نص عيزانا ملك اكسوم بعد غروه مملكة مروي القديمة

 


 

سعد مدني
14 May, 2020

 

 

بقوة رب السماء الذي في السماء، وعلى الأرض، والمسيطر على جميع الكائنات، عزانا، ابن إيلا عميدة، بيسي هالين، ملك أكسوم وحمير وريدان وسبأ وصالحين وتسيامو والبجا والكوشيين، ملك الملوك، ابن إيلا عميدة، لم يهزمه العدو قط.

بقوة رب السماء، الذي جعلني ملكاً، يحكم إلى الأبد، ولا يقهر، لأنه لا يمكن لأي عدو أن يقاومني، ولا يمكن لأي عدو أن يتعقبني!
بقوة رب العالمين قمت بحملة ضد النوبة عندما ثاروا وتفاخروا. قال شعب النوبة: " لن يجرؤوا أحد على عبور تكازي (نهر عطبرة) ''. اضطهد النوبة شعوب مانجورتو والخاسا والباريا، وعندما قام (النوبة) السود بمحاربة القوم الحُمر، وكسروا كلمتهم للمرة الثانية والثالثة، ووضعوا جيرانهم حتى الموت بلا رحمة، ونهبوا رسلنا ومبعوثينا الذين أرسلتهم إليهم لتحذيرهم، ونهبوا ما لديهم، بما في ذلك رماحهم؛ في النهاية، بعد أن أرسلت لهم رسلًا جددًا، لم يرغبوا في الاستماع، وكان ردهم هو الرفض والازدراء والأفعال الشريرة؛ ثم بعدها اتخذت القرار.
حددت (هدفي) بقوة رب الأرض، وقاتلت في التكازي (نهر عطبرة) والفورد كيمالكي. وعند هذا الموضع قاموا بالفرار، لكنني لم اتوقف، تعقبت أولئك الذين فروا لمدة ثلاثة وعشرين يوم، وقتلت خلالها بعض الناس في كل مكان توقفوا فيه. لقد سجنت بعضهم، وأخذت منهم غنيمة. في تلك الاوقات عاد اليَ جنودي، الذين كانوا في ميدان المعركة، بالأسرى والغنائم.
في الوقت نفسه قمت بأحراق قراهم، سواء تلك التي لها جدران حجرية أو تلك المصنوعة من القش. جنودي استولوا على الحبوب والبرونز والحديد والنحاس، وحطموا تماثيلهم التي كانت بالمساكن، وبعثروا الذرة والقطن، وألقوا بالكثيرين منهم في نهر سيدا (النيل الازرق). فقد الكثيرون حياتهم في النهر، ولا أحد يعرف العدد بالضبط. في ذلك الوقت ثقب جنودي قواربهم واغرقوها، وهي التي تحمل جمعاً من الرجال والنساء.
وصلت إلى الكوشيين، قاتلتهم وأخذت منهم أسرى، وذلك عند التقاء نهري سيدا وتكازي (النيل ونهر عطبرة). وفي اليوم التالي أرسلت قواتي، صعوداً عبر نهر النيل، إلى مدنهم المصنوعة من جدران الحجر والقش. مدنهم المصنوعة من جدران من الحجر هي علوة ودارو. قامت قواتي بقتل الكثير منهم، واخذوا الاخرين أسرى، وألقوا بهم في النيل، وعادوا إلى مواقهم سالمين، بعد أن أرعبوا وقهروا أعدائهم بفضل قوة
رب الأرض.
مدن الكوشيين المصنوعة من جدران الحجر والتي استولى عليها النوبة كانت تابيتو وفيرتوتي. قامت قواتي باختراق أراضي النوبة الحُمر، وقتلت منهم الكثيرين، وأخذت منهم الاسرى والغنائم، وتم كل هذا بفضل رب السماء.
ونصبت عرشًا (لي) عند التقاء نهري سيدا وتكازي (التقاء النيل ونهر عطبرة) مقابل البلدة المصنوعة بجدران من الحجر انشأت في شبه الجزيرة (شبه جزيرة مروي).
وما اعطاني اياه رب السماء من السجناء هو 214 رجلا و415 امرأة، المجموع 629. ومن قتلتهم كانوا 602 رجلا و156 امرأة وطفلا ومجموعهم 758. حصلت على غنائم هي 10560 رأس من الماشية و 51،050 راس من الأغنام.
saadmadani54@gmail.com

 

آراء