مصطفي سعيد لعنة الله عليك
مصطفي سعيد لعنة الله عليك هكذا خاطبته عشيقته آن هنمد وهي من بين الفتيات اللاتي جمعهن إلي غرفته في أمسياته الماجنة في لندن وكانت هوايته إغراء وإصطياد النساء الإنجليزيات بحجة الإنتقام من الإستعمار الإنجليزي للسودان كما يفعل اليوم الإرهابيون الذين يدعون أن الغرب قد جنا علي الإسلام وظلم المسلمين واغتصب فلسطين وقضي علي الخلافة الإسلامية التي كان يمثلها الأتراك العثمانيون الذين خرج عليهم العرب واحدا تلو الاخر بما في ذلك المهدية في السودان حيث دمغ الإمام المهدي في ثورته المهدية(( الأتراك)) بالفساد الرشوة وفرض الضرائب الباهظة علي السودانيين . وقد فهم العالم الغربي أن الإرهابيين من داعش وغيرهم : يحسدون هذا العالم علي الرفاهية التي حققها لشعوبه مع مرور السنين من خلال سياسات وبرامج إجتماعية تهتم بالفرد ورفاهيته ومستوي دخله .
وقد ذهب أعداء هذا العالم من الشيوعيين من قبلهم إلي الحديث عن جشع الرأسمالية وحبها للمال وإكتنازه وسحقهم للطبقة العاملة من البلورتاريا . ولم يكن مصطفي سعيد من بين هؤلاء وأولئك بل كان إبن الإنجليز المدلل وقد رعاه مستر رونسون وزير المعارف في السودان وزوجته ونقلاه نقله خطيرة وكبيرة علي عقله وبدنه من السودان وتأخره في التعليم إلي القاهرة حيث المدارس الحديثة ووالمعاهد والجامعات المتقدمة (( في ذلك الزمان)) وكانت اول ردة فعل مصطفي سعيد تجاه مس روبنسون(( زوجة وزير المعارف )) عندما إلتقاها في القاهرة أنه أثير جنسيا عندما طوقته المرأة بذراعيها أثناء تحيته .
وبعد عشر سنوات من وصول مصطفي سعيد إلي إنجلترا إلتقي بالفتاة الإنجليزية ((جين مورس)) وكان مصطفي سعيد ثملا وقد رأي الفتاة بنت العشرين التي جذبته بسبب غرورها العالي وجمالها الفتان وقام بإستدارجها إلي أن ادخلها في غرفته التي كان يجمع فيها عشيقاته من الإنجليزيات بناءا علي منطقه وتبريره لهذا الغزو المضاد للحضارة الغربية وللإنجليز الذين افنوا اجداد السودانيين في كرري وأم دبيكرات ووأستعمروا السودان ونهبوا خيراته وقال لمحدثه الطيب صالح في رواية موسم الهجرة للشمال أنه قد إنتهك عذرية جين مورس وقتل آن هنمد التي قالت له مستر سعيد لعنة الله عليك وهو يلتقي بها علي ذات النهج وماتت علي يديه شيلا قرين وود وأزبيلا سمور . وكل هؤلاء الضحايا من الإنجليزيات كن في غاية الحسن والجمال وريعان الشباب وكان مصطفي سعيد يأخذهن من الجامعات البريطانية التي كان يعلم فيها أستاذا للإقتصاد والإنجليز لا يتركون حقهم يضيع فقد خضع مصطفي سعيد لمحاكمة إنتهت بسجنه المتطاول والذي عاد بعده للسودان ليتزوج بحسنية التي تنتمي لشمال السودان
وكانت المفاجأة أن محامي مصطفي سعيد وهو أستاذه السابق ماكس ويل فوستر كين قد قال : إن مصطفي وجميع تلك الفتيات هم ضحايا لصراع الحضارت وأن مصطفي غير ملام علي موت الفتيات لأن الحضارة الغربية أقل تحضرا مما يجب أن تكون عليه وهنا لابد أن نسجل أن أديبنا الطيب صالح قد أثار قضية صراع الحضارات من خلال روايته الخالدة موسم الهجرة للشمال قبل أن يثيرها فوكوياما وغيره من الكتاب الغربيين الذين حصروا الصراع بين الحضارة الشرقية والغربية في الجوانب الأيدلوجية والسياسية ونسوا الجوانب الإجتماعية بما في ذلك الزواج الفاشل لمصطفي سعيد الذي عاد إلي الجذور وتزوج حسينة ومات غرقا في النيل .
وأنا لا أتفق مع يقول بأن المعارضين السودانيين قد أخذوا علي الشابين من وزارة الخارجية ((الذين تورطا في مشكلات مع نساء أمريكيات في أزمان مختلفة آخرها ما جري في الإسبوع الماضي لأحد الدبلماسيين في نيويورك)) أن الأمر هو أمر أخلاق أو سقوط أخلاقي فالضعف البشري موجود في كل مكان ولكن الفرق في الطريقة أنظر كيف إلتقي مصطفي سعيد بالفاتنة الإنجليزية والتي لولا علاقته به لتوجها الإنجليز ملكة جمال العالم أو صارت زوجه للأمير وقتها شالرز الأول ولكن مصطفي سعيد عندما إلتقاها في زاوية من زوايا الهايد بارك دعاها لشاطي البحر حيث قبلت دعوته وأنداح معها في الأنس والتلفيق لدرجة الإدهاش فكان يحدثها عن صحراء رمالها ذهبية تري من خلالها نفسك وهي بعرض البحر الذي تراه امامها كما أنه كان يحدثها عن ادغال فيها حيوانات لا وجود لها في كل العالم من طيور واسود ونمور ولها أشكال غريبة علي مسامعها وعندما سألته من إسمه قال إن إسمه أمين حسن . وعن عرقه ونسبه وجنسيته قال إن عرقي مثل عطيل : عربي إفريقي .
بعد كل هذا وبعد أن عاد للسودان وذهب في غفلة من الزمان إلي ديار الطيب صالح وتزوج حسينة من بنات القرية كان مصطفي سعيد يسأل الطيب صالح العائد من هناك بعد ان نال الدكتوراة في الأدب الإنجليزي من الجامعات البريطانية هل الإنجليز لهم سلوكيات غير أخلاتقية أم لا ؟ ويرد الطيب صالح : إن الأوربيين مثلهم مثل القرويين في كل مجالات الحياة فهم ينجبون ويحبون ويعملون ولديهم اهداف . فيا وزارة الخارجية كلموا ناسكم ديل إما أن يصير الواحد منهم مصطفي سعيد أو الطيب صالح والله ما إفضحونا