من حديث التعليم: نحو مركز إعدادي/ تحضيري لمرحلة ما قبل الجامعة

 


 

 

 

مقدمة

هذا مقترح لإنشاء مركز إعدادي مصمم خصيصًا لاستيعاب وإعداد الطلاب والطالبات للالتحاق ببرامج الدرجات المقدمة في الجامعات السودانية الحكومية. لقد تألم البيت السوداني كثيرًا طوال الثلاثين سنة الماضية بسبب السياسات التربوية الخاطئة، ومردّ الألم هو درك المستوى الذي وصل إليه بناتنا وأبناؤنا الذين درسوا في مؤسساتنا التعليمية الوطنية. فطالب المؤسسات التعليمية السودانية لا يعكس الوضع العلمي الحقيقي للطالب العالمي أو حتى الطالب السوداني قبيل الانهيار العام في التعليم.
فاليوم لم تعد الغاية من التعليم والتعلم مجرد الحصول على شهادة، وإنما مطلوبات السوق والتنمية حيث يتم التوافق بين المدخلات التعليمية ونواتج التعلم بحيث يتم مراعاة الجودة والنوعية. ويمكن ذكر بعض المبررات التي تسوغ إنشاء المركز الإعدادي المقترح .
1- ضعف الطاقة الاستيعابية للكليات في جميع الجامعات الحكومية ويعود ذلك للعجلة التي أنشئت بها تلك الجامعات وما صاحبها من تهور.
2- الفجوة العلمية بين مستوى طلاب المرحلة الثانوية ومتطلبات دراسة البكالريوس الجامعي.
3- الضغوط الاجتماعية والإدارية في تنظيم عملية القبول، التي قد ينجم عنها أحياناً عدم قبول الطالب/ الطالبة بالكلية المناسبة لقدراته ومهاراته إما لعدم توافر المعلومات الكافية لدى الطالب عن الكلية وتخصصاتها أو غير ذلك من الأسباب السياسية التي تحشر حشرًا.
وبالتالي يتم في المركز التحضيري ترشيد القبول بتوجيه الطلاب إلى الكلية المناسبة لقدراتهم ومهاراتهم بناءً على رغباتهم ومعدلاتهم.
4- تعريف الطلاب باللوائح والأنظمة الجامعية قبل أن يدخلوها فيعتادوا على نظمها ويتخلصوا من حالة اللامبالاة التي تسمِهم الآن بسبب عدم التربية التي أدخلهم فيها الكادر التربوي غير المسؤول وغير المؤهل الذي كسّح مدارسنا وأصبح كابحًا لأي محاسبة أو مساءلة تمنعهم من الأمناء بالمدارس والحادبين الذين أرضعتهم هذه البلاد خير التربية والأدب والأخلاق.
5- منح الطلاب الفرصة لاكتشاف قدراتهم العلمية والمجتمعية والسياسية في بيئة الجامعة المصغرة.
6- تزويد الطلاب بالمهارات والمعارف الضرورية واستخدامات الحاسب الآلي ، وتنمية مهارات التعلم والبحث والاتصال وإلفة المكتبات التي أطيح بها تمامًا في مدارسنا.
7- يدعم هذا المركز التطلعات الفلسفية ورؤى الجامعات السودانية التي ستركز في المرحلة القادمة على التكامل والتميز الشامل والتربية الوطنية التي تراعي نبذ الفرقة والعنصرية.
8- يشدد المركز في تنفيذه على التربية الوطنية والإسلامية حيث يتعرض الطلاب للقيم الإسلامية وطرق تعزيز فهمهم للإسلام الصحيح من الناحية النظرية والممارسة في عصر العولمة.
9- يشدد المركز في تنفيذه على التعلم والتعليم الصحيح للغة الإنجليزية مستنيرًا بمواصفات ومعايير ( الإطار المرجعي الأوروبي المشترك لتعليم اللغات).
10- يتم إنشاء المركز وفق تقسيم الأقاليم الجديد المتوقع فإقليم به ثلاث جامعات يكفيه مركزان، أو إنشاء مركز منفصل لكل جامعة على حدة. مع ضرورة المبنى الكامل المنفصل المهيأ للأنشطة الرياضية والثقافية والتربوية وما إلى ذلك.
11- يدرس الطالب مستويين متتالين ( فصلين دراسيين ) لاستكمال مواد السنة التحضيرية تحسب له من خطة التخرج.
12- يترك تحديد المسارات / المساقات ومدة الدراسة التحضيرية للمختصين .

وأعتذر عن التقصير بحسن القصد وصدق النية.


shendi1900@gmail.com

 

آراء