مصطفى عثمان اسماعيل والتيجانى السيسى يتحدثان فى ندوة فى مركز الاهرام للدراسات عن تطورات التسوية السياسية والاستقرار فى دارفور:

 


 

 



مصطفى عثمان : ازمة دارفور ستتحول الى قضية داخلية بعد الاتفاقيات الاخيرة من الجنوب ، وكيرى أفضل من هيلارى كلينتون

التيجانى السيسى :الجنوب كان يستغل ازمة دارفور ويوظفها لصالحه والاتفاقات الاخيرة توضح ان قناعات الجنوب فى هذا الاتجاه قد تغيرت

قد أقبل التخلى عن منصبى لصالح العدل والمساواة  أو عبدالواحد نور ولكن على ان يقبلوا الاخرين اما الاقصاء فمرفوض

لا يوجد فى دارفور اى مجموعات مسلحة بعرباتها من مالى


فى لقاء اتسم بالنقاش والحوار المعمق، انعقدت فى مركز الاهرام للدراسات ندوة تحت عنوان " تطورات التسوية السياسية وعملية الاستقرار فى دارفور ، تحدث فيها كل من الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل مستشار الرئيس السودانى للاستثمار والدكتور التيجانى السياسى رئيس السلطةالاقليمية فى دارفور ، فى حضور نوعى مميز من الجانبين السودانى والمصرى . وقد ادار الندوة هانى رسلان رئيس تحرير ملف الا\هرام الاستراتيجى ومسئول ملف السودان وحوض النيل بالمركز، الذى اشار فى مقدمة اللقاء الى انه رغم حالة الارتباك الداخلى والاستقطاب الهائل فى مصر الى انه من الاهمية بمكان متابعة ما يحدث فى الجوار الشقيق لمصر حيث تجرى عمليات وتفاعلات متواصلة لترتيبات جديدة للامن الاقليمى فى المنطقة .
وقد تحدث الدكتور التيجانى السيسى الذى اعطى الحضور لمحة عن تطورات عملية التسوية فى دارفور والظروف التى احاطت بتوقيع اتفاق الدوحة الاخير، وقال ان البعض كان يريد طرد الآخرينمن منبر التفاوض ، واننى قد أقبل التخلى عن منصبى لصالح العدل والمساواة أو عبدالواحد نور ولكن على ان يقبلوا الاخرين اما الاقصاء فمرفوض . وقد راعينا ان نترك الوثيقة مفتوحة لكى ينضم من يريد الى التوقيع ، واشار الى انه قد يقبل ان يتنحى عن موفعه لاخرين، ولكنه لن يقبل ان يتم تنحية البعض لصالح اخرين .
وعن الواضاع الحالية فى دار فور اشار السيسى الى اننا قررنا توطين السلطة الاقليمية فى دارفور لكى نكون قريبين من اهل دارفور ولذا حدث بعض التاخير فى بعض المناحى ، ولكننا نعمل الان لانجاز كثي من المهام ، وهى سلطة واسعة الصلاحيات تتكون من 11 وزارة بالاضافة الى خمسة مفوضيات متواجدة فى الفاشر اما المجلس التشريعى فيوجد فى نيالا بالاضافة الى مفوضيتين .
وقد حدد السيسى اولويات السلطة فى اربعة مهام اساسية هى العودة الطبيعية لاكثر من 1.5 مليون نازح يوجد منهم مليون نتزح فى المعسكرات، والاولوية الثانية هى برامج اعادة الاعمار والتنمية وتناول بالشرح الكثير من التفاصيل حول برنامج اعادة الاعمار ومؤتمر المانحين الذى يجرى الترتيب له فى الدوحه، أما الاولوية الثالثة فحددها فى رتق النسيج الاجتماعى الذى تمزق بفعل الحرب وانتج استقطابا اثنيا وقبليا على مستويات متعدده ، الاولوية الرابعه هى استدامة الامن فى دارفور وان هناك لجنة مكونة من 14 شخص من اهل دارفور للاتصال بالحركات او الفصائل التى لم توقع، حيث ان مايدور فى دارفور لايمكن ان يحسم بالحرب وان الطريقة المثلى هى التفاوض هذا ينطبق على كافة مناطق السودان سواء فى دارفور او النيل الازرق او جبال النوبا .
وفيما يتعلق بالتفاق الاخير بين السودان وجنوب السودان اشار السيسى الى تفاؤله بهذا الاتفاق وامكانية ان ينعكس ذلك ايجابا على الاوضاع فى دارفور، وشرح كيف ان الجنوب منذ بدء أزمة دارفور سعى باستمرار الى اشعال الازمة وتوظيف ذلك فى الضغط على المركز للحول على مكاسب تفاوضية او سياسية وان ذلك بدأ منذ عهد قرنق واستمر رغم توقيع اتفاقية نيفاشا وايضا بعد انفصال الجنوب ، واشار السيسى الى ان الاتفاق الاخير يعنى ان الجنوب بدأ يدرك ان استمراره فى هذه السياسة لم يعد فى مصلحته .
