هذه المرأة: رشا عوض

 


 

 

د. أحمد جمعة صديق
الاستاذة (رشا عوض) من الاقلام الجريئة وعلامة مضئية في اعلامنا الحر وصوت قوى من أصوات الحق ومناضلة قوية يقلمها ولسانها ومواقفها في نصرة الديموقراطية وارساء قواعد الدولة المدنية. وتجد كتابات الاستاذة رشا القبول من طيف واسع من القراء والمستمعين لصوتها أحيانا لما في هذه المقالات والمحاضرات من أهمية ومعلومات،يتم عرضها بمهنية عالية. وانا شخصيا أتهيأ لقراءة مقالات الاستاذة بشكل طقوسي لاستوعب الرسالة بصورة جيدة...وما يحببني في هذا القلم الجرأة ووضوح الرؤية وترتيب الافكار بصورة سلسلة، مما يجعل من طريقة كتابة مقالها مدرسة فنية، يمكن ان تعرض على طلاب الاعلام في معاهد ومدارس الصحافة. كل ذلك مدعوم بخبرات واطلاع وافر في جميع ضروب المعرفة مما يجعل من قراءة ما تكتب جدير بالقراءة للمتعة والفائدة. تقرأ لها باستمتاع ولو كنت على غير وفاق معها فيما تقول، فهي تورد الحدث مع الدليل الملموس وتدلي برأيها بسند مقبول.
وما دفعني اليوم للكتابة عن هذه المراة الصحفية والاعلامية والكاتبة المبدعة مقال دبجته في يوم 10-5- 2024 ونشر في كثير من الصحف الالكترورنية بعنوان(فرضية تحقيق السلام عبر الحوار مع الكيزان). والمقال يبدأ بمقدمات ومناقشات ثم استنتاجات مبنية على أسس قوية وجدل يقوم على منطق. وخلاصة المقال تقول رشا: (على دعاة السلام والتحول الديمقراطي السعي لتقليص مساحات تمدد الكيزان لا المطالبة بتوسيعها عبر حصة اضافية لمشاركة الحركة الاسلامية و المؤتمر الوطني المحلول بأمر الثورة)، لان المؤتمر الوطني (لا يخفي انحيازه السافر للأجندة الحربية والاستبدادية وعملهم بصورة منهجية لعرقلة أي توجه للسلام ورهانهم الاستراتيجي على تنظيمهم الامني والعسكري في السيطرة المطلقة على البلاد!)
وتقول رشا أن (هناك فرضية مفادها ان الطريق الى وقف الحرب يجب ان يبدأ بإشراك الكيزان في اي حوار يهدف الى توافق وطني حول كيفية ايقافها، بحكم كونهم عنصرا أساسيا في إشعالها واستمرارها وبالتالي لن تتوقف الحرب إلا بالحوار معهم حتى يقتنعوا بالسلام، هذه الفرضية مختلة). تري رشا ان هذه الفرضية مختلة لاسباب منها أن(هذه الفرضية تتعامل مع الكيزان كتيار سياسي طبيعي يرغب في حياة سياسية طبيعية في السودان على قدم المساواة مع بقية القوى السياسية في البلاد في اطار حكم مدني ديمقراطي). وترى الاستاذة رشا ان هذه مجرد (اكذوبة تروجها بمثابرة الآلة الإعلامية الكيزانية) لان (مشكلة الكيزان مع خصومهم كما تقول (انهم يروجون بانه تم اقصائهم في الفترة التنتقالية وبالتالي يجب جبر خاطرهم المجروح بالحوار!!) ولكن الاستاذة رشا ترى ان الكيزان غير مؤهلين لهذه المنة لانهم يراهنون على (التنظيم الأمني العسكري الاخطبوطي المرتبط بشبكة ضخمة من المصالح الاقتصادية التي بطبيعتها تحتاج لنظام سياسي قابض وقامع يضمن استدامتها، لانها من النوع الذي لا يعيش الا في الظلام والقمع ، فضلا عن ارتباطات ايدولوجية ومصلحية عابرة للحدود، وقبل هذا وذاك قناعة راسخة بأن احتكارهم للسلطة هو احد نواميس الطبيعة السياسية! هو حق طبيعي وبديهي لا مجال لمجرد