واخجلي .. أي شعب نحن؟

 


 

 

في جرأة واستهتار كبيرين، طلبت سيدة على صفحتها بالفيسبوك مدها بأفكار (لإدخال) بذور الحنة (والنعناع- كما اظن) الى دولة تمنع ادخال اي بذور او نباتات، وسبق أن صودرت منها هي نفسها. وحجتها انها لا تقدر على البقاء هناك بدونهما!
حين قرأت بوست (الإعلان) كان عدد من ردوا عليها واحدا وخمسين متداخلاً. نصحها خمسة فقط بالتزام قانون تلك الدولة وتجنب المحاولة. في ما راح الباقون يستعرضون معرفتهم في كيفية (تهريب) البذور والأغصان والنباتات..وتجاربهم في تجاوز موظفي وأجهزة المراقبة والكشف بالأشعة وغيره.
ساءني الأمر فوجمت برهة، وعدت لقراءة البوست والردود ثانية علني اجد ما فاتني. لكني تيقنت من صحته فزادت صدمتي.
على افتراض ان السيدة لا تنوي تهريب اي (مواد غير الحنة والنعناع)، فقد حزنت على الاصرار لتكرار ارتكاب ما تعلم انه مخالفة قانونية، في استهتار وازدراء منها بقوانين وسلطات تلك البلد التي ستستضيفها.
واحزنني اكثر (شهامة) أكثر من ٩٠% ممن ردوا، في إعانة صريحة لها لارتكاب المخالفة (وربما الجريمة).. في استهتار جماعي واضح بقيم القانون في بلد غير بلدنا، والرغبة في تهديد أمنه الزراعي والاقتصادي والحاق الأذى بمجتمع سن من التشريعات ما يحمي به سلامته. ويعد كلا منهم شريكا في الجرم الذي ستقع فيه هذه السيدة.
ان كانت القوانين والتشريعات قد اهتزت في بلدنا..وضعف القائمون على انفاذها وتطبيقها فصارت مطاراتنا ومنافذنا (شباكا مقدودة). وان كان بعضنا جاهلا او مستخفا بسلامته الشخصية، فهل يبرر لنا ذلك ازدراء غيرنا بهذه الصورة؟

واخجلتي..أي شعب نحن؟

د. سعد الدين عبد الحميد
saadeenn@gmail.com

 

آراء