هل لابد أن يذهب نظام البشير بانقلاب عسكرى ؟!!

 


 

تاج السر حسين
26 September, 2010

 


 royalprince33@yahoo.com
ندرك بأن المجتمع الدولى قد تغير وأصبح لا يقبل ولا يؤيد الأنقلابات العسكريه ولا يستسيقها حتى لو اطاحت بانظمه  ديكتاتوريه اتت  فى السابق على ظهر دبابه مثل نظام الأنقاذ ، لأن التجارب أثبتت بأن الأضرار التى تنتج عن هذه الأنقلابات عادة ما تكون اسوأ من النظام القائم مهما كان شموليا وديكتاتوريا وظالما، وتعيد الأوطان للوراء أكثر مما تقدمها للأمام، وأمامنا دليل واضح هو نظام الأنقاذ الذى اعاد السودان للوراء أكثر مما كان عليه الحال فى عام 1989 مهما خدع الناس وضللهم وأوهمهم بحدوث تغيير ما فى السودان مستغلا الأله الأعلاميه الكذابه، ومؤشرات التغيير لديها العديد من الموازين والمعايير من بينها التطور الذى يحدثه النظام فى مجال التعليم (النوعى) قبل الكمى والخدمات الصحيه والمحافظه على البئيه وسجله فى حقوق الأنسان واستغلاله للموارد الطبيعيه بصوره مثاليه ومحاربته للفساد وفى القدر الذى يتيحه من الحريه والديمقراطيه ومشاركة المواطنين فى صنع القرار بارادة كامله دون أستغلال لظروفهم المعيشيه أو الأقتصاديه.
وفى جميع هذه المجالات حققت الأنقاذ (صفر) كبير!
لكن ورغم ذلك الرفض العالمى للأنقلابات وعدم  تائيدها والتعامل معها كما حدث مع (مورتانيا) التى انقلب رئيسها الحالى على من سبقه قبل أن يدخل فى انتخابات (صوريه) ثبتت نظامه ومنحته قدرا من الشرعيه .. لو أغمضنا أعيننا وتخيلنا أن نظام الأنقاذ لم يسيس و(يؤدلج) جميع المؤسسات السودانيه المدنيه والعسكريه وتركها محافظة على استقلاليتها وقوميتها  وانحيازها للوطن وللشعب خاصة عند الشدائد والأحن وفى  مثل هذه الظروف الصعبه، التى يمر بها السودان الآن، اما كنا نتوقع انقلابا عسكريا يطيح بنظام البشير فى كل يوم طالما تسبب فى انفصال الجنوب وتهديد وحدة البلاد وسلامة مواطنيه للدرجة التى جعلت امريكا عدو (النظام) الأول تقدم له (رشوه) أو جزره لكى يمضى الأستفتاء فى طريقه آمنا ونزيها دون تدخل أو اعاقه من المؤتمر الوطنى ودون تأليب واغراء للأنفصاليين الذين يمدهم بالمال والسلاح لكى يعيقوا مسيرة الأستفتاء التى سوف تؤدى للأنفصال، كما هو متوقع – للأسف الشديد - وقادة المؤتمر الوطنى يعلمون هذا جيدا بل كانوا يتفاخرون به فى مجالسهم الخاصه، وقد عملوا لهذا الأنفصال منذ اول يوم أغتصبوا فيه السلطه لكن خاب مسعاهم بافلاس وتدهور اقتصادى جعلهم طامعين فى بترول الجنوب وخيراته وعلاقاته المميزه مع الغرب أكثر من رغبتهم فى وحدة البلاد؟
ولماذا لا نتوقع مثل ذلك الأنقلاب اذا كانت المؤسسات (العسكريه) قوميه، الم يرتكب البشير حماقته تلك حينما أنقلب على النظام الديمقراطى القائم بدعوى عدم اهتمام النظام فى ذلك الوقت بالقوات المسلحه وبتردى احوال البلاد وتعرضها للخطر وهل وصل ذلك الخطر درجة الأنفصال؟
اذا ما هو المصير المفروض ان يلاقيه نظام فرط فى وحدة وطن وفى حدودها وفى حياة مستقره فى أدنى حد لمواطنيه؟
