هوامش من دفتر تحضير معلم

 


 

 


modnour67@gmail.com

   اتيح لي ان اعمل لفترة كمعلم كانت ىتجربة ثرية ونقطة حياتية مهمة احببت ان اشرككم من الدروس المستفادة منها كنت اعلم وفي نفس الوقت اتعلم من زملاء امتهنوا المهنة قبلي من ذوي الجدارة و الخبرة الحياتية والمهنية الطويلة عايشوا طلاب و سافروا الي مناطق متنوعه خصوصا وان المعتاد فت تلك الفترات انتقال الموظفين والمعلمين خصوصا في كافة انحاء السودان شماله شرقه او غربه وهي جهات تقطنها اثنيات مغايرة بالتالي فان فهمهم وطريقتهم في الحياة تختلف عن ما يعتاده الانسان في بلده مما يوسع رؤيته ونظرته للامور ومن يعيش وسط الاخرين يضيف خبرة ومعرفة الي ما يتوفر لديه وانتهز هذه الفرصة وادعوا االاخوان والابناء المقيمين خارج السودان بفعل الهجرة او كسب العيش ان يحاولوا التعرف علي من يعيشون وسطهم ان ذلك يفيدهم كخبرة من ناحية كما تسهل لهم التعايش بسلاسة من ناحية اخرى لانهم عرفوا ثقافات الشعوب التي يعيشون بينها وما يحبون وما يكرهون وكيفية التعامل معهم . كما انني من خلال عملي افدت من الطلاب الذين اعلمهم حاولت ان افهمهم وبالتالي قد اكون تمكنت من فهم نفسي الي حد ما اصعب شيئ هو ان تعرف في نفسك نواحي الضعف ونواحي القوة وهذا سؤال مما يطرح في مقابلات التوظيف .

    الامر الاخر ما نلاحظه جميعا من تدني مستوي التعليم و المتعلمين افتقد اساليب كانت متبعة اري انها مفيدة مثل الجمعية الادبية التي كانت تنعقد كل اسبوع مساء يحضرها جميع الطلاب باشراف احد المعلمين وغالبا من معلمي اللغة الغربية يحضر التلاميذ موضوعات متنوعه تقدم للمعلم الذي يطلع عليها يوجه مقدم الموضوع لبعض النقاط للتركيز عليها او اضافة اخري او الرجوع لمصدر معلومات معين . في الموعد المحدد تتفتح يقوم كل طالب بالقاء موضوعه امام زملائه من الطلاب في ثقة وتمكن من الموضوع بالقاء سليم بعد الانتهاء يفتح الباب للنقاش لطرح الاسئلة من بقية الطلاب وعلي مقدم الموضوع الاجابة علي اسئلة الزملاء قد يتدخل المعلم في الحوار مضيفا او مصححا يشكر علي ما قدمه وتتاح الفرصة لاخر وهكذا هذا النوع من النشاط التعليمي خارج اطار المنهج ينمي روح البحث و الاطلاع ويعزز الشجاعة الادبية من خلاله يظهر القادة والمبدعين والادباء ينمي روح الحوار وقبول الاختلاف واحترام وجهات النظر المختلفة يمكن الجيل الجديد من الاستفادة من خبرة الاجيال السابقة وغير ذلك من الامور الايجابية المطلوبه في تربية الابناء ولعل فقدان مثل هذا التواصل بين الاجيال والافادة من خبرتهم ادي الي انتشار ظواهر سلبيه خطيره لعل اخطرها انجذاب الابناء لمنظمات تتبني افكار تسعي للتهديم والتحطيم دون برنامج للبناء مما يهدر مقدرات هامة لنهضة الامم هي فئة الشباب .اذا كانت لي من دعوة اتقدم بها لاخواني من الاباء والاهل هي ان يحرصوا علي التواصل الفعال مع الابناء حرصهم علي التواصل مع المعلمين وان يكونوا قريبين منهم لا بتوفير الامور المادية فقط بل وبمراعاة الاحتياجات المعنوية للابناء . وان يكونوا بجوارهم في كل وقت مستعدين للاجابة علي كل ما برد في خاطر الابناء و تشجيعهم علي التفكير المستقل والتحلي بالشجاعة الادبية و الاستقلالية وعدم الانقياد الاعمي دون بصيرة خصوصا ونحن نعيش عصر التقنية المتقدمة وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي العابرة للحدود والثقافات وفيها ايجابيات لكن هناك بلا شك سلبيات وهنا اتنكر قول ينسب لغاندي الزعيم الهندي يقول انه يسمح لكل الرياح ان تهب عليه لكنه لا يسمح لاي منها ان تقتلعه من جذوره وهذا قول صحيح نفتح النوافذ مع التوعية والتحصين وتشجيع عملية الفرز و الاختيار الايجابي كل ذلك حتي يكونوا ممن يعتمد عليهم كسواعد البناء لا الهدم . بمراعاة ذلك تحقق الاسرة مرادها و يضمن الوطن التقدم بمشيئة الله. في النهاية الامر هو عبارة عن عملية تراكم خبرات بين الاجيال ومعرفة و ايجاد مسارات مفتوحة للتواصل والافادة من الجميع ربنا يوفقنا في تحقيق هذه المساعي آمين .

 

آراء