هنيئاً للشعب السوداني وشكراً للأشقاء والأصدقاء

 


 

الطيب الزين
17 August, 2019

 

 

هنيئاً لجماهير شعبنا التي ناضلت وتحملت أعباء نضالها وتضحياته أرواحاً ودماءاً ودموعاً، ومشت فوق أشواك النضال ملايين الخطوات حتى تكللت مجاهدات ثائراتها وثوارها في ميادين النضال وقاعات الحوار، بإسقاط الطاغية، وتخطي عقبات التفاوض، بالحكمة والصبر والعزيمة، وعون الأشقاء الأفارقة ممثلاً في الأكاديمي والدبلوماسي المخضرم الموريتاني، محمد الحسن ود لبات، والسفير الأثيوبي الأستاذ محمود درير، الذي سجل أسمه وأسم بلاده الجميلة، بأحرف من نور في قلوب الملايين من الشعب السوداني، بموافقه ومشاعره الصادقة، التي سكبها دموعاً، فكانت شموعاً أزالت من دواخلنا ظلام العقول، وعززت مساعي المبادرة الكريمة التي إبتدرها الدكتور إبي رئيس وزراء الشقيقة والجارة أثيوبيا التي نحييها وشعبها الشقيق .

ولا ننسى مواقف الأسرة الدولية، بكل منظماتها ودولها، دول الترويكا والإتحاد الأوربي والولايات المتحدة الإمريكية والأمم المتحدة، وكل الخيريين في العالم الذين تعاطفوا مع الشعب السوداني وثورته وساندوها في الداخل والخارج، وخرج البعض في مسيرات الجاليات السودانية في أمريكا وأوروبا وكندا وأستراليا رافعين ومتوشحين الأعلام السودانية، واللون الأزرق الذي تبناه أحرار ومشاهير العالم رمزاً للتضامن ومؤازرة للسودان وشعبه وثورته الظافرة.
وتحية خاصة لأخوتنا في أرض المليون شهيد الشقيقة الجزائر ، الذين توشحوا بعلم السودان وأطلقوا الهتافات تعبيراً عن دعمهم ومساندتهم، في مسيراتهم من أجل ثورة الحرية والكرامة وتهانينا للجزائر بفوز منتخبها بكاس الأمم الإفريقية.
لكل هؤلاء، نقول: ألف شكر، ومليون تحية ورسالة محبة وتقدير، فأنتم بحق رسل سلام ومحبة، قد وسعتم بأفعالكم ومواقفكم النبيلة في دواخلنا مساحات الأمل والفرح ومعاني الإنسانية، وعززتم فينا قيم الأخوة والتضامن، فوعداً لكم، ولشهدائنا الأبرار الذين هم أكرم منا جميعاً، الشعب السوداني بثواره وثائراته وقواه الوطنية الحية سيجعل من إعلان الإتفاق النهائي بين قوى الحرية والتغيير، والمجلس العسكري الإنتقالي، بداية كرنفالات الفرح الأصيل والعمل الحثيث والإنتاج الوفير والإبداع الجميل لتخطي كل عقبات الحياة بالعقول والسواعد، والخيال الواسع، والريشة والموسيقى وهدير المحاريث في الحقول وأقلام الرصاص وهي تخط قصة جيل جديد، مُصر على صنع الحياة التي تليق بشعبنا وتضحيات شهدائه ومناضليه.
حتماً ستحرر العقول وتنمي الحقول، بسواعد شبابنا الفتية لتعطي وتنتج وتبدع، في معركة التحدي الماثلة، التي لن تكون معركة الحكومة المدنية لوحدها، وإنما معركة كل الشعب في الداخل والخارج، لتحرير السودان من شبكات الفساد، وجرائم رموز الإسلام السياسي، بعد أن حرر الشعب السوداني، إرادته من أكاذيبهم ومؤامراتهم ، وقد حانت فرصة تاريخية لتحرير الدين من ألاعيبهم وخباثاتهم، ليكون النشاط الديني مستقلاً تماماً، عن النشاط السياسي، قطعاً للطريق على المغامرين والإنتهازيين الذين يوظفون الدين لغايات سياسية بحتة.
وتجربة حكم الإستبداد والفساد خير شاهد وأفقدت الكيزان مصداقيتهم ليوم الدين.
فأبشروا يا أصدقاء يا أحباب.
شباب السودان وشاباته قادمون، ليبنوا وطنهم من جديد، ويجعلوا منه وطناً للمحبة والسلام والعيش الكريم .
مجدداً مليون سلام للشعب المعلم.
واليوم سأعاود سماع الموسيقى وأغاني الفرح ، إحياءاً لمشاعر الأمل من فناني المفضل المبدع عبدالكريم الكابلي.
وأبدأها بأغنية القومة ليك، يا وطني.
بعد مقاطعة الموسيقى والأغاني، منذ إنطلاق ثورتنا الظافرة التي عصفت بالطاغية وكل رموز الخراب.

eltayeb_hamdan@hotmail.com

 

آراء