز على دول القرن الأفريقي ، ورقة مقدمة لمؤتمر علاقات السودان بدول الجوار ، جامعة افريقيا العالمية – أكتوبر 2011 .
(11) المعز فاروق محمد أحمد – إسرائيل والصراع الاستراتيجي في القرن الأفريقي – الخرطوم : شركة مطابع السودان للعملة 2010 – ص 110 .
(12) مركز الراصد للدراسات السياسية والاستراتيجية – ندوة بعنوان الوجود الاميركي في القرن الأفريقي – 31 مايو 2009 –www.arrasid.net
(13) خالد يوسف – سياسة اميركا في القرن الأفريقي-8 بتاريخ /2/1428 –www.almoslim.net.
(14) محمد عدنان مراد – صراع القوى في المحيط الهندي والخليج العربي – دمشـــق : دار دمشق للطباعة والنشر – 1984 – ص 511 ومابعدها .
(15) عاصم فتح الرحمن أحمد الحاج – توثيق علاقات السودان عبر شراكات إستراتيجيه مع دول محيطه الإقليمي – ورقة مقدمة لمؤتمر علاقات السودان بدول الجوار ، جامعة أفريقيا العالمية – أكتوبر 2011 .
(16) ندوة علاقة إسرائيل بجنوب السودان وانعكاساتها على السودان – مركز الراصد للدراسات السياسية و الاستراتيجية – بتاريخ 18يناير 2012 – موقع الراصد على الانترنت – www.arrasid.net.
(17) معز فاروق محمد أحمد – مصدر سابق – ص 409 .
(18) صحيفة اخبار السودان بتاريخ 25/12/2011 .
reed Musa [reemb122@gmail.com]