. لا أجد أي غرابة في أي اتهامات حول أداء وزيرة المالية السابقة الدكتورة هبة محمد.
. فمنذ أول ظهور عام لها بعد توليها حقيبة المالية لم أخرج سوى بإنطباع واحد حولها هو أنها (دعامية ساي).
. ولهذا أتعجب من الضجيج الذي تلا خروجها من الوزارة، بعد أن كنا نهدر وقتاً مُقدراً في التعليق على أناقتها ولون فستانها وطلتها (البهية) في نظر البعض.
. ليس من مصلحة الثورة في شيء أن نسكت على تخاذل المسئولين ونلوك صبراً لا يفضي لشيء، ثم في النهاية نبدأ في طرح أسئلة غير ذات معني من شاكلة " من أتى بهبة للوزارة".
. فمثل هذا السؤال يفترض أن يشمل آخرين كثر، إن لم نقل أغلب من يتولون مناصب عليا في حكومة الثورة ممن لم يلقوا حجراً خلالها في وجه القتلة أو يقولوا كلمة حق في وجه سلطانها الجائر وبالرغم من ذلك وضعناهم في مكانة ربما فاقت مكان شهداء الوطن الأكابر علواً.
. سلمتنا قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين لعساكر قتلة، ولم نقل شيئاً. .
. واستدرجنا إبراهيم الشيخ وبعض رفاقه للقبول بالبرهان وحميدتي فصفقنا وهللنا..
. وخذلنا ساطع وإبتسام السنهوري وجعلا من ضحايا لوثيقة مثقوبة ما كان من الممكن أن تساهم في تحقيق بعض أهم شعارات الثورة فأكتفينا بالتذمر ولم نقدم على خطوات جادة لتغيير هذا الواقع..
. وسُلمت قضية شهداء ثورتنا العظيمة لمحام ظل على وئام وشراكة مع قوش، فأنتظرنا وهماً اسمه نتائج التحقيق في جريمة شهد بعض منفذيها على أنفسهم أمام الملأ..
. ثم جاؤنا بدكتور حمدوك كرئيس لحكومة الثورة فرددنا " شكراً حمدوك" دون تعمق منا فيما جرى ويجري.
. لم نسأل عن الكيفية التي صار بها حمدوك نفسه مرشحاً لرئاسة الحكومة وصدقنا كل ما تفوه به منذ قدومه وتوليه المنصب بالرغم من أن غالبية أفعاله، إن لم يكن كلها لم تتسق في يوم مع ما ظل يقدمه من وعود كذوبة.
. ولم نقف ولو للحظة على الكيفية التي عين بها حمدوك طاقم مكتبه متجاهلين الأهمية القصوى لأمر كهذا..
. وشكل حمدوك حكومته من عدد مهول من وزراء متخاذلين فتحوا الباب واسعاً للكيزان لتخريب أعظم ثورات السودانيين، بدءا من حقيبة الإعلام التي كان من الواجب أن يكون لها القدح المعلى في التغيير المنشود. مروراً بالداخلية وغيرها وانتهاءً بالخارجية.
. والآن فقط نتساءل عن عمالة أو خيانة هبة للثورة، بعد أن اتهمها أحد أعضاء لجنة التفكيك صراحة!!
. والأكثر غرابة أن الإتهام لم يأتِ إلا بعد رحيلها من الوزارة، مع أن مناع عضو بلجنة يقال أنها تفكك نظام (الساقطين) وتحارب المفسدين.
. هبة ما براها يا قوم حتى نستغرب من أين أتت، وكيف وصلت للمنصب الهام والكبير، فجميعهم قفزوا لمناصبهم في غفلة منا.
. إن إنتظرنا في كل مرة مغادرة مسئول لمنصبه في حكومة الهوان هذه حتي نقف على سلبياته وتهاونه، بل وعمالة البعض فسوف يصبح علينا صباح نجد فيه انفسنا بلا وطن يأوينا. kamalalhidai@hotmail.com