هذه الحافلة الضخمة المتجهة إلى مصر فراراً من اللهيب كانت تحمل في جوفها اسرة واحدة ممتدة تفرق افرادها

 


 

 

هذه الحافلة الضخمة المتجهة إلى مصر فراراً من اللهيب كانت تحمل في جوفها اسرة واحدة ممتدة تفرق افرادها في احياء العاصمة والولايات والدول العربية والخارجية وجمعتهم حافلة جلسوا فيها يعتصرهم الألم وكان يمكن لهذه الرحلة ان تكون زفة فرح وزحمة الوان ولكن أتت الري

الدعم السريع وصل ( ام دافوق ) وهي نقطة حدودية بين السودان وأفريقيا الوسطى واستولى عليها وكان سبق لحميدتي إن دخل افريقيا الوسطى بإذن أهلها وتكرموا عليه بثلاثة مناطق في شمالها لزوم ان ينقب فيها عن الذهب !!..
كما تعلمون فإن فرنسا لها وجود في تشاد ومؤخرا رفع لها حاكم مالي الكرت الأحمر وفضل عليها فاغنر الروسية ذات السمعة السيئة ويمكن ان نقول ان فرنسا مازالت في سواحل غرب أفريقيا لا تريد ان تغادر مناطق نفوذها القديم ولكن روسيا لها بالمرصاد والصراع بينهم علي أشده والصين أيضا دخلت الميدان وامريكا كلما دخل الروس بلدا يركبها ألف عفريت وهذا ما جعل ضغط الدم يرتفع عندها عندما وعد حميدتي بوتين بقاعدة عسكرية علي البحر الاحمر وخاصة عندما نالوا من ذهب بني عامر الذي كان سره باتع في إفشال العقوبات الاقتصادية الأمريكية المفروضة علي الكرملين وأحفاد لينين وبولقانين أحباب الشعب !!..
نعم سنظل نبكي كما لا يزال العرب يبكون علي الاندلس ( الفردوس المفقود ) والعاصمة الجميلة التاريخية ذات البريق صارت مثل خرائب بعلبك والنار التي احرقتها بدأت ترحل الي الولايات ودارفور في معظمها صارت كتلة من فحم والأبيض محاصرة والايقاد تقول كلام والبرهان يقول لا وامريكا أصابها الضجر مع رفيقتها السعودية واعلنا بالفم المليان إن مايقوم به الجنرالان هو لعب عيال يستحق بعد ذلك العصا الغليظة والسودان موعود بالفصل السابع !!..
الذي يغيظ إن البرهان تأتيه ( البخرات ) من الكيزان لمعاندة الأمم المتحدة والايقاد والاتحاد الافريقي ووزارة الخارجية مازال يعشعش فيها الجهل لأنها ببساطة تحت سيطرة الكيزان !!..
بلدنا الجميل الوديع المسالم وضعته الجغرافيا في فك الأسد وتكالبت عليه الدول الكبري ودول الإقليم وحتي الامارات هذا العشر القام ليهو شوك اخترقتنا مخابراتها وجندت من أبناء بلدنا مخالب قط ينفذون لها امنياتها وحلمها في ان تكون دولة لها وزن وقافية !!..
وصلنا بعد رحلة شاقة الي مصر وفي المعبر وجدنا مساعدة قيمة من الهلال الأحمر طعاما وشرابا وهدايا وكان التعامل في الجوازات في قمة الرقي !!..
نعم ازداد الضغط علي المعابر وظهرت حالات تزوير في المستندات بسبب اللهفة لدخول مصر بأي وسيلة كانت ومهما كان الأمر فإن التزوير غير مقبول ولذا وضعت السلطات شروطا جديدة أغضبت اهلنا الفارين من جحيم معارك الجنرالين !!..
وجدنا السماسرة وهم آفة هذا الزمان وقد جاءوا الي مصر لممارسة نفس أفعالهم البغيضة وبسببهم ارتفعت ايجارات الشقق لأربعة أضعاف والسوق مولع نار ومع كل ذلك كان المواطن المصري يفهم تماما حقيقة الصراع في السودان ويتعاطف معنا غاية العطف في حدود الإمكان !!..
نقول التحية لمصر الشقيقة لأنها الوحيدة بين الدول العربية التي فتحت لنا أبوابها ولكن بقية الدول العربية فضل بعضا منها فتح الابواب لإسرائيل وإغلاقها تماما في وجهنا وكأنه لم يكن لدينا عندهم يد سلفت ودين مستحق !!..
معليش شدة وتزول وجزي الله الشدائد كل خير عرفت بها عدوي من صديقي !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
لاجيء بمصر .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء