مواد الاستراحة: الفساد، النهود والمجلد، الصحفي محمد الجاسم، والصحافة الرقمية !! بقلم: ابوبكر يوسف
20 May, 2010
هذا بلاغ للناس
abubakr ibrahim [zorayyab@hotmail.com]
في إستراحة نهاية هذا الأسبوع رأيت أن آتيكم بعناوين مختصرة ( لبلاوي) يجب أن نقف عندها ؛ ولأن الصحافة هي السلطة الرابعة وعليها أن تؤدي دورها الرقابي بتجرد ؛ فلا بد أن تقرع ناقوس الخطر؛ حتى يتنبه صاحب القرار لوقائع ربما " لا ولم ولن تصل " الى علمه؛ لأننا نعلم هناك دوماً - وفي أي نظام حكم - وحتى في الدول العريقة في الممارسة الديمقراطية – بعض جماعات (لوبيهات) مصالح تعمل في الخفاء على ( الاخفاء) داخل الحزب الواحد ؛ ودماً هذا البعض يقسم بأغلظ الايمان على الالتزام بالامانة والنزاهة وينطبق عليه المثل ( تحلفلي أصدقك أشوف عمايلك أستعجب) !! فبسم الله نبدأ:
مفوضية النهود والمجلد:
أوردت الفضائية السودانية نبأ عن مفوضية النهود والمجلد بتحرك قافلة مواد طبية باتجاههما، أنا شخصياً أعرف أن مستشفى النهود والذي أنشيء في النصف الأول من القرن الماضي – حالياً ليس به أخصائيين ؛ ومن أراد الطبابة فعليه أن يقصد الأبيض أو الخرطوم حتى في الحالات العادية ناهيك عن الحرجة؛ مما أدى إلى إزدهار ظاهرة نقل المرضى بالسيارات والتي تعمل بديلاً للإسعاف بغرض توصيل المرضى إلى حيث يمكنهم أن يجدوا ضالتهم التي راجت كتجارة ؛ وعليه فما الحاجة لمعدات بدون كوادر متخصصة؟!.. سمعت خطباً للمسئولين عن القافلة تدل على مدى عدم معايشتهم لواقع النهود ومعاناة أهلها الصابرين.!!
النهود حاضرة (غرب كردفان) هي أكبر واقدم مركز في ولاية (شمال كردفان)؛ أكبر مركز لزراعة الفول السوداني و أكبر مصدر للماشية ؛ النهود عرفت الثقافة قبل كثير من حواضر البلاد إذ تأسس فيها ( نادي السلام الثقافي) عام 1917 . النهود هي مسقط رأس نخب أعطت الوطن بلا حدود ولا منة ومنهم - على سبيل المثال لا الحصر، رئيس القضاء الاسبق محمد احمد ابوالرنات ؛ على شمو، يسين عمر الامام ، صالح آدم بيلو، مصطفى كمال " كيشو" ؛ ابراهيم منعم منصور ؛الدكتور الشيخ جحا ، وأخيراً الاعلامي الأكاديمي أخونا الصغير عوض ابراهيم عوض. تصوروا أنه لا يوجد بهذه المدينة العريقة شارع اسفلت واحد وأن طريق الغرب القاري وصل إلى مشارف النهود ثم توقف عند مدخلها فجأة ؛ حيث تم تخزين (معدات رصف الطرق في العراء) في حين أن المسئولين وعدوا بأن الشركة المنفذة ستقوم بمواصلة سفلتت 12-15 كيلومتر شوارع داخلية بالمدينة العريقة.!! هذه المدينة تعطي دوماً ولا تأخذ ؛ أحد الخبثاء قال لي ساخراً باكياً على الحال التي وصلت إليه (النهود بقت شطور!! )؛ التنمية العادلة هي التي تحصن وحدة البلاد.!!
الوالي كبر .. والفساد والمفسدين:
حزب المؤتمر الوطني " حزب الأغلبية " يجب أن لا يتستر على أي فساد أو مفسدين مثل الذي حدث في ولاية شمال دارفور فيما تمّ التعارف عليه " بسوق المواسير" - ؛ حزب المؤتمر الوطني يجب أن لا يضم في صفوفه من يسيء إليه وإلى مكتسباته الشعبية ؛ وسقطة كبرى أن يزكي الوالي كبر رجلي الشرطة المتورطين ويطلق عليهما لقب ( خلصاء المؤتمر الوطني).. كما أن القانون يمنع الموظف العام وخاصة رجال السلك العسكري بالتجارة أو بأي عمل آخر ؛ كان يجب أن ينأى بنفسه عما يثير الشبهات وعلى الحزب أن يكون لديه آليات تحقيق وتحقق ومحاسبة ولا يترك الدنيا ( سداح مداح)!!.
