ملتقى الصراحة والمعلومة

 


 

 

بحصافة
 


إمام محمد إمام
 
في ملتقى اتسم بقدر كبير من الصراحة المنضبطة والمعلومة الموثقة، كان لقاء الأخ الدكتور محمد مختار حسن حسين وزير الدولة في رئاسة شؤون مجلس الوزراء بعدد من الصحافيين والإعلاميين ظهر أمس في رئاسة مجلس الوزراء بالخرطوم، حيث استهل الاخ الوزير حديثه بضرورة تنظيم لقاء راتب يجمعه بالصحافيين والإعلاميين بهدف التفاكر والتشاور حول جملة من القضايا الوطنية والأوضاع الراهنة، وذلك من خلال تبادل الأفكار والرؤى حولها، وتقديم المعلومات الموثقة التي تعينهم في التناول الموضوعي لمثل هذه القضايا الوطنية، والإنصات لوجهات نظر هؤلاء الصحافيين والإعلاميين تجاه القضايا المطروحة للنقاش في مثل هذا اللقاء التفاكري.
وقد استعرض الأخ الدكتور محمد مختار في هذا اللقاء جوانب من المفاوضات الجارية بين الشريكين (المؤتمر الوطني والحركة الشعبية) حول ترتيبات ما بعد انفاذ استحقاق الاستفتاء على حق تقرير المصير حول الجنوب يوم الاحد التاسع من يناير 2011، ضمن المتبقيات من استحقاقات نيفاشا للسلام، لا سيما تلك المتعلقة بقضايا الحدود والجنسية، مستعرضاً نقاط الاتفاق والخلاف حولها في جلسات التفاوض بين الشريكين، وحرص الأخ الوزير أيما حرص على الاستفاضة في تقديم المعلومات وشرحها شرحاً مبسطاً، مشيرًا الى انه يقصد بهذا الشرح المستفيض الفهم والإلمام بالجوانب المختلفة لهذه القضايا التي كانت مثار النقاش والتعليقات والأسئلة، أكثر من النشر في الصحف، لأنه يدرك تمام الإدراك أهمية إلمام الصحافيين والإعلاميين وكتاب الرأي بكافة الجوانب المتعلقة بهذه القضايا، لأن الفهم الصحيح يعينهم في التناول الموضوعي سواء في الأخبار أو التحليل الإخباري أو حتى في كتابة الرأي حول هذه القضايا.
ولما كان استحقاق الاستفتاء على حق تقرير المصير حول الجنوب من قضايا الأولويات الوطنية في هذا المنعطف التاريخي للسودان، أكد الأخ الدكتور محمد مختار على أهمية الحوار والإسهام الفاعل لمنابر الرأي والفكر في تعريف الناخب الجنوبي أينما كان بحقيقة مآلات الوحدة الطوعية ومخاطر تداعيات الانفصال والانعكاسات المترتبة سلباً على الانفصال، من حيث المواطنة والجنسية، والخلاف الحدودي وتداعياته المنظورة وغير المنظورة.
أخلص إلى أن مداخلات الزملاء الصحافيين والإعلاميين تركزت على أهمية مثل هذه اللقاءات في الحصول على المعلومات الصحيحة من المصادر الحقيقية والمباشرة. كما أجمعوا على اهمية أن يكون هذا اللقاء لقاءً راتباً مع الأخ الوزير للتفاكر والتشاور حول كثير من القضايا، وتيسير مصادر المعلومات حتى تقل الاجتهادات الصحافية التي قد تكون نتائجها سالبة في المحصلة الوطنية، من حيث الصدقية والحقيقة، وينسحب هذا الأثر السالب على الصحيفة، وعلى الموقف من الحقيقة نفسها، وبالتالي تحدث الأضرار والبلبلة في العلاقة بين الطرفين.
أحسب أنه من الضروري التأكيد على أن أهمية مثل هذه اللقاءات تجعل قنوات الحوار مفتوحة بين الصحافة والمسؤولين، وبالتالي تخلق قدراً من الثقة في التعامل، وتكون الحقائق ميسرة والشائعة أو المعلومة غير الموثقة مهملة، مما يُكسب الصحافة قدراً كبيراً من الصدقية ويجعل المعلومات منسابة من مصادرها الأصلية دون أي عوائق. والمهم أن هذه العلاقة يسودها الاحترام المتبادل والثقة المتبادلة وتخدم الحقيقة وتساهم بقدر ملحوظ في التناول الموضوعي للقضايا دون تدليس أو تحريف، ويكون للصحافة دورها الرائد والمهم في تشكيل الرأي العام إلى جانب منابر الفكر والرأي الأخرى لمعالجة قضايا الوطن بمسؤولية وتجرد وإخلاص.
 

 

آراء