مساءلته!). والناظر للامر يجد صدق هذا الكلام ويؤيده ما كانوا يتبججون به بأن هذه البلد بلدنا وكأنه كما تقول رشا أن هذا التنظيم (لا يرى في السودان الا ضيعة مملوكة له سلبتها الثورة بدون وجه حق! وحتى كتابة هذه السطور لم يصدر من الكيزان كتنظيم أي خطاب سياسي جديد فيه مؤشرات للتراجع عن نهج الاحتكار والاستقواء على الشعب بالقوة العسكرية، حتى أثناء استنفارهم المواطنين للقتال في حربهم الحالية مع قوات الدعم السريع لا يقدمون لهذا الشعب وعدا بتغيير منهجهم السياسي الذي اورد البلاد موارد الهلاك)ز ويبدو كان هذه هي القناعات الراسخة بانهم خلفاء الله في هذه البلاد وما سياسة التمكين التي انتهجوها منذ بداية تسلطهم على الرقاب الا دليل قاطع على هذها النمط من الفكر الاحتكاري و يتم باسم الاله والدين .
وتورد رشا بأن الكيزان شرعوا في العمل ضد الثورة منذ يومها الاول (... في تجريف الملعب السياسي من خصومهم بفجور اعلامي وبلطجة سياسية لم يشهد لها التاريخ مثيلا، فلسان حالهم ومقالهم يقول بوضوح لا لبس فيه، يجب طي صفحة الثورة نهائيا وحذف مفرداتها من القاموس السياسي وعلى رأسها الحكم المدني الديمقراطي، والاصلاح الامني والعسكري )ز وهم يفعلون ذلك وكأن الشعب السوداني مدين لهم ويجب عليه (ان يبصم على تعويض الكيزان عن ما تم من تفكيك جزئي لتمكينهم نتيجة هذه الحرب! ومكافأتهم بالإبقاء على مليشياتهم المتناسلة! ومباركة عودتهم الى السلطة عبر الجيش الذي يفرضون الآن فكرة تقديسه لا لسبب سوى انهم يرغبون في استخدامه كحصان طروادة الذي يحملهم الى السلطة مجددا، ويستخدمون التنظيم العسكري والامني لتحقيق هذه الاهداف.) وتفند مزاعمهم باشعال نار الحرب عمداً ( لاخراس أي حوار والاستيلاء على السلطة بالقوة، وعندما فشلوا في ذلك يرغبون الان في ان يحققوا ما فشلوا فيه بالحرب عبر الاحتيال السياسي تحت لافتات الحوار السوداني السوداني). وكلمة الاحتيال السياسي هنا ذات مدلول قوي لانها كلمة محورية في نمط التفكير الكيزاني اذ بادروا بالاحتيال منذ اليوم الاول لانقلابهم المشئوم ان يذهب البشير الى القصر رئيساً ويسير الترابي ال السجن حبيساً. وهذا لم يكن من الحصافة في شئ بل هي الخسة والانتهازية باسم الدين)
وترى الاستاذه رشا ان الحوار معهم ليس مجدياً فهي ترى الحوار ( ليس الا استهبال تكرر في عهدهم المشؤوم في مؤتمر الحوار الوطني بداية التسعينات وصولا الى حوار الوثبة في 2014 وكانت المحصلة صفرية! ) ولذلك تري ان (حل معضلتهم هو الحصار السياسي المدروس الذي يجبرهم على حوار حقيقي بين انداد متكافئين).
هذا تلخيص لمقال الاستاذه رشا عوض كما اطلعت عليه في صحيفة سودانايل. وارى انني قد ابتسرت المقال وربما يكون في ذلك خلل، ويمكن الاطلاع على المقال كاملاً في الرابط أدناه لتحقيق المتعة ولمزيد من الفائدة. حفظ الله الكنداكة رشا عوض من كل سوء فقد كانت حواء السودان وقود الثورة ونارها.

https://sudanile.com/%D9%81%D8%B1%D8%B6%D9%8A%D8%A9%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%B9%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%8A%D8%B

aahmedgumaa@yahoo.com

 

آراء