هاهي الأرض تغطت بالتعب والبحار اتخذت شكل الفراغ وأنا مقياس رسم للتواصل والرحيل وأنا الآن الترقب وانتظار المستحيل .... أبدأ مقالي هذا باقتباس كلمات الاستاذ شمو والتي تغنى بها الرجل الاستثنائي والذي قلَّ أن يجود الزمان بمثله..... كان يحمل ملامح وطن ويرسم خريطته في قلبه وعقله ووجدانه ...رغم إصرار البعض ليصبغوا انتماءاته لحزبية ضيقة وهو الذي لا يمكن أن يؤطر نفسه لجماعة محدودة ، فهو حمل هم وطن بحاله في تفاصيل جسمه النحيل وظل قلبه ينبض بحب الوطن الذي نحلم به... اللهم أرحم الرائع مصطفى سيد أحمد ... هل نحن في انتظار المستحيل؟؟ هل بعد كل هذه التضحيات والبطولات والصراع الذي لم يهدأ يوما منذ أن جثم على صدورنا من سمى نفسه زورا وبهتانا انقاذا !! وتبنى شعارات هو أبعد منها من أطراف المحيط الطلسي ... وظل يتخذ دعوات حق أراد بها باطلا مزهوقا ... هل يمكن أن يتمخض كفاح شعبي لازالة كهنوت ظل يفرم ويقهر ويسحق ونجح بامتياز في تغيير خارطة وطن جغرافيا ومعنويا، حيث طالت فترة المعاناة والعذاب والدمار الشامل...هل يمكن أن يتمخض ذلك في المزيد من المعاناة؟ في خضم هذا الاحباط وبحمد الله أشرقت لنا شمس الأمل حيث أن ما حصلنا عليه هو مشروع نتطلع عبره لتغيير ذلكم الواقع المزري. ظللنا نكرر القول بأن شجرة الأمل تحتاج لرعاية من نوع خاص ، وتتطلب بعض أنواع المُخصِّبات والتي أصبح الحصول عليها ضرب من المستحيل ... حيث في خضم هذا الاحباط طلَّت علينا بشارة خير بإمكانية رعاية واقع جديد لعشقنا الأزلي وقصة غرامنا التي هي مُحكَّرة جوه القلب ... ألا وهي سنار الغالية... فقد مثَّل اختيار الرجل القامة السامقة استاذ الماحي محمد سليمان الذي أعطى وما استبقى شيئا فتحا جديدا ، فهو ينتمي لفئة الملائكة التي تمشي على الأرض ، وضمن قوم ظلوا يضيئوا شمعة العلم حربا على الجهل والعتمة. قدم التضحيات التي يعرفها وخبرها حتى ورق الشجر بسنار وصخور الخزان الشامخ... نجده هو من نافح وكافح ضد أعتى رموز الاستبداد الذي أدخل سنار في غياهب الجب وهو المدعو أحمد عباس الذي مارس كل أساليب الإجرام الممكنة والمستحيلة ، ودمر كل ما هو جميل ورائع في ولايتنا ومدينتا الغالية ، فقد سرق البهجة من روح كل متطلع للفرح والحبور وأد كل بارقة أمل تلمع في عيون الصغار والشباب وأجهض كل مشروع يمكن أن يسهم في ايجاد مظلة يتكئون عليها كبارنا بعد خدمتهم الطويلة للوطن الحبيب.... ومن أمثلة التدهور ... ذلك المنظر الذي لم أتمالك نفسي فيه حيث تسربت من عيني دمعات ساخنة وأنا أطالع التفرير الذي أرسله زملائي في مجموعة مدرسة سنار الأميرية وأنا أرى ركاما ودمارا لصرح قد هوى بفعل فاعل هل يمكن أن يكون هذا الموقع الذي رأيته موئلا لنهل علم ومعرفة؟ هل هذه هي معشوقتنا التي سرحنا ومرحنا فيها يملؤنا السرور وتحفنا البهجة والأمل .. من الواضح أن مسؤوليي ذلك الزمن الأغبر لم يكن المدارس والتعليم يحتل أدنى درجات اهتمامهم ، بينما ترى منازلهم ومكاتبهم تضارع تلك التي في أغنى الدول والمجتمعات وبالمناسبة ... لا يخالجني شك في أن لولا جهود أهلي في الحوش الكبير لحدثت كوارث وانهارت سقوف وجدران دور العلم فوق رؤوس فلذات أكبادنا ، لأن حالتها كانت أكثر بؤسا ؛ ولكن مبادرات شباب بني وطني الذين يحملون الهم في غياب كامل لمن يدَّعون أنهم قادة ومسؤلين وحاملين لواء الاسلام وناشرين للفضيلة عطفا على تلكم المآسي ... دعونا ننفض الغبار ونعقد الجلسات ونستنفر الهمم ونعد المناهج العلمية لتغيير الواقع المزري ؛ فأستاذنا الماحي ليس واليا ليجلس في المكاتب ويستغل المناصب ، ولكنه جندي يحمل سلاح التغيير ومعاول البناء ومعها فرشاة لرسم الابتسامة من جديد ولكن هل يمكنه فعل ذلك منفردا؟؟ إنها إشارة ورسالة لنا جميعا ... فهل من مُجيب؟؟