هيئة تصحيح مسار جامعة وادي النيل: كيف يستقيم الظل والعود أعوج

 


 

 


بسم الله الرحمن الرحيم

كيف يمكن تكريم مدير جامعة وادي النيل الســابق من قبل مؤسسة ساهم في تدميرها!!!
مرت على جامعة وادي النيل سبع سنوات عجاف كانت حصيلة سـياسـات مديرها السابق
د.علي عبد الله النعيم، الذي استأثر بالمنصب والتف حوله عدد من النفعيين الذين لا يحملون مؤهلات علمية جديرة بأن تقدم الجامعة، مما أدى إلى انهيارها أكاديمياً وتدني مستواها مقارنةً برصيفاتها من الجامعات السودانية. ظهر ذلك في نسب قبول الطلاب المتقدمين للالتحاق بالجامعة مما أدى إلى تدني مستويات الخريجين. ولم يقدم المدير السابق أي بادرة أو محاولة للارتقاء بالجامعة، كان كل همه المال والاستثمار، بل ظل منغلقاً على نفسه وفي مكتبه لا يستطيع أحداً من الأساتذة الدخول إليه إلا عبر عقبات. وإذا تمكن أحد من الأساتذة الدخول إلى المدير لكي يحكي مشكلة أكاديمية أو شخصية يلاقي العنت لتحقيق ذلك، لأنه سيجد المجموعة الملتفة حوله تجلس لكي تعرف ما يدور بين الأستاذ والمدير، وما أن ينصرف الأستاذ حتى تبدأ التعليقات والسخرية من هؤلاء وتبخيس ما جاء من أجله سواء كان الأمر شخصياً أو يخص الجامعة أو الكلية التي يعمل بها، مما أدى إلى عزوف أساتذة جامعة وادي النيل عن إبداء آرائهم حتى في مجلس الأساتذة لأن ذلك كان يعني ببساطة إقالتهم من الأقسام أو الإدارات أو الكليات التي يرأسونها، وكانوا يعدون الأيام والليالي التي تخلصهم من هذا المدير والحاشية التي من حوله.
نريد أن نوضح بعض المسائل المتعلقة بإدارة هذا الرجل الذي أفسد الجامعة وأفسد التعليم العالي بأسلوبه الإداري لها، وهذه المسائل قليل من كثير وهي كالآتي: 
* أولاً كون هذا المدير إدارة الجامعة من أساتذة وموظفين غير مؤهلين لتولي المناصب القيادية، واستبعد حملة الدكتوراه من درجة أستاذ مساعد ومشارك وبروفيسور، بل وكان لا يطيق آرائهم ونصحهم له وأغلق أبوابه دونهم، مما أدى للتدني الذي نراه.
* ثانياً بدد أموال الجامعة في مسائل جد غريبة، كأن يسعى للدعاية الشخصية بأن يستعين بأحد المتخصصين في علم النفس لتقديم محاضرات عن أسس البحث العلمي !!! ويدفع له الملايين من حساب الجامعة ويدعى الأساتذة قسرا لحضورها، والجامعة تعج بالمتخصصين في مجال البحث العلمي.
* ثالثاً لاستخراج الشهادات إذا كانت من درجة البكالوريوس أو الدبلومات العليا أو الماجستير أو الدكتوراه عليك أن تبذل مالا تطيق من أجلها أو أن تتركها أو تذهب إلى الجحيم.                 1/ شهادة الدكتوراه أو الماجستير للطالب الأجنبي تكلف (300) دولار بدون التوثيق والإجراءات الأخرى، وهذا المبلغ يعادل اليوم ألفين ومائة جنيه بحساب الدولار سبعة جنيهات.  
2/ شهادة الماجستير والدكتوراه للطلاب السودانيين بمن فيهم أساتذة جامعة وادي النيل تكلف 180 جنيهاً.
3/ شهادة البكالوريوس اثنين وسبعون جنيهاً، ويستغرق استخراجها شهراً كاملاً.
الأدهى والأمر في ذلك أن هذه الرسوم تذهب في شكل حوافز لجيوب خمسة أشخاص فقط وعلى رأسهم المدير.
رابعاً تستثمر الجامعة في مجالات التعليم المفتوح والدراسات العليا والانتساب في الداخل والخارج، إضافةً إلى الدراسات الإضافية ومراكز الجامعة في كلٍ من أمدرمان وقطر.
وتقسم هذه الغنيمة على المدير السابق ومعاونيه من المراكز والاستثمارات في شكل حوافز مقننة !! وهو ما يعرف بالفساد المقنن، والذي لا يحاسب صاحبه في الدنيا!! فهم من يشرع ويقنن وينفذ ويحمي نفسه بالقانون الذي سناه.
وتظهر كشوفات الحوافز التي يتصدرها اسم المدير كما يلي:
1/ مركز الجامعة بأمدرمان.
2/ إدارة التعليم المفتوح بعطبرة.
3/ الدراسات العليا.
4/ الشهادات والتقويم، وهي إدارة تابعة للشئون العلمية.
5/ مركز قطر.
6/ الدراسات الإضافية، وهي دبلومات وسيطة كان الهدف من إيراداتها تحسين أوضاع الأساتذة والعاملين المادية، ولكن انقلب السحر على الساحر فأصبحت الدراسات الإضافية بلا مقر بعد أن قامت على أكتافها كلية العلوم والتقانة، وأصبح هنالك كشف يضم تسعة أشخاص يمثلون إدارة الجامعة، ويتقاضون حوافز شهرية من مركز الدراسات الإضافية، وهؤلاء الأشخاص لا علاقة لهم بهذا المركز، فهم لا يدرسون فيه ولا يعرفون البرامج التي تدرس ولا يعرفون مشاكل الطلاب ولا يشعرون بأدنى مسئولية تجاههم، همهم الأساسي صرف الحافز الشهري، وفي نهاية كل شهر تتقاطر العربات - المنهوبة بغير حق - على الحسابات في الكلية المعنية فقط لصرف الحافز.
هذا الحديث لا نخص به أساتذة الجامعة والعاملين بها والطلاب لأنهم أعلم بالحال الذي وصلت إليه الجامعة، ولكن هذه معلومات للحادبين على هذا الوطن وعلى مصلحة التعليم العالي ومؤسساته التي ينتظر السودان جني ثمارها.
فأمثال هذا الرجل ومن عاونوه لا يصلحون لإدارة مؤسسات يقع على عاتقها إحداث الطفرة التنموية التي ينتظرها الوطن. فهل شخص بهذه الصفات وغيرها مما يضيق المجال لحصرها يستحق أن يكرًّم؟ الأولى أن يقدم ومن معه للمحاسبة والتي ربما تؤدي بهم جميعاً إلى السجن!! 
ستظل جامعة وادي النيل منارة للعلم شامخةً بين رصيفاتها من الجامعات السودانية والعربية والعالمية، وستظل تتطهر وتنقي جسدها على الدوام من الأدران التي تعلق بها، لتكون بحق جامعة يشار إليها بالبنان لا ضيعة يمتلكها ثلة من عاطلي الموهبة والمخربين.

هيئة تصحيح مسار جامعة وادي النيل

 

آراء