المؤتمر الوطني ليس ملجأ ولا حامي للفاسدين و للمفسدين ؛ بل يتحتم على المؤتمر الوطني أنه يجب أن يؤسس للشفافية عبر هيئة داخل تنظيماته تكون مهمتها وقمة واجباتها المساءلة والمحاسبة لكل من تدور حوله شبهة أو تهمة؛ بدءً بالقيادات والنخب والرموز وحتى قاعدة الأعضاء حتى لا يسئون لسمعة الحزب وإلا فقد مصداقيته وثقة قواعده.!!
الكاتب الصحفي الكويتي محمد عبد القادر الجاسم:
الكاتب الصحفي الكبير الكويتي محمد عبد القادر الجاسم رهن الاعتقال ؛ فقد اتهمته السلطات بتعدي الخطوط الحمراء لكشفه وقائع فساد عبر مدونته وكتاباته الصُحفية؛ وهو الذي ظل يكتب عن الفساد والمفسدين في جهاز الدولة منذ خمس سنوات وتعرض كثيراً للتوقيف ولم تكسر له قناة أو شوكة ؛ إن من أسباب إعتقاله بالاضافة إلى ما يعتبره هو تصدي للفساد قيل أنه تعدى على رموز البلاد . ما أثار حفيظتي هو أن الكويت لها باع طويل في الممارسة الديموغراطية والحريات العامة ولي صداقات مع بعض رموزها؛ فهل يعقل أن يقيد صحفي في مثل قامة الجاسم وتاريخه الوطني والصحفي الى سرير المرض بالمستشفى من يده وقدميه وهو الذي يعاني من أمراض في القلب وقد سبق وأن أجريت له عملية قلب مفتوح؟!
الصحفي وإن عارض هو ضمير الأمة وهو عين الشارع الرقيبة على أداء الحكومة. فيجب أن لا تضيق بلداننا العربية بالصحافة والصحفيين ذرعاً .. يجب إحترام حرية التعبير والصحافة والرأي طالما تم التوافق والتواطؤ على إحترام حريتها ، أنا ضد أي قيود تفرض على أي صحفي في أي مكان وأي زمان إلا في حالة واحدة إذا كان فيما يكتب ما يهدد أمن الوطن وسلامة أراضيه ووحدته أو التحريض على ذلك ؛ أما أن يعتبر الصحفي مارقاً حينما يكتب عن الفساد فهذا يشجع المفسدين الفاسدين بالتمادي في (الهبش واللبش) وبالتالي نتأهل لأن ننفرد ونحتل قائمة الأمم المتحدة في هذا المجال؛ مجال الفساد!!.
كان من الأجدر على اتحاد الصحفيين السودانيين أن يتضامن ولو ببيان حتى ولو – على استحياء- مع الصحفي الكويتي ؛ فالدنيا دوارة فيومٌ لك ويومٌ عليك !!.. أليس هذا الاتحاد هو أحد روافد المجتمع المدني التي تتضامن مع محيطها العربي والاسلامي والافريقي ؛ أم أنه أوغل في المحلية حد الفصام ؟!! .. مجرد سؤال بريء!!
الصحفي الحر هو الذي يدعم مسيرة الحريات ويدعم الممارسة الديمقراطية ؛ شريطة أن تكفل له الدولة حرية التعبير المسئولة. وبالتالي على الصحفي الالتزام بالثوابت الوطنية ؛ حتى فيما يعتبر خروجاً على المألوف من قبل النخب الحاكمة فعليه البدء بالنصح توريةً فإن لم يُجدِ ذلك نفعاً ؛ فعلى المكشوف مع مراعاة االأمانة والصدق فيما يورد والالتزام باخلاقيات المهنة.!!
الصحافة الرقمية واقوال الصحف:
المضحك المبكي أنه لولا التقنية الرقمية لما كان بإمكاننا مشاهدت الفضائية السودانية ولا حتى شاهدنا وسمعنا برامجها ؛ ولكن قيض الله لنا هذا بتوافرت هذه التقنية الرقمية الالكترونية؛ هذا هو المضحك أما المبكي فأن هذه الفضائية المبجلة ربما لا تعترف بالصحافة الالكترونية فلا تأخذ ولا تنقل عنها؛ ربما إيغالاً منها في التقليدية ؛ في حين أن الصحافة الرقمية أسرع انتشاراً وتأثيراً .
هل آن للفضائية السودانية أن تتعامل بروح العصر مه التقنيات الحديثة أم أنني مثل الذي يؤذن في مالطا؟!
أتمنى للقراء " الخلصاء " – مستعيراً لتعبير"الخلصاء" من الوالي كبر – !! ..عموماً؛ نهاية اسبوع سعيدة!!