واخيرا غرد دونالد ترامب

 


 

 

 

‏?️في تغريدة له قال الرئيس الأمريكي دونالد ‎ترامب: "وافقت حكومة السودان الجديدة ، التي تحرز تقدمًا كبيرًا،على دفع 335 مليون دولار لضحايا الإرهاب الأمريكيين وعائلاتهم بمجرد الإيداع ، سأرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. أخيرًا العدالة للشعب الأمريكي وخطوة كبيرة للسودان".


✅ثم ماذا بعد رفع الحصار الامريكي؟!
هل نحن جاهزون ؟ حكومة و شعب ؟

من اهم السمات غير الجميلة في هذا العصر أن تعمل الدول الغنية لبسط هيمنتها الشاملة علي الدول الفقيرة و ذلك بفرض افكارها و وسائل اقتصادها ثم نهب ثروات هذه الدول بكل السبل , انها سمات الاستعمار , فهل سيعود الاستعمار مرة اخرى ؟ وكيف يمكننا مواجهته ؟! . ما هي تداعيات رفع الحصار الأمريكي المفروض علي السودان ؟ . سؤال الإجابة عليه تحتاج إلي وقفات و تفكر و تأملات و قراءات للتاريخ و الحاضر و المستقبل .

القرار الامريكي برفع الحصار عن السودان ستفرح به الحكومة لانه سيكون انجازاً لتحركاتها السياسية و الدبلوماسية و لانه سيكون صمام امان لاستقرارها و بسط قبضتها و لانه سيكون ضربة لاعدائها في الداخل و الخارج الذين يراهنون يوما بعد يوم علي قصر فترة بقائها في الحكم ، كذلك لانه سيكون جالبا لاسباب الراحة و الاستقرار و الرفاهية لابناء شعبها الذين طالما ذاقوا الويلات جراء عدم الاستقرار و التقاتل و الحصار ، و بهذا سيكون رفع الحصار من الايجابيات التي ستقرب المواطن الي الحكومة و ذلك للفائدة الكبيرة المتوقعة و المرجوة من رفع هذا الحصار .
لكن :
يجب علينا بدلا من الاحتفال برفع الحصار و تضييع الوقت في القنوات الفضائية و الصحف و اللقاءات ، يجب علينا ان نجلس و نتفاكر حول السلبيات التي ربما تجرها الينا هذه القرارات و نعمل علي مواجهة هذه السلبيات وتحدياتها قبل ان تداهمنا و نكون فى حالة دفاع ثم نهزم داخل ديارنا ، كذلك نتفاكر حول كيفية دراسة الايجابيات و كيفية توظيفها لمصلحة الوطن و المواطن
ان الاستعداد الذى اقصده لا يعنى ان نقوم بحمل السلاح , الا انه اكثر صعوبة ويحتاج منا لوضع حسابات دقيقة بالنسبة للدولة و المجتمع بكافة فئاته و اهم شيء يجب علي الدولة عمله هو التسلح المعرفى لمنسوبيها في كافة الجوانب بدءا بالاعلام الحديث و معرفة كيفية التعامل معه ، و الحراك المالي العالمي بعد رفع الحصار و إجراءاته و قوانينه و لوائحه و تقنياته و مشاكله من قرصنة و احتيال و غسيل أموال و كيفية التعامل مع الأعمال الإلكترونية و مشاكلها و نفاياتها و كذلك الاستعداد المعرفي و العلمي و المنهجي و القانوني لمقابلة ما يعرف بالإرهاب و كذلك الاستعداد لمقابلة تداعيات وصول المستثمرين و شركاتهم عابرة القارات و عمالهم المهرة و كيفية اعداد عمالنا لكي لا يضيعوا في زحمة هؤلاء المقبلين علينا بخبراتهم ، كذلك مساعدة قطاعنا الخاص الوطني في كيفية الصمود أمام هذه الشركات و المصانع التي ستأتي بامكانياتها المادية و خبراتها و اهم شيء تجهيز المواطنين بتسليحهم لمحاربة السلوك والعادات غير الحميدة المنتشرة بينهم و التي لن تجد لها مكانا في المستقبل مع هذه الامواج الزاحفة إلينا .
