منْ يثمّن عقد الثورة الماسي؟

 


 

 


alshiglini@gmail.com

منْ يستطيع أن يضع ثمناً لاسترداد الجسارة ؟ ومنْ يستطيع أن يضع ثمناً للأرواح والدماء التي سالت من تحت التعذيب والاغتصاب والموت ؟
لن يستطيع أحد من أبناء التنظيم الشيطاني أن يقيس ثمن هتك الأعراض والنفي عن الأرض والموت المجاني، طوال ثلاثين عاماً من عُمر قبضة التنظيم وشراسة معاملته للسودانيين . لن يستطيع أحد أن يحصي الجرائم المركّبة التي أجرمها أبناء وبنات التنظيم ، طوال ذلك العمر المتطاول في الزمان . ولكن للعصر وسائله ولأبناء بلادي الشرفاء قوائم التوثيق . فالعصبة هي الجالبة للعناصر الإرهابية الأجنبية التي قامت بإنجاح المخطط الشيطاني للتنظيم والانقلاب العسكري. كانت تتسلم مفاصل الدولة الأمنية ، من بدء منع التجوال في السادسة مساء وإلى السادسة من صباح اليوم التالي، ولمدة شهور، حتى تثبيت النظام . لم يكن الانقلاب إبداع التنظيم السوداني ، ولكنهم مشاركون لوجستياً فيه.


(2)
كانت تلك السويعات الاثني عشر من كل يوم ، كافية لتغطية جبال من ذنوب التنظيم : من قُتل ومنْ تعذب ودُفن في المقابر ليلاً ،من الكثيرين من أبناء شعبنا. هاجس التنظيم ألا يفعل بهم السودانيون ما فعله ( صلاح نصر) زمن عبد الناصر في إخوان مصر المسلمين وممثلات مصر الذين هتك ذلك المجنون عرضهم ،كما قالت " اعتماد توفيق" في شهادتها في سِفرها:
(انحرافات صلاح نصر):
{ اربعون سنة سجن تكتب نهاية الشيطان. النطق بالحكم 25 للمؤامرة و15 سنة أخرى للانحرافات ." صلاح نصر" المسئول الأول في استغلال الوظيفة والتخلي عن أداء الواجب . تطارده صرخات الأبرياء واليتامى والثكالى والأرامل من ضحاياه ، تلعنه جرائم الانحراف والشذوذ التي ارتكبها في حق مئات النساء ممن هتك أعراضهن وحولهن إلى سبايا وأرقاء.
في 26 أغسطس 1967 ، انعقدت جلسة الأحكام في مبنى محكمة الثورة التي دبرها المشير عبدالحكيم عامر . وقضية الانحراف التي كنت الشاهدة الأولى فيها ، لينطق الحكم السيد حسين الشافعي رئيس المحكمة بحكم العدل والسماء. نفس الهيئة الموقرة التي نظرت قضايا الشيطان ، تضم عضوي المحكمة ، الفريق " علي عبد الكريم واللواء " سليمان مظهر، وهم الذان كتبا حيثيات الأحكام }


(3)
ليس في السودان إلا الشعب الطيب، الذي لم يحمل غلاً على أحد . ومن الغريب أن يحاكم التنظيم أهل السودان بأفعال أهل مصر. ألم يقرأ أبناء التنظيم الآية الكريمة:
{ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۗ إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ۚ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} فاطر (18)!
لقد آذى أهل التنظيم أبناء وبنات شعبنا بلا سبب ، وتلك تثبت أن التنظيم الأصل لم يكن سودانياً . وأن زراعته في الأرض السودانية كانت غير مُجدية، هي مثل غرز النفيات النووية في بطن الأرض البكر.!
لم يعرف التنظيم العالمي السودان ولا عرف أهله . تملكوا السودان، كنوزه وبشره فيئ ، ومغنم ، يقتسمونه مع التنظيم العالمي للإخوان المسلمين ، وعينهم على دولة الخلافة والسلطة ، التي سوف يقيمونها، ولديهم فوبيا أن سقوط الاتحاد السوفيتي السابق ، سيتبعه البحث عن صنم جديد لمحاربته ، وأن هذا الصنم هو الاسلام السياسي .
ها هم استعمروا السودان ، وعاشوا فيه عيشة الملوك. يحيون في رغد عيش ما كانوا يحلمون به، وانطبق عليهم المثل :"رعاة الشاه يتطاولون في البنيان". وليتهم يتطاولون بحفر الأظافر، بل بالسرقة والرشاء والتمكين والفساد، بل ومولوا عمليات الارهاب العابر للقارات نشروا كل مفسدة. أرادوا أن يغيروا أبناء وبنات شعبنا وينظموهم كحبات في عقد التنظيم، ولكن تفاجأوا بالمد الثوري، يغسل كذبهم أنهم جاءوا لتمكين العقيدة، وما مكنوا إلا أنفسهم، وخالفوا العقيدة.


(4)
دائماً يسألون: ما البديل ؟ كأنهم البديل الأوحد ّ!. أي زراية ألمّت بالوطن حتى حُذتم لفظ المواطنة التي تدّعون. الآن يصرخون الوطن .. الوطن، وهم الذين دمروا الوطن !. قائد من جيش التمكين يتحدث عن الوطن، كأنه قد عرف الوطن اليوم!
لن يذهب الزبد جفاء وتنتهي القصة، بل قبل أن يذهب الزبد ( المحاسبة والعدل لكل تجاوز ). وأن يقدم الجناة ونصرائهم للمحكمة العادلة، ومع أولئك الساكتين عن الحق، والمناصرين للفساد.
الوقت من ذهب ، ولن يصبر الشعب على المتململين، الذين يمسكون العصي من المنتصف، (مع علي قلباً ومع مال معاوية رغبة). كثيرون من المستفيدين وقفوا حيارى، يرغبون في دواخلهم أن تنهزم الثورة، حتى يظفروا بفتات الموائد. الإخوان المسلمين يمتحنون بعضهم، وبعضهم نطق، وليته لم ينطق، فكانت الخيبة في مفاجأة للجميع. لمن يحسبون أن استخبارات العالم من أمريكية و إيرانية، قد دربتهم على المكر و النطق والحديث، كما دربتهم على تقنية البصاصة وأساليب التعذيب، بهدف كسر الإرادات، ولكن خاب ظن الجميع. لم يتعلموا إلا الجهالة الجهلاء والشر المودي بأهله لجحيم النفس وجرائم لن ينام مرتكبيها. صدح نائب أمين عام التنظيم بأن التنظيمات السرية تنظر إشارة البدء، ويمكنها فيما أضمر استخدام الرصاص لإسكات الثوار ، كأن المطالبين بالحق مردة وعاصين أو " شذاذ آفاق" كما وصفهم البعض.
*
ظهر الجبن والخور وارتجفت أوصال الإخوانيين، من مجرد شجاعة الشباب والشابات، وهتافهم " سلمية "وازدادوا حيرة. وطفق كل أهل التنظيم يرسلون رسائل الخوف، ولبسوا لباس الشجاعة فكانوا نموراً من ورق. ولم تدرك العصبة وهي في تخبطها أن الثورة قد اكتملت أركانها.

عبدالله الشقليني
7فبراير 2019

 

آراء