نائب البرهان يتوجه إلى موسكو بالتزامن مع اتفاق مرتقب لإنشاء قاعدة بحرية روسية في البلاد

 


 

 

الخرطوم ـ «القدس العربي»: أعلنت الحكومة السودانية أن نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار سيتوجه إلى العاصمة الروسية موسكو الأسبوع المقبل، برفقة وزراء الخارجية والمالية والموارد الطبيعية. وتأتي الزيارة بالتزامن مع إعلان عضو مجلس السيادة السوداني ياسر العطا عن توقيع اتفاق مرتقب مع الحكومة الروسية.
وكشف الرجل الثالث في الجيش السوداني، السبت الماضي عن طلب موسكو إقامة محطة تزود بالوقود على السواحل السودانية المطلة على البحر الأحمر مقابل توفير أسلحة وذخائر للجيش.
وأشار إلى أن السودان يملك مساحة كافية من سواحل البحر الأحمر، تمكنه من عقد شراكات مبنية على المصالح المشتركة مع الدول الأخرى.
وحسب السفير السوداني في روسيا محمد سراج سيشارك نائب رئيس مجلس السيادة السوداني والوفد المرافق له في منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي المنعقد في الفترة من 5 إلى 8 يونيو/ حزيران المقبل. وتوقع السفير توقيع اتفاقات مشتركة خلال الزيارة.
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2017، أعلنت موسكو عن اتفاق مع الحكومة السودانية لإقامة قاعدة تموين وصيانة روسية على السواحل السودانية في البحر الأحمر. إلا أن الاتفاق تعثر بعد إطاحة الثورة الشعبية بنظام الرئيس السوداني عمر البشير في العام 2019.
ولاحقا تجددت النقاشات بين القادة العسكريين في السودان والحكومة الروسية، وسط تصاعد الأصوات الرافضة لإنشاء قواعد عسكرية أجنبية على السواحل السودانية.
وفي ظل التنافس الأمريكي الروسي الحاد، رست في فبراير/ شباط 2021 سفينتان حربيتان أمريكية وروسية في الوقت ذاته على الشواطئ السودانية، بعد تجدد النقاشات حول اتفاق القاعدة الروسية.
ومنذ ذلك الحين، تعد هذه هي المرة الأولى التي تتحدث فيها الحكومة السودانية صراحة عن ترتيبات مرتقبة بهذا الخصوص.
ويبلغ طول ساحل السودان المطل على البحر الأحمر 780 كلم، يضم عدة موانئ، تنشط في مجالات البضائع العامة والحاويات والحبوب ونقل المواشي، أبرزها ميناء بورتسودان الرئيسي والذي يتكون من عدة موانئ فرعية، أكبرها الميناء الجنوبي المخصص للحاويات، بالإضافة إلى الميناء الأخضر المخصص لاستقبال بواخر البضائع، وميناء عثمان دقنة المتخصص فى خدمة الركاب والبضائع المتجهة غالبا إلى ميناء جدة في المملكة العربية السعودية.
وبينما تدخل الحرب السودانية عامها الثاني، يمضي الجيش السوداني عبر الاتفاق مع روسيا نحو تعزيز موقفه العسكري، في مواجهة قوات الدعم السريع التي يقول إنها مدعومة من الإمارات وتتلقى مساعدات عسكرية عبر دول جوار أفريقية.
وفي وقت تصاعدت المعارك في العاصمة السودانية الخرطوم، أكدت الفرقة 22 التابعة للجيش السوداني إحكام سيطرتها على مدينة بابنوسة، غرب كردفان، بعد هجوم نفذته قوات الدعم السريع.
في المقابل قالت قوات الدعم السريع إنها أطلقت سراح أسرى من قوات الفرقة 22 التابعة للجيش، مشيرة إلى أنها قامت بعلاج المصابين.
في الأثناء، ما تحتدم المعارك في مدينة الفاشر غربي البلاد، بينما تتفاقم الأزمة الإنسانية. وأعلن حاكم إقليم دارفور مني اركو مناوي عودة المياه إلى الفاشر بعد استعادة خزان «قولو» الواقع غرب المدينة. ونشرت القوة المشتركة للحركات المسلحة الإثنين الماضي مقطعا مصورا لإعادة تشغيل الخزان الوحيد الذي يزود الفاشر بالمياه. وكان مناوي قد اتهم قوات الدعم السريع بتعطيل الخزان، وقطع خدمات المياه عن المدينة التي تستضيف أكثر من مليون نازح.
وحسب إحصاءات الأمم المتحدة نزح أكثر من نصف مليون شخص من الفاشر بعد اندلاع المواجهات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع في 10 مايو/ أيار الجاري.
ورصدت منظمة أطباء بلا حدود مقتل 123 شخصا على الأقل وإصابة نحو 930 آخرين، منذ بداية المواجهات التي دخلت أسبوعها الثالث شمال دارفور.
وفي ظل المشهد المأزوم في البلاد، وصل إلى العاصمة الإدارية بورتسودان مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة رمطان لعمامرة حيث يلتقي رئيس مجلس السيادة السوداني القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وعددا من المسؤولين في البلاد لمناقشة جهود الأمم المتحدة للتسوية في السودان.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش ناشد الأطراف المتقاتلة في السودان وقف العدائيات في ظل تحديات بالغة يواجهها المدنيون في مناطق العمليات العسكرية.
ويواجه المدنيون منذ اندلاع حرب 15 أبريل/ نيسان من العام الماضي، أوضاعا إنسانية شديدة التعقيد، بينما تتصاعد العمليات العسكرية داخل المدن والأحياء، والتي أسفرت عن مقتل نحو 18 ألف سوداني وفق تقارير نشرتها نقابة الأطباء السودانيين.
وتهدد نذر المجاعة أكثر من 25 مليون سوداني، بينهم 18 مليون طفل في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة. وتجاوز عدد النازحين وفق تقديرات نشرتها منظمة الهجرة الدولية، تسعة ملايين شخص، بينهم أكثر من مليوني طفل دون سن الخامسة. فيما اعتبرته الأمم المتحدة أكبر أزمة نزوح في جميع أنحاء العالم.

 

آراء