هناك تساؤلات مهمة يجب علينا الخوض فيها و الاجابة عليها :
1- هل سلوكنا وتفكيرنا وتعاملنا مع قضايا العصر المعقدة والمتسارعة يتناسب مع التحديات التى ستواجهنا في الفترة المقبلة ؟.
2- هل سلوكنا على مستوى ما يجرى فى دول العالم من حولنا ؟.
3-كيف يمكننا مقابلة هذه التحديات وماذا اعددنا لذلك ؟.
4- هل سيتقبل المجتمع التغيير ولا يتمسك بالقديم ؟.
5- هل سيحارب المجتمع السلوك و العادات غير الحميدة المنتشرة بين افراده ؟.
6-كيف سنستفيد من تجارب الدول والمجتمعات التى سبقتنا فى التطور والنهضة؟.
7- اين نحن من المظاهر الحضارية الراقية التى ساعدت فى تطوير المجتمعات وحماية افرادها وعملت على التواصل بين اجيالها ؟.
8- اين نحن من الالتزام بالقوانين واللوائح التى وضعناها فى كافة المجالات ؟.
9- ماهى المعايير الواحب توفرها فى اختيار المسئولين ؟.
10- هل ستقوم الدولة بعمل تغييرات في نظام الادارة و في نظام عرف السلطان الذي توارثناه منذ زمن بعيد و الذي يجعل السلطان متميزا عن المواطن في مسكنه ، و وسائل حركته ، و عمله ؟.
11- هل ستغير الدولة من الصرف البذخي في تسيير نظام الحكم ؟.
12- لكي يتوجه المواطن نحو العمل و الابداع و الابتكار . ما الذي علي الدولة فعله في مجال بسط العدل و المساواة في الحقوق و الواجبات وتوفير بيئة عمل متعافية و عادلة لكافة افراد المجتمع دون تمييز بين فئة و اخري ؟ .
ثم ماذا بعد رفع الحصار ؟
هل نحن جاهزون ؟ حكومة و شعب ,
ما معني رفع الحصار ؟
هل هو انخفاض الدولار و حرية سفر المسئولين و الجلوس مع الأمريكان ؟
هل بلدنا جاهزة ؟
ستأتي إلينا الشركات عابرة القارات .
ستأتي إلينا العمالة الارخص في العالم و الأمهر من عمالتنا ،
ستأتي إلينا الأموال بكافة أنواعها و غسيلها و تحويلاتها و قراصنتها و هكرها و عمولاتها ،،
ستأتي إلينا الأجهزة و المعدات و الالكترونيات و نفاياتها ،،
ستأتي إلينا شركات المقاولات بامكانياتها وفسادها و عمولاتها ,
هل نحن جاهزون ؟
هل هناك من القوانين و تطبيقاتها ما يحمي المواطن و ما يحمي الشركات و المصانع و المؤسسات الوطنية و ما يحمي الدولة ؟
هل حراس القانون من شرطة و امن و قضاء علي قدر المسئولية ؟
هل عاداتنا و تقاليدنا التي نراها في مجتمعاتنا تستطيع مجابهة التحديات ؟
هل ستنافس منتوجاتنا المحلية ذات التكاليف الكبيرة من كهرباء و محليات و ضرائب و ذكاة و خلافه هل ستنافس المنتوجات زهيدة الثمن التي ستدخل البلاد من الشرق و الغرب .. ؟
هل مواصفاتنا و مقاييسنا علي قدر المسئولية ..؟
الأمر خطير و ليس حديث عن حكومة و معارضة و احزاب و مؤتمر وطني ..
نحن في منعطف خطير و الامر يحتاج إلي وقفة جادة بعيدا عن المهاترات للمعارضة و الفرح المفرط للنظام و الامال الزائدة بالنسبة للمواطن .

د. صلاح الدين حمزة/باحث
salahhamza@gmail.com

 

آراء