معالجة اسباب الجمود الداخلي قبل رفع الحظر الامريكي

 


 

 

 

لا أقول كل الشعب السوداني ولكن هنالك شريحة كبيرة منا يتوقع ان السبب الرييسي وراء تفشي الازمات الاقتصادية المتتالية وتردي الأحوال المعيشية. اسبابها الحظر الامريكي المفروض على البلاد منذ عقود فالصايب ان الحظر الامريكي احدى الاسباب والتي ساهمت في تدهور الاوضاع مع اسباب كثيرة داخلية لابد من الوقوف عندها وفحصها بعقلانية والواقعية وقبل الحديث عن رفع الحظر الامريكي يجب علينا نحن كمجتمع سوداني وبكل مكوناتنا الحزبية والعرقية والعامة ان نعترف ان هنالك محاور تفرض جمودا وحصارا داخليا من صنع أنفسنا والحلول بايدينا ويجب التعامل والتعايش معها و معالجتها لتعظيم الفايدة قبل مناجاة امريكا برفع الحصار او التطبيع مع إسرائيل والتي تتمثل في النقاط التالية :
١- حكومة الإنقاذ سقطت كواجهة سياسية للبلد ولكنها موجودة اقتصاديا وتنظيميا وليس بالسهل هدم بنيان استغرق ٣٠ عاما الا بتطوير واستكمال اجهزة الدولة

٢- هنالك شعارات خاصة للثورة وشعارات تدعم عجلة التنمية فالشعارات إبان الثورة والتي استخدمت لرفع الروح المعنوية للثوار واضعاف طرف الحكومة معنويا يجب ان يستبدل بشعارات النهضة التنموية كسبا للزمن في الانتاج والوفرة .
٣- ضرورة الاعتراف من الجميع ان الخيار الفكري والحزبي قناعة شخصية فلا يمكن تغيير ميول الناس من اليمين الي الشمال او العكس الا بالبرامج الهادفة ونشر ثقافة الوعي والتنظيم .
٤- ازالة التمكين واجب وطني وحق الشعب لا بد من إعادتها لخزينة الدولة ولو بعد حين ولكن يجب ان يكون منظومة الإزالة مكتملا من حيث الآليات والتطبيق فكلنا نعلم أزمة القضاء والدليل حق الشهداء لايزال مجهولا وهنالك متهمون بالفساد في السجون لم يتم إحالتهم للقضاء
٥- الأحزاب السياسية في داخلها صراعات اجنحة وفشلوا كحاضنة سياسية للسلطة التنفيذية عليهم مراجعة وتطوير برامجهم وتحديد مسار البوصلة
٦- كثرت اللايفات والنعرات القبلية وعلى الطبقة المستنيرة مسيولية توعية أفراد القبيلة بكل السبل للتوقف عن بث سموم النعرات حفاظا على بقاء السوداًن موحدا كدولة واحدة .
٧- القادة الذين يعملون من اجل الذات العليا غالبا ما يتقدمون باستقالتهم اذا فشلوا اعترافا بالفشل وإرضاءا للضمير فهلاء تجراء قادتنا بالتنحي وإفساح المجال لمن هو اكفاء منهم ويحوزوا على تقدير الشعب لهم وينالوا شرف الانتماء ويسجل التاريخ الموقف الجري والتضحية بالذات الدنيا للمصلحة العامة
٨-الجيش قطاع مهم ووجد للدفاع عن كرامة الوطن وصون الحدود فماذا ينتظرون بالعاصمة وحدود البلد تغتصب وتهرب وتنهب ثروات ومون الوطن الي خارج الحدود والداخل جياع فليعود الجيش الي الثكنات والحدود
٩- علي الشعب ان يستدرك ان مرحلة اعادة البناء بحاجة الي صمود تضحيات جسام وصبر وقوة ارادة وان الحماس المفرط الغير عقلاني قد يودي الي انتكاسات فالدعم المعنوي والصبر على القيادة التي تقوم بدورها للنهضة واجب وطني .
١٠-السلام مطلب شعبي ومتفق عليه من حيث المبدأ والمستهدف سلام شجعان لترضية الوطن وليس ترضية الذات فاذا ما التزم كل طرف بِما ورد من نقاط اعلاه فالسلام الحقيقي سياتي من تلقاء نفسه دون الركض وراء الترضيات والمناصب والجاه

من الطبيعي ان يتطلع الناس لدولتهم بناء والحفاظ على علاقات تعاون وتبادل مع العالم الخارجي والسعي لتذليل صعوبات التعامل مع الاخرين ورفع الحظر الامريكي مطلب مهم للاستفادة من تدفقات راس المال العالمي والخبرة والتقنيات لدعم كفاءة وجودة الانتاج . وقبل ان تستقيل الاخرين يجب ان تعمل على ترتيب أوضاعنا الداخلية بسؤال أنفسنا كيف واين نحن الان فالنقاط العشرة المذكورة أعلاها اعتقد ستجعلنا نفهم واقعنا الحالي بتجرد ووضعنا الطبيعي ليكون منطلقا واساسا لفهم وادارة استقطاب الاخرين وعندها سيكون لرفع الحظر الامريكي وانسياب دخول الدعم الخارجي من سيولة ومدخلات انتاج قوة تاثير تعزز المجهود الداخلي وتقود البلاد نحو آفاق النهضة لتشمل النمو والازدهار كل الأقاليم على وتيرة واحدة دون إقصاء افراد او تمييز قبيلة على اخرى وتقوي اللحمة الداخلية وتسمو السودان وعلمها ترفرف وتعبر معاني الوحدة والتماسك والمساواة وتجد الدولة الاحترام العالمي نظير قوتها الداخلية المتماسكة وإدارتها للعلاقات الخارجية مع كل الدول الاخرى بكل ثقة وثبات .

دكتور طاهر سيد ابراهيم
عضو الأكاديمية العربية الكندية
Tahir_67@hotmail.com.sa

/////////////////////////

 

آراء