نظام الإنقاذ، سقط فعلياً . . !
شبابنا الثوري العظيم الذي إنتفض في ثورة شعبية عامرة ١٩/ ديسمبر، حقَّق ما لم نستطع أن نحققه كلنا، رغم المحاولات العديدة، سواء عبر الإنتفاضات العسكريّة، أو الحركات المسلّحة، أو بالمواقف والبيانات والأقلام التي نادت بشكل مباشر، بإسقاط نظام الخراب والدمار والحروب والجوع والفقر والبؤس والإستبداد، خاصة من قبل السودانيين الذين أجبرهم قمع هذا النظام المستبد على ترك أسرهم وأقاربهم ووطنهم، أو بعض الكتابات الإصلاحية التي سطرها من غادروا سفينة النظام في الماضي، أو هذه الأيام.
شباب ١٩/ ديسمبر، ثاروا، ولا يزالون ثائرون رغم القوة المفرطة التي إستخدمها النظام ضدهم، التي أدت إلى سقوط العشرات من الشهداء، الذين هم أكرم منا جميعاً، ومئات الجرحى والمعتقلين الذين ما زالوا في السجون، إلا أنهم ظلوا صامدين ومحافظين على سلمية الثورة، تعبيراً عن وعيهم وصمودهم وإصرارهم على بلوغ ثورتهم أهدافها، وهي إسقاط ما تبقى من هياكل النّظام، بعد أن سقط النّظام نظرياً في عيون وعقول ونفوس الشعب وهذا هو السقوط الحقيقي.
هذا الحال الذي عليه شباب الثورة الأوفياء لثورتهم وشعبهم، إلتف حوله جميع السودانيين الشرفاء، ومن صحى ضميره من بعض اعوان النظام، وقد تعاون الوطنيين كل حسب قدرته وطاقته وموقعه مع الثورة. وقامت المرأة السودانية في داخل السودان وخارجه بدور رائع يحسب لها ، كأم للشهداء، وأخت وزوجة، داعمة بكل قدراتها الثورة، تحث الرجال والشباب على النضال والصمود، وقد أوصلت صوتها بالهتافات والزغاريد والقصائد والأشعار الحماسية وأفكار النيرة، وما زالت تتقدم الصفوف وهي صامدة صموداً عبر عن كبرياء المرأة السودانية وشموخ الرجال، حباً للسودان الحبيب الذي نريده جميعاً وطناً فوق هامات الجبال.
ثورة ١٩/ ديسمبر الذي إنتظم فيها الشعب السوداني طريقاً للخلاص، التي ما عاد يقبل فِيهَا بأقل من رحيل النّظام، وبناء نظام سياسي جديد يعطي الشعب الأمل في الحياة، ويفتح له طريقاً جديداً خالياً من الحروب والمظالم والفتن والضغائن، طريقاً يحقق له تطلعاته في الحرية والسلام والعيش الكريم.
لذلك أناشد كل القوى السياسية والكُتَّاب والمتحدثين لوسائل الإعلام، عليهم أن يركزوا على خطوات إنجاح الثورة ووصولها إلى غاياتها، والأ يشغلوا أنفسهم والشعب بتخوين كل من عبر عن تخليه عن النّظام، فأهلاً وسهلاً بكل من يجهر بصوت الحق، حتى ولو في اللحظات الأخيرة، هذا يحسب له وليس عليه.
الآن علينا حشد جهودنا وطاقاتنا وقدراتنا لاسقاط ما تبقى من هياكل النّظام، بعد أن سقط النظام في نظر الشعب .
الماضي لم يكن لنا جميعاً، بسبب سياسات النظام التي صادرت الحرية وإحتكرت الحقيقة. . ! لكن المستقبل الذي نطمح فيه حتماً، سيكون لنا جميعاً، بلا إقصاء، لأننا نريد أن نبني وطناً يسع الجميع . . لذا علينا أن نتعلم من تجارب الآخرين الذين تجازوا مرارات الماضي من أجل المستقبل، وبناء السودان الجديد، بلد الدستور والقانون والحرية وإحترام حقوق الإنسان.
لذا أرجوكم . . أوقفوا التشكيك والتخوين والإتهامات والمناقشات الجانبية، وركزوا إعلاميا، ميدانياً، سياسياً ، إقتصادياً، إجتماعياً ، وإداريا على إسقاط ما تبقى من نظام، اللا نظام . . !
الطيب الزين
eltayeb_hamdan@hotmail.com