أشار السيسى ايضا الى أن الازمة الاقتصادية فى السودان أدت الى تاخر الحكومة فى الوفاء بوعودها فى توفير التمويل الذى تعهدت به للسلطة الاقليمية والمقدر ب 2 مليار دولار، الامر الذى ادى الى تاخر ترتيبات السلطة لانجاز مهامها، ولكن هذا التمويل بدأ يصل الان كما ان قطر تعهدت ب 560 مليون دولار لبناء قرى العودة .
كما اكد السيسى ان قضية دارفور هى قضية تنمية بالاساس وان المدخل الصحيح لحلها هو المدخل التنموى الا ان ذلك يتطلب ايضا الاهتمام بالاستقرار الامنى ورتقالنسيج الاجتماعى
وحول قضية دخول مسلحين من مالى الى دارفور كان السيسى حريصا على نفى هذا الامر بشكل واضح وقال ان دخول عربات بافراد مسلحين لم يحدث على الاطلاق وانه قد يحدث دخول لافراد ولكن ذلك لا يمثل ظاهرة وان هناك حوالى 2000 كم تفصل دارفور عن مالى وان اى عبور لمجموعات مسلحة يتطلب عبور النيجر وتشاد وان هذه الاخيرة تشارك فى الحرب فى مالى بالقتال مع الجانب الفرنسى والحكومة المالية .
وفى اجابة على احد الاسئلة  أشار ازهرى الطاهر مفوض العودة الطوعية فى دارفور ، الى ان العودة الطوعية للنازحين تنقسم الى عودة تلقائية واخرى موسمية وثالثة عودة مخططه ، وقال ان العودة الموسمية تشهد عودة حوالى 300 الف اسرة ثم الرجوع مرة اخرى الى المعسكرات، اما العودة التقائية فقد نجم عنها حتى الان عودة حوالى 175 الف اسرةفى 26 قرية، وبالنسبة للعودة المخططة التى ترعاها وتهمل عليها السلطة الاقليمية فتستهدف حوالى 500 الف اسرة لعام 2013 وتشمل حوالى ما بين 250 الى 260 قرية .
اما الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل فقد اشار الى ان التيجانى السيسى كان حاكما لدارفور الكبرى حين كان عمره 31 سنه ولذا فهو يعلم ماذا تريد دارفور من تنمية واستقرار ووفاق سياسى.
وعن الاوضاع السياسية فى السودان  اشار اسماعيل الى ان قضايا السودان تنقسم الى شقين داخلى وخارجى، واشار الى ان ثورات الربيع العربى افادت دارفور، حيث ادت هذه الثورات الى انتهاء بعض التدخلات الخارجية وبخاصة التدخل الليبى .
واشار اسماعيل الى أن السودان لديه 7 دول جوار ، وان علاقته طيبه مع سته من هذه الدول ، وان التفاق الاخير مع جنوب السودان بانفاذ الاتفاق الامنى واعادة ضخ النفط وباقى الاتفاقيات سوف يؤدى الى تحول مشكلة ارفور وكذلك مشاكل السودان الاخرى الى مشاكل داخلية ، حيث ان كل الازمات التى كانت قائمة فى دارفور او شرق السودان او غيرها كانت تستفحل وتستمر نتيجة لجؤها الى عمق اقليمى فى الجوار يستفيد من هذه المشاكل والازمات .
ام عن الوضع الدولى وبخاصة واشنطن فقد اشار الى ان سياسة ادارة اوباما فى فترتها الثانية تجاه السودان قد تشهد بعض التحسن النسبى وان جون كيرى فى كل الاحوال من المتوقع ان يكون اقل تعصبا او تشددا من كلينتون .
وعن الاوضاع الداخلية قال مصطفى عثمان قال ان قضية الاصلاح السياسى اكبر من الانتخابات والعودة للصندوق ولكن هذه عناوين اساسية توافق عليها العالم وان هناك انتخابات قادمة سوف تجرى فى 2015 ما لم يتم التفاق مع القوى السياسية على خلاف ذلك .
واختتم عثمان بالقول ان ما يجرى فى مصر يهمنا جميعا واننا ندعو لمصر بان تعبر المصاعب التى تواجهها وان عبور مصر هو عبور لنا جميعا .
وقد حضر الندوة السفير محيى الدين سالم ممثل السودان السابق بالاتحاد الافريقى و كمال حسن على سفير السودان فى مصر وعدد من العاملين بالسفارة بالاضافة الى وليد سيد مدير مكتب حزب المؤتمر الوطنى بمصر .
كما شارك بالحضور والنقاش لفيف من المهتمين بالشأن السودانى كان على راسهم كل من السفير صلاح حليمة ممثل جامعة الدول العربية فى السودان، والسفير محمد الشاذلى سفير مصر السابق فى السودان والدكتور ابراهيم نوار الباحث والكاتب والقيادى بحزب الدستور ومحمد عبدالنعيم منسق شئون السودان فى حزب الوفد والدكتور زكى البحيرى الاستاذ بجامعة المنصورة  وعدد من الاعلاميين والصحفيين والباحثين.

 

آراء