أن افراغ المؤسسات العسكريه والمدنيه من الخبرات التى هاجرت الى جميع دول العالم، وتحويل الدوله السودانيه الى دولة حزب مما افقدها قوميتها جريمه كبرى تضاف الى جرائم الأنقاذ يجب الا تسقط بالتقادم.
وأنه لشئ مؤسف للغايه أن نسمع ونقرأ تصريحات عنتريه غير مسوؤله صدرت  على افواه قادة (مراهقين) فى النظام يتوعدون ويهددون أخواننا الجنوبيين مستبقين نتائج الأستفتاء بأنهم اذا اختاروا الأنفصال فلن يكن لهم بقاء أو وجود فى الشمال وهذا استهداف وتحريض للمتطرفين يجب ان يعاقب عليه كل من صدرت منه مثل هذه التصريحات المنفلته.
وهاهى الجاره مصر التى اعلن السودان استقلاله منها ومن الحكم الأنجليزى فى عام 1956 بقرار من داخل البرلمان يقيم فيها أكثر من مليون سودانى، يدبرون حياتهم كل بحسب امكاناته وظروفه، صحيح انهم لا ينعمون جميعا بالراحه والأستقرار لكنهم فى النهايه يعيشون آمنين مطمئنين يعانون مثلما يعانى باقى افراد الشعب المصرى، ولم نسمع  صوتا واحدا ينادى بابعاد السودانيين وطردهم بصوره جماعيه نتيجه لهذا الموقف أو ذاك.
ان هذا المسوؤل (المراهق) سياسيا مهما كان وزنه يجب ان يتعرض الى مساءله ومحاكمه جراء تصريحاته العوجاء الهوجاء هذه التى تؤدى الى الكراهيه والى حاله عدائيه اختار الجنوبيون الوحده أم الأنفصال.
وللأسف من (تقيأ) هذا التصريح فاقد للأنسانيه فى أدنى مستوياتها وجاهل بالتاريخ فالجنوبيين من اصلاء القبائل السودانيه عاش اجدادهم واسلافهم على هذه الأرض الطيبه منذ أن نشأت الخليقه وظهر الأنسان على وجه الأرض.
بدلا من هذه التصريحات الخرقاء كان المفروض أن نسمع تصريحات هادئه تدعو للمحبه وللأخاء (وللوحده) الوجدانيه تحت كل الظروف حتى لو وقع الأنفصال، وهل يعقل أن يختار الوحده انسان حر وعاقل يقال له اما أن تختار الوحده أو تطرد من المنزل الذى تعيش فيه؟
وهل فكر هذا المسوؤل (المراهق) فى مصير الشماليين المقيمين فى الجنوب وكيف يمكن ان تتضرر مصالحهم بمثل هذا التصريح الطائش؟
صحيح فاقد الشئ لا يعطيه وكيف ننتظر محبة وعبارات رقيقه من مجموعه أدمنت الكراهية والحقد والتفرقه بين الناس وحرضت ودعت اليها؟
وصحيح ما قاله المتصوفه: (الما عندو محبه، ما عندو الحبه).
رغم كراهيتى للأنقلآبات العسكريه .. لكنى تمنيت حقيقة فى هذه اللحظه التاريخيه لو كانت النقابات فى ايدى قادة مهنيين جاءوا عن طريق انتخابات نزيهه ولو كانت القوات المسلحه مؤسسه قوميه منحازه للشعب لا للحزب حتى تخلص الوطن من (مراهقى) السياسه وأن تعمل على الوحده بين الشمال والجنوب باعلان السودان دوله مدنيه لا دينيه اساسها المواطنه، ثم تعد على الفور انتخابات حره ونزيهه لا مزيفه لا تعزل سوى الطغاة والشموليين والديكتاتوريين، حتى تعود (الديمقراطيه) الحقيقيه التى يعشقها الشعب السودانى ولا يرى بديلا عنها اساسا للحكم.
هل فعلا لا يوجد سبيل غير انقلاب عسكرى للأطاحه بنظام البشير وتخليص الوطن وانقاذه؟
هل يستحون ويعلنون التنحى والفشل وتسليم السلطه لمن لديهم القدره على هذا الأنقاذ ولو فى هذه الأيام القليله المتبقيه؟
أشك فى ذلك !!!!!!!
 

